تعد فرص العمل في الاقتصاد الأخضر من أبرز القضايا التي تعمل على تعزيز التنمية المستدامة، حيث يبرز دور هذا الاقتصاد بسبب التغيرات البيئية والتحديات المناخية، فهي بذلك تشكل تحولاً رئيسياً نحو اقتصاد صديق للبيئة.
تركز الوظائف الخاصة بالاقتصاد الأخضر على الصناعات التي من شأنها الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى تعزيز النمو الاقتصادي والأسهم الاجتماعية، فهي تدخل في العديد من المجالات.
ما المقصود بمصطلح الاقتصاد الأخضر؟ ما هي أبرز فرص العمل التي يتيحها للأفراد؟ ما هي القطاعات التي تدخل بها؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في هذا المقال من إيكونومتريك، إبقى معنا.
كل ما تريد معرفته عن فرص العمل في الاقتصاد الأخضر:
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن الاقتصاد الأخضر هو نوع من الاقتصادات التي تعمل على الوصول إلى العدالة الاجتماعية وتحسين رفاهية الإنسان، مع الحد من المخاطر والندرة البيئية، أي أنه اقتصاد منخفض انبعاثات الكربون، شامل اجتماعياً ويملك الموارد بكفاءة.
بناءً على ما ذكرناه يمكننا القول أن الوظائف الخضراء هي عبارة عن أي وظيفة أو عمل خاص يساعد في الوصول إلى عالم أكثر استدامة، أي أنها فرص عمل ضمن أي قطاع اقتصادي مثل الصناعة والزراعة والإدارة والخدمات، والتي تلعب دوراً كبيراً في استعادة وحفظ وتعزيز جودة البيئة، كما تبرز أهمية فرص العمل هذه فيما يلي:
- تعمل على دعم الانتقال من الاعتماد على الوقود نحو استخدام الطاقة النظيفة، وبالتالي الحفاظ على الموارد البيئية.
- أي استثمار مادي في الاقتصاد الأخضر، تظهر ثلاث أضعاف فرص العمل لقاء الاستثمار في نفس المبلغ في صناعة الوقود الأحفوري.
- بناء اقتصاد أخضر هو بناء اقتصاد محلي، أي أن مواردة لا يمكن شحنها إلى الخارج كالطاقة الشمسية وسوف تحتاج إلى عمالة محلية.
- الاستثمار في فرص العمل الخضراء سينعكس إيجاباً على الجميع، قد نلاحظ هبوط في أسعار الوقود وبالتالي نقص حاد في عدد العاملين ضمن هذا القطاع، بينما تشير التوقعات إلى أنه بحلول 2030 سيتم توفير 24 مليون وظيفة خضراء على المستوى العالمي، علاوة على ما سيرفع من إجمالي الناتج المحلي عند مضاعفة الإنتاج من كمية الطاقة المتجددة.
قطاعات فرص العمل في الاقتصاد الأخضر:
كما نعلم أن الوظائف الخضراء اكتسبت في وقتنا الراهن اهتماماً بالغاً، لذلك سنذكر لكم فيما يلي القطاعات التي تندرج ضمن هذا الإطار، أو تعمل على توفير فرص عمل للأفراد الذين يرغبون في المساهمة بالنمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، وفيما يلي أبرز هذه القطاعات:
- قطاع الطاقة المتجددة أحد أهم القطاعات التي توفر فرص عمل خضراء، يتضمن هذا القطاع عدة مصادر للطاقة مثل: طاقة الرياح، الطاقة الشمسية، الطاقة الحرارية الأرضية، الطاقة المائية والكتلة الحيوية، فتزايد الطلب على الطاقة المتجددة أدى إلى خلق الكثير من فرص العمل للفنيين والمهندسين ومحترفي المبيعات ومديري المشاريع، كل ذلك ساهم في تقليل انبعاثات الكربون ودفع الابتكار في مجال تقنيات الطاقة النظيفة.
- قطاع كفاءة الطاقة الذي يهتم بتحسين استخدام الطاقة ضمن الصناعات والمباني وأنظمة النقل، بذلك يكون لمراجعوا الطاقة دوراً بارزاً في تحديد الأماكن التي قد نستطيع بها الحفاظ على الطاقة وتحسينها من خلال تحسين أنظمة الإضائة الفعالة أو تحسين العزل، حيث يؤدي تنفيذ الممارسات الموفرة للطاقة إلى توفير التكاليف المادية على فواتير المرافق وتقليل بصمة الكربون.
- القطاع الزراعي المتمثل في الزراعة المستدامة والتي توفر العديد من فرص العمل في الاقتصاد الأخضر، فالزراعة المستدامة تعمل على تقليل المدخلات الكيميائية وتعزيز ممارسات الزراعة الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي وتحديد أولويات صحة التربة.
- قطاع إدارة النفايات الذي يوفر فرص عمل خضراء، حيث تتضمن عمليات مبادرات الحد من النفايات وعمليات إعادة التدوير والتسميد والحد من النفايات، بالإضافة إلى تحويل النفايات إلى الطاقة، فمراكز إعادة التدوير توفر العديد من الوظائف تكون مهمتها معالجة وفرز الموارد التي يمكن إعادة تدويرها.
- قطاع البناء فصناعة البناء لها تأثير كبير على البيئة، إلا أن ممارسات البناء الخضراء تعمل على التخفيف من هذا التأثير، حيث تتمثل فرص العمل الخضراء هنا في تصميم المباني والتقنيات المستدامة والتقنيات المستدامة للموارد مع الحفاظ عليها.
نظام الاستثمار الأجنبي في السعودية: دليلك حول نظام الاستثمار الجديد
دور الحكومة في دعم فرص العمل الخضراء:
تلعب الحكومة دوراً بارزاً في معالجة التحديات البيئية وقيادة التنمية المستدامة، حيث يمكنها خلق تمكين تعمل على تشجيع نمو الصناعات الخضراء، مع دعم التوجه نحو اقتصاد منخفض الكربون، بالإضافة إلى خلق فرص عمل ضمن القطاعات الصديقة للبيئة، وفيما يلي سنذكر بعض الاستراتيجيات التي تم العمل بها في مختلف أنحاء العالم وهي:
- الأطر السياسية: هنا يكمن دور الحكومات في إنشاء أطر عمل من شأنها التشجيع على اعتماد التقنيات والممارسات المستدامة، حيث تلعب آليات تسعير الكربون وأهداف الطاقة المتجددة دوراً هاماً في التشجيع على الاستثمار ضمن مصادر الطاقة النظيفة، مع خلق المزيد من الوظائف في القطاع المتجدد.
- تقديم الدعم المالي عن طريق المنح والحوافز الضريبية والإعلانات بهدف تحفيز نمو الصناعات الخضراء.
- الاستثمار في برامج التدريب والتعليم بهدف تزويد الأفراد بما يلزم من مهارات للوظائف الخضراء، كما من الممكن أن تلجأ الدولة إلى تطوير برامج تدريب متخصصة تعمل على تلبية احتياجات جميع القطاعات الخضراء الناشئة وذلك بالتعاون مع أصحاب المصلحة في الصناعة والمؤسسات التعليمية.
- تستطيع الحكومات تخصيص الموارد بهدف البحث والتطوير، فمن خلال الدعم الذي تقدمه لأنشطة البحث والتطوير ستكون قادرة على تعزيز تطوير الخدمات والمنتجات والعمليات الجديدة التي تعزز عمل الاقتصاد الأخضر.
- استفادة الحكومات من قوتها الشرائية بهدف دفع الطلب على الخدمات والمنتجات الخضراء، عن طريق دمج معايير الاستدامة ضمن عمليات المشتريات العامة تستطيع الحكومات إنشاء سوق خاص بالسلع والخدمات الصديقة للبيئة، الأمر الذي سيعمل على تحفيز نمو فرص العمل في الصناعات ذات الصلة.
في الختام، تعد فرص العمل في الاقتصاد الأخضر حافزاً قوياً يساعد المجتمعات في الوصول إلى التنمية المستفادة وحماية البيئة من الانبعاثات الكربونية الضارة، علاوة على دورها في جذب الاستثمار، حيث لا تقتصر هذه الفرص على قطاع محدد بل يدخل في مختلف قطاعات الحياة.