بدأ الكثير من المستثمرين العمل على الاستثمار في الأسهم العائلية لمشاركة أفراد العائلة المالكة للشركة في أرباحها وخسائرها، إيماناً منهم بأن هذا النوع الجديد من الاستثمار سيحقق لهم أرباحاً لم يحلموا بها من قبل، وخصوصاً بعد معرفتهم أن الشركات العائلية تحقق أرباحاً جيدة بسبب الإدارة الصحيحة لهذا النوع من الشركات.
يقوم الكثير من الأشخاص حول العالم وفي عالمنا العربي بمزاولة مهنة الاستثمار في البورصة سواء أكانت في عمليات بيع وشراء الأسهم أو حتى السندات أو الأموال، وهذا ماشكل لهم دخل إضافي يساعدهم في قضاء حوائجهم المادية اليومية أو حتى مساعدتهم في إكمال خططهم السنوية، لذلك تراهم يبحثون عن الشركات التي تعمل بجد ونشاط ليقوموا بشراء أسهمها وطرحها للبيع في وقت لاحق.
سنتناول في مقالنا من إيكونومتريك هذا جميع النقاط التي تبحث عنها عزيزي القارئ حول الاستثمار في أسهم الشركات العائلية، لذلك ابقى معنا وتعرف على خفايا هذا النوع الجديد من الاستثمار.
أهمية الاستثمار في الأسهم العائلية: تعزيز الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي
بدايةً يجب علينا تحديد مفهوم الأسهم العائلية، فهي عبارة عن الأسهم التي تمتلكها شركات معينة تديرها وتسيطر عليها عائلات بحيث يكون لأفراد هذه العائلة الدور الرئيسي في حركة وتوجيه وإدارة الشركة، لذلك من الممكن أن تقوم بعض هذه الشركات بطرح أسهم شركاتها للبيع والاستثمار، إيماناً منهم بتحقيق فائدة عامة لكل من الشركة والمستثمر، وتتمثل أهمية الاستثمار في الأسهم العائلية في النقاط التالية:
- الحفاظ على سيطرة العائلة للشركة وهذا ما يؤمن ضمان استمرار رؤى وقيم العائلة المالكة على إدارة الشركة.
- تعزيز التعاون العائلي بين أفراد العائلة المالكة للشركة لذلك تراهم جميعاً يعملون بجد ونشاط لتحقيق الأهداف المالية المشاركة لهم.
- استقرار الشركة العائلية وعدم تأثرها بتقلبات السوق وذلك يعود إلى تمتع أفراد العائلة برؤية طويلة الأمد في نجاح الشركة.
- الإلتزام بالقيم والأخلاقيات العالية التي يتمتع بها أفراد الشركة وهذا مايزيد ثقة المستثمرين والعملاء بالنشاط التجاري وبالتالي المساهمة في بناء سمعة جيدة.
- تمتلك الشركات العائلية خبرات مدعومة على مدى أجيال متلاحقة وهذا مايساعد في تحسين أداء الشركة وزيادة فعاليتها وهذا ما يؤثر إيجاباً على عملية الاستثمار فيها.
المزايا والتحديات في الاستثمار بالأسهم العائلية: فرص وإكراهات الاستثمار العائلي:
يحتوي أي نوع من الاستثمار على مميزات تؤدي إلى جذب المستثمرين إليها إضافة إلى تحديات تعمل إدارة الشركة على تخطيها لضمان استمرارية العمل، الآن سنقوم بذكر أهم المميزات والتحديات كما يلي:
مميزات الاستثمار في الأسهم العائلية: الفوائد العامة:
- يتميز الاستثمار في الأسهم العائلية بالاستقرار والاستمرار على المدى الطويل وذلك بسبب سعي العائلة المالكة إلى الحفاظ على النشاط التجاري عبر الأجيال المتلاحقة.
- تتميز هذه الشركات بالالتزام الكامل بالقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة وهذا ما يسهم في بناء سمعة جيدة للشركة.
- التفاني والالتزام الكامل في العمل ويعود ذلك إلى حرص أفراد العائلة على نجاح الشركة.
- يعمل أصحاب الشركة على استثمار الوقت والمال لضمان نجاح الشركة.
- يتميز الاستثمار في الأسهم العائلية بالعلاقات القوية الموجودة بين العملاء والشركاء والموردين وهذا يعود إلى الالتزام العائلي الكامل للشركة.
تحديات الاستثمار في الأسهم العائلية: مخاطر وصعوبات:
- الخلافات الكبيرة التي قد تنشأ بين أفراد العائلة على ادارة الشركة أو حتى توزيع الأرباح هذا مايؤثر سلباً على أداء الشركة.
- تشكل بعض المخاطر المالية بسبب نقص التنويع في الاستثمارات.
- تواجه الشركات العائلية تحديات في استراتيجيات التوظيف الخارجي لأفراد لا ينتمون للعائلة وذلك بسبب الالتزام بالحفاظ على السيطرة العائلية للشركة.
- يواجه الاستثمار في الشركات العائلية بعض الصعوبات في تحديد الخلفية المناسبة لإدارة الشركة في المستقبل وهذا ما يشكل ضغط كبير على الادارة الحالية للشركة.
- يمكن أن تكون الطبيعة العامة للعائلة أحد التحديات التي يمكن أن تواجهها في التفاعل مع الأسواق المالية وجذب للمستثمرين الخارجيين.
الاستراتيجيات الناجحة للاستثمار في الأسهم العائلية: نصائح وتوجيهات:
إن العمل على تطوير المميزات التي قمنا بذكرها سابقاً وإيجاد الحلول للتحديات أيضاً تشكل الاستراتيجيات الناجحة للاستثمار في الأسهم العائلية، لذلك يمكن القول بأن الاستثمار في الأسهم العائلية يتطلب استراتيجيات تتمثل بما يلي:
- التخطيط المالي الجيد طويل الأجل يضمن استدامة الشركة العائلية عبر الأجيال وبالتالي استمرارية الاستثمار فيها.
- العمل على تنويع الاستثمارات في الشركة العائلية للحد من المخاطر المالية المحتملة.
- الالتزام التام بقيم العائلة وأخلاقها الأمر الذي يساهم بشكل كبير في بناء سمعة جيدة وبالتالي الحفاظ على الثقة بين العملاء والشركاء.
- وضع خطة واضحة ومفصلة لتحديد الخلفاء في إدارة الشركة وهذا ما يؤدي إلى انتقال سلس للإدارة والحفاظ على استقرار الشركة.
- جلب المواهب الخارجية ممن يمتلك مهارة وخبرة تعمل على تحسين العمليات داخل الشركة وتحقق الاستدامة لها.
- التواصل الجيد والمستمر بين أفراد الأسرة الأمر الذي يساعد وبشكل كبير في حل النزاعات بسرعة و تعزيز التعاون البناء الذي يصب في مصلحة الشركة.
- تأسيس نظام يساعد في تحقيق الشفافية والمساءلة بين أفراد العائلة الأمر الذي يزيد من ثقة المستثمرين والعملاء.
- مشاركة جميع أفراد العائلة المهمين في اتخاذ القرارات الاستراتيجية لضمان موافقة الجميع على الخطط المستقبلية للشركة الأمر الذي يساهم في نهوض الاستثمار في الأسهم العائلية.
تأثير الاستثمار في الأسهم العائلية على الاقتصاد المحلي والعالمي: تحليل التأثيرات الاقتصادية:
يساهم الاستثمار في الأسهم العائلية في الاقتصاد المحلي والعالمي حيث يعمل على نمو وتطور كل منهما، فمن الجانب المحلي يقوم هذا الاستثمار بتوفير الأموال اللازمة في تطوير عمل الشركة و بالتالي يساهم في نموها وتوسعها إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة للكثير من الأشخاص الأمر الذي يساعد في تحقيق نمو اقتصادي كبير للدول.
بينما على الصعيد العالمي يساهم الاستثمار في الأسهم العائلية في تعزيز التعاون المشترك بين الدول إضافة إلى نمو التجارة العالمية وهذا ما يساعد في توزيع الثروة والمال عبر الحدود وهذا ينعكس ايجاباً على الاستقرار الاقتصادي العالمي.
في الختام، نجد أن الاستثمار في الأسهم العائلية من الأعمال التي يبحث الكثيرين عنها نظراً لما تحملها من أرباح تعود عليهم بالفائدة التي يتوقعونها، يحمل هذا الاستثمار العديد من المزايا المميزة إضافة الى تحديات تعمل على حلها والقضاء عليها من خلال استراتيجيات وخبرة تم الحصول عليها بعد قضاء سنوات عديدة في العمل.