يعد الاستثمار في الزراعة الذكية من أبرز نتائج التطورات التكنولوجية التي شهدها القطاع الزراعي، حيث يجمع هذا النوع من الزراعة بين الزراعة والتكنولوجيا بهدف تحقيق استدامة أفضل وإنتاجية أعلى.
تعمل الزراعة الذكية على استخدام التكنولوجيا بهدف تحسين الإنتاجية والكفاءة، حيث من الجدير بذكره أن هذه التكنولوجيا من أبرز الفرص الاستثمارية التي من شأنها جذب المستثمرين الذين يهدفون للوصول إلى الأمن الغذائي.
ما المقصود بمصطلح الزراعة الذكية؟ ما هو دور التكنولوجيا في الزراعة الذكية؟ ما هي فرص وتحديات الزراعة الذكية؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في هذا المقال من إيكونومتريك، تابع معنا.
مفهوم الزراعة الذكية: ما يجب أن تعرفه
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن الزراعة الذكية هي أحد الطرق الحديثة في الزراعة، تنطوي على استخدام التكنولوجيا لمساعدة المزارعين، فهي تساهم في التقليل من استخدام المياه والأسمدة والمبيدات الحشرية أو الوقود أي تخفيض التكاليف، بالإضافة إلى التقليل من التأثير البيئي للزراعة.
كما يشير البعض إلى أن الزراعة الذكية هي استراتيجية إدارية تعمل على جمع البيانات بواسطة تقنيات برمجية، تتمثل في معلومات مكانية وزمنية، كما تعمل على معالجتها وتحليلها، وانطلاقاً من أهميتها سنزودكم في السطور التالية بأهم التفاصيل المرتبطة بهذا النوع من الزراعة المتطورة:
فوائد الاستثمار في الزراعة الذكية:
كما ذكرنا أن الزراعة من أبرز الابتكارات الرائدة التي تجمع بين الزراعة والتكنولوجيا بهدف تحقيق استدامة أفضل وإنتاجية أعلى، لذلك سنذكر أبرز فوائدها في النقاط التالية:
- زيادة الإنتاجية: حيث تؤدي التقنيات الحديثة المُستخدمة كالأنظمة الروبوتية والمستشعرات الذكية إلى تحسين مراقبة الظروف الزراعية مثل: درجة الحرارة والرطوبة ومستويات المغذيات، كما تعمل المستشعرات الذكية باستمرار على جمع البيانات عن حالة الجو والتربة، الأمر الذي يساعد المزارعين على اتخاذ القرارات المستنيرة المرتبطة بالتسميد والري والحصاد، فهي تتيح إمكانية التنبؤ بالمشكلات والعمل على حلها قبل أن تُحدث تأثيراً على المحصول.
- تحسين استخدام الموارد المائية والسماد والمبيدات، الأمر الذي يحمي البيئة ويقلل من التكاليف.
- الحد من التأثير البيئي للأسمدة والمبيدات الكيميائية، الأمر الذي يحمي من التلوث البيئي ويؤدي إلى التوازن الطبيعي للتربة، فمثلاً تساعد تقنيات الزراعة العضوية التكنولوجية في حماية النظام البيئي الزراعي وتعزيز التنوع البيولوجي.
التحديات التي تواجه الزراعة الذكية:
تواجه التكنولوجيا الذكية بعض التحديات التي تعيق استخدامها بالشكل الأمثل، حيث تتمثل فيما يلي:
- التكلفة المرتفعة للتكنولوجيا هي من أبرز التحديات التي تواجهها حيث تؤثر على تبني تقنيات الزراعة الذكية، وبشكل خاص المزارعين الذين يقطنون في الدول النامية.
- عدم وجود معرفة وخبرة كافية في استخدام هذه التقنيات أو التعامل مع الأنظمة الجديدة، الأمر الذي يتطلب تدريب المزارعين على استخدام هذه التقنيات.
- عدم وجود بنية تحتية رقمية متطورة في المناطق الريفية، الأمر الذي يعيق من انتشار هذه الزراعة التي تحتاج إلى اتصال مستمر وقوي بالإنترنت.
- مشاكل الأمان السيبراني.
انطلاقاً من حديثنا عن التحديات لا بد من الإشارة إلى بعض النقاط والتحديات التي يجب مراعاتها عند العمل على الاستثمار في الزراعة الذكية أبرزها:
- ضرورة اختيار المستشعرات لجهازك، حيث يعتمد ذلك على نوع البيانات التي ترغب بجمعها والغرض الرئيسي من العلاج.
- وجود إمكانات قوية في تحليل المعلومات التي قمت بجمعها وتطبيق التعلم الآلي والخوارزميات التنبؤية بهدف الحصول على رؤى ممكنة التنفيذ وفقاً للبيانات التي تم جمعها.
- صيانة المستشعرات التي تقوم باستخدامها في الزراعة الذكية لأنه من الممكن أن تتلف بشكل سريع.
- ضرورة أن تكون تكون تطبيقات الزراعة الذكية تم تصميمها للاستخدام على أرض الواقع، حيث من الضروري أن يكون صاحب العمل لديه القدرة على الوصول إلى البيانات الموجودة في الموقع أو عبر الكمبيوتر المكتبي أو الهاتف الذكي (أي عن بعد).
- ضرورة وجود بنية تحتية داخلية قوية مع أهمية تأمين أنظمتك الداخلية، لأن عدم التأمين بشكل جيد قد يعرض بياناتك للسرقة أو السيطرة على جراراتك الذاتية.
التطبيقات العملية للزراعة الذكية:
توجد العديد من التطبيقات العملية المستخدمة في الزراعة الذكية والتي تساهم في تحسين مراقبة الحقول الزراعية وتقديم بيانات دقيقة حول ما يحتاجه النبات من مغذيات ومياه، بالإضافة إلى جعل التغذية وعملية الري أكثر استدامة، لذلك سنذكر لكم أبرزها فيما يلي:
- الحوسبة السحابية التي تتيح أمام المزارعين القدرة على الوصول إلى تطبيقات مبتكرة وخدمات زراعية تساعدهم في عمليات الزراعة وإدارة التشجير، من خلال مراقبة التربة والنباتات وتتبع الأحوال الجوية عن طريق تطبيقات ذكية تساعدهم في ذلك.
- أنظمة الاستشعار التي تساهم في تحسين جودة وكفاءة الزراعة، فهي تساهم في تحديد الظروف البيئية الملائمة للزراعة والوقاية من الأمراض، بالإضافة إلى التنبؤ بالظروف الجوية.
- الروبوتات التي تستخدم في عدة مجالات كالزراعة والري والحصاد، كما يعمل الذكاء الاصطناعي على تحليل وتوقع الاتجاهات المستقبلية في الزراعة وغيرها العديد من الأمور التي تساعد في الحفاظ على سلامة النباتات.
- تقنية التحكم بالري التي تؤدي إلى تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة.
- تقنيات الزراعة المائية كالتنقيط بالري التي تقدم حلاً فعالاً لعائق نقص المياه.
- التقنيات الحيوية والوراثية التي تعمل على تحسين صحة المحاصيل وحمايتها من الآفات والأمراض، كما تعمل على تطوير محاصيل جديدة تحتوي على صفات محسنة.
في الختام يمكننا القول أن الاستثمار في الزراعة الذكية من أبرز الاستراتيجيات التي تؤدي إلى تحقيق الأمن الغذائي وحل العديد من المشكلات التي قد يعاني منها المزارع، وذلك باستخدام تقنيات محددة من شأنها حماية المحاصيل الزراعية وتحسين إنتاجيتها.