تلقى الطاقة المتجددة في السعودية اهتماماً بالغاً من قبل حكومة هذا البلد، حيث يعد قطاع فيها من المصادر الرئيسية للطاقة على مستوى العالم، يتم الإشراف عليها من قبل وزارة الطاقة والثروة المعدنية والصناعة.
تعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول المصدرة لمنتجات الطاقة إلى مختلف أنحاء العالم وذلك في عام 1993، إلا أنها أدركت ضرورة تأمين مستقبل طاقتها عوضاً من الاعتماد على المشتقات النفطية كمصدر وحيد.
ما هي مصادر الطاقة في المملكة العربية السعودية؟ ما هي أهم المشاريع التي تمت إقامتها؟ ما هي الجهود التي بذلتها السعودية بما يتعلق بالطاقة المتجددة؟ ابقى معنا في هذا المقال لمعرفة الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها العديد.
مصادر الطاقة في المملكة العربية السعودية: تنوع واستدامة
تعد المملكة العربية السعودية من أغنى الدول بمصادر الطاقة التي تهدف إلى تلبية احتياجات المجتمع المتنوعة، لذلك سنضع بين أيديكم فيما يلي أبرز مصادر الطاقة المتوفرة بها:
- النفط: تعد السعودية من أهم الدول المصدرة للنفط في العالم، كما أنه من أبرز مصادر الطاقة التي يتم الاعتماد عليها، حيث جاء الاهتمام به انطلاقاً من رغبة الملك عبد العزيز آل سعود في زيادة دخل الدولة ونهضتها، وتعد شركة أرامكو التي تملكها المملكة من أكبر الشركات المصدرة للغاز الطبيعي والنفط والبتروكيماويات في العالم.
- الغاز الطبيعي: تمثل المملكة نسبة 4% من إجمالي احتياطات الغاز الطبيعي حول العالم، حيث تمتلك حوالي 303 تريليون قدم مكعب، كما تحتل المرتبة السابعة في العالم من ناحية استهلاك هذه المادة، وتجدر الإشارة إلى أنها لا تصدر أو تستورد أي شيئ من هذه المادة وذلك منذ العام 2015.
- الطاقة الكهرومائية وهي أحد أبرز أشكال الطاقة النظيفة والاي استخدامها بشكل واسع على نطاق عالمي، حيث يتم إنتاجها عن طريق استخدام قوة الجاذبية الأرضية هبوط الماء من ارتفاعات متباينة لدارة التوربينات الخاصة بتوليد الطاقة.
- الطاقة الشمسية التي أولتها السعودية اهتماماً خاصاً ضمن رؤيتها المستقبلية لعام 2030، وذلك لما تملكه المملكة من مساحات شاسعة وظروف مناخية ملائمة، بالإضافة إلى الاستثمار فيها عن طريق الطاقة الشمسية المركزة، الطاقة الكهروضوئية، حيث تم لذلك تخصيص خطة متماشية مع أهداف المملكة.
- الطاقة الذرية التي تم الاهتمام بها نتيجة الطلب المتزايد على الكهرباء في المملكة، الأمر الذي استدعى ضرورة الاستعانة بالمصادر المستدامة والبديلة لتغطية حاجتها من الكهرباء والمياه المحلاة.
مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: الابتكار والتقدم
لجأت حكومة المملكة العربية السعودية إلى إنشاء العديد من مشاريع الطاقة المتجددة، كبناء محطات طاقة الرياح ومحطات توليد الكهرباء الشمسية، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة النووية التي تهدف إلى تعزيز استدامة الطاقة في المملكة وزيادة إنتاج الكهرباء المتجددة، حيث تجدر الإشارة إلى أن مشروع نيوم هو أحد أبرز المشاريع التي تسعى لتأسيس مدن ذكية تعتمد على الاستدامة والطاقة المتجددة.
تسعى المملكة إلى استثمار أموال كبيرة لتوفير الطاقة النظيفة والمستدامة للمواطنين وبناء المدن الذكية، بالإضافة إلى سعيها لزيادة رفع حصة الطاقة المتجددة ضمن خطة توليد الكهرباء الوطني إلى 50% وذلك بحلول عام 2030، كما عملت المملكة على تطوير العديد من مشاريع الطاقة المتجددة على امتداد الساحل للاستفاده من مواردها المميزة في مجال الرياح، بالإضافة إلى الطاقة القوية الموجودة في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر، وفي هذا السياق تعتزم المملكة بناء محطة طاقة نووية ضمن أراضيها لتوليد نسبة كبيرة من الكهرباء النظيفة والمستدامة.
جهود المملكة في الطاقة المتجددة: خطوات نحو مستقبل أخضر
بذلت المملكة العربية السعودية الكثير من الجهود في مجال الطاقة المتجددة وذلك بهدف تطويرها وضمان إمكانية الاستفادة منها، وفيما يلي سنذكر لكم أبرز هذه الجهود:
- انضمام المملكة العربية السعودية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية.
- عقد اتفاقية مع SoftBank بتكلفة تصل إلى حوالي 200 مليار دولار وطاقة إنتاجية تُقدَّر بحوالي 200 جيجاوات.
- وضع خطة المملكة لعام 2030 في مجال بناء قطاعة طاقة شمسية مستدام.
- تخصيص مكتب خاص بتطوير مشاريع الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة.
- الاستفادة من رؤوس الأموال الأجنبية في بناء قطاع الطاقة المتجددة.
- دمج مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة والمتوسطة مع الشبكة السعودية للكهرباء.
- تأهيل الشباب السعودي في معاهد تدريب معتمدة.
- بناء صناعة طاقة متجددة محلية.
- توفير وظائف في مجال الطاقة المتجددة.
- تقديم الدعم المحلي لمركز أبحاث الطاقة المتجددة.
شركات الطاقة المتجددة في السعودية: الريادة والتطوير
سنضع الآن بين أيديكم قائمة بأبرز شركات الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية، وهي كالتالي:
- شركة تسلا باور للطاقة الشمسية والتي تبذل جهوداً كبيرة بهدف التوسع في استخدام تقنيات الطاقة المتجددة، تماشياً مع رؤية المملكة لعام 2030، والتي تسعى لتخفيض الاعتماد على النفط ودعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى التوجه نحو الطاقة النظيفة، تجدر الإشارة إلى طاقة تسلا تمتلك جاهزية تقنية وفنية كاملة للمشروع.
- شركة وهج الطاقة Energy Glow التي تم تطويرها من قبل خبراء لديهم مهارات في مجال مصادر الطاقة والكهرباء ضمن المملكة العربية السعودية، كما تعد من أكبر مشاريع الطاقة البديلة حول العالم.
- ديلمون للطاقة الشمسية وهي عبارة عن مجموعة من الشركات، أحد أكبر الصناعات الناشئة والتجارية والهندسية والتسويقية الموجودة في الخليج العربي.
من الجدير بذكره أن أهداف رؤية 2030 في الطاقة المتجددة هي زيادة الاعتماد على هذه المصادر بنسبة 50% من الاستهلاك الطاقوي في المملكة.
مشروع الطاقة الشمسية في السعودية وفق رؤية 2030: تحول الطاقة
تتمتع المملكة بإمكانيات هائلة تسمح لها بإنتاج الطاقة الشمسية، حيث يعود ذلك إلى درجة السطوع والإشعاع الشمسي في مختلف مناطقها، فوفقاً لبرنامج الطاقة المتجددة في السعودية تسعى لإنتاج 40 جيجاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي سنذكر أبرزها فيما يلي:
- مشروع محطة سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية، يقع هذا المشروع في منطقة الجوف شمال السعودية، بمساحة تصل إلى 6 كم مربع، تم افتتاحه في عام 2020 حيث تقدر إنتاجيته بحوالي 300 ميجاوات.
- مشروع محطة سدير، وهو مشروع محطة كهروضوئية مطورة في الرياض بقدرة إنتاجية 1,500 ميجاوات.
- مشروع محطة الشعيبة الذي يقع جنوب محافظة جدة، تبلغ قدرتها الإنتاجية حوالي 600 ميجاوات.
- مشروع محطة رابغ الذي يقع على بعد 25 كم من محافظة رابغ بقدرة إنتاجية تصل إلى 300 ميجاوات.
- مشروع محطة رفحاء الذي يقع في منطقة الحدود الشمالية بسعة إجمالية تقدر بنحو 20 ميجاوات.
- مشروع محطة المدينة المنورة الذي تم إنشاؤه في المدينة المنورة بقدرة إنتاجية تصل إلى 50 ميجاوات.
- مشروع محطة القريات الذي يقع في منطقة الجوف والتي تبلغ قدرته الإنتاجية حوالي 200 ميجاوات.
الأسئلة الشائعة:
هل تستثمر السعودية في الطاقة الخضراء؟
نعم، تعمل المملكة باستمرار على توسيع نطاق الطاقة الخضراء.
ما هي مصادر الطاقة المتجددة في السعودية؟
طاقة الرياح، الطاقة الشمسية، الطاقة الحرارية الأرضية وتحول الطاقة من النفايات.
في الختام، تعد الطاقة المتجددة في السعودية من الخيارات التي تساهم في تخفيض نسبة الاعتماد فقط على الوقود الإحفوري، وذلك عن طريق الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء واستخدام الموارد الطبيعية لإنتاج هذه الطاقة وفقاً لرؤية 2030.