عند دراسة تطور المجتمعات لا بد من النظر إلى دور المرأة في التنمية الاقتصادية، فقد تزايد أهمية دورها عن طريق خروجها إلى العمل المدفوع الأجر، الأمر الذي يشكل أبرز التحولات الاقتصادية والاجتماعية على صعيد الاقتصادات الوطنية.
حرص المجتمع الدولي على ضرورة حصول المرأة على جميع حقوقها، بالإضافة إلى مساواتها بالرجل كأحد أبرز شروط تحقيق التنمية في جميع المجالات، فطريق التنمية يتم من خلال دمج المرأة في المجتمع بشكل حقيقي وفعلي.
ما هو دور المرأة الريفية؟ هل تسهم المرأة القروية في التنمية الاقتصادية؟ ما هو دور المرأة في تحقيق التنمية؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في هذا المقال من إيكونومتريك، تابع عنا لمعرفة أبرز المعلومات.
المرأة الريفية: المفتاح السري لتحقيق التنمية المستدامة
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن المرأة الريفية المرأة العاملة ضمن المناطق الريفية، والتي تعتمد في كسب معيشتها على الزراعة والموارد الطبيعية، حيث يشكلن ما يزيد عن ربع عدد سكان العالم، كما تشكل في البلدان النامية نسبة 43% من القوة العاملة في الزراعة، فيقمن بإنتاج الكثير من المواد الغذائية الأمر الذي يجعلهم المسؤولين عن الأمن الغذائي، وانطلاقاً من دورها البارز في القضاء على الفقر ضمن الأرياف وتحسين مستوى الأمن الغذائي، بالإضافة إلى تعزيز التنمية الريفية والزراعية، فقد لجأت الجمعية العامة بتحديد الخامس عشر من شهر أكتوبر يوماً دولياً للمرأة الريفية
قد أثبتت المرأة القروية تمتعها بقدر عال من الحنكة والمرونة والعزم في تحويل التحديات التي تواجهها من فقر وجوع إلى حوافز تضمن رفاهية عائلتها ومجتمعها المحلي، فعندما تستطيع المرأة الريفية الوصول إلى الخدمات والفرص والموارد ستتمكن من مكافحة سوء التغذية والفقر والجوع في المناطق الريفية، بمعزى آخر تمكين المرأة الريفية وتعزيز قدراتها ينعكس إيجاباً على رفاهية الأسر والأطفال والمجتمعات، الأمر الذي يساهم في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي على المدى الطويل، بالإضافة إلى تأسيس رأس المال البشري للأجيال المستقبلية القادمة.
دور المرأة في التنمية الاقتصادية: محرك للنمو والتغيير
تعد المرأة من أهم عناصر التنمية الاقتصادية والمستدامة، فهي تعمل على توفير بيئة خالية من الكربون، علاوة على دورها في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلات تغير المناخ، كما أشارت العديد من الدراسات إلى أن المشاركة الاقتصادية للنساء يعزز ويزيد من مستويات الإنتاجية العامة والحد من الفقر عن طريق اكتسابها استقلالية مادية تؤثر إيجاباً على الفرد والمجتمع، وانطلاقاً من ذلك تم العمل بشكل جدي على التمكين الاقتصادي للمرأة والذي تمثل فيما يلي:
- التعليم الذي يشكل حجر الأساس لبناء القدرات المالية من أجل اكتساب المهارات اللازمة من أجل الدخول بقوة إلى سوق العمل والمنافسة فيه، بالإضافة إلى التدريب المهني بشكل مستمر بحيث يزيد من كفائتها ويعزز قدرتها على الابتكار.
- دعم ريادة الأعمال التي تمنحها فرصة للابتكار وتوفير فرص عمل جديدة، الأمر الذي يسهم في التنمية المستدامة والتنوع الاقتصادي.
- المشاركة في صنع القرار عن طريق تواجدها في مراكز صنع القرار، الأمر الذي يمنحها فرصة التأثير على السياسات الاجتماعية والاقتصادية بما يعزز المساواة بين الجنسين ويضمن مصالحها.
قد يهمك: كيفية إعداد ميزانية شخصية: دليل شامل للسيطرة على أموالك بخطوات بسيطة!
في هذا السياق سنجيب عن تساؤل مفاده هل تسهم المرأة القروية في التنمية الاقتصادية؟ والجواب هو نعم حيث يتمثل ذلك في عدة مجالات أبرزها ما يلي:
- المساهمة الزراعية فالمرأة الريفية هي العمود الفقري الذي تقوم عليه الزراعة الريفية، فهي تزرع المحاصيل وترعى الثروة الحيوانية الأمر الذي يساهم في توفير المواد الأساسية من الغذاء وبالتالي يعزز الأمن الغذائي المحلي.
- الأعمال الحرفية واليدوية فهي تمتلك المهارات الحرفية التقليدية اللازمة كالنسيج والفخار والتطريز، فهي تلعب دوراً بارزاً في الحفاظ على التراث الثقافي، كما تؤمن مصدراً مهماً للدخل، الأمر الذي من شأنه دعم الاقتصاد المحلي عند تسويق المنتجات الحرفية محلياً ودولياً.
- إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة بكل مهارة، الأمر الذي يخلق فرص عمل جديدة وينشط الاقتصاد المحلي، وبالتالي تقليل معدلات الفقر والبطالة.
دور المرأة في تحقيق التنمية: قوة لا يُستهان بها
يظهر الدور الإيجابي للمرأة في مختلف مجالات الحياة، وفيما يلي سنذكر أبرز مجالات التنمية هذه:
- التنمية الاقتصادية فوجود المرأة ضمن سوق العمل سيؤدي إلى زيادة إنتاجية الاقتصاد، وبالتالي المساهمة في تنويع الأنشطة الاقتصادية عن طريق تطوير المشاريع وريادة الأعمال.
- يساهم تعزيز حقوق المرأة في تقوية المجتمعات، فتمكينها وتعليمها ينعكس بشكل إيجابي على صحة وتعليم الأسرة، الأمر الذي يؤدي إلى تحسين جودة الحياة.
- التنمية الثقافية التي تتمثل في قيام المرأة بنقل القيم الثقافية والتراثية إلى الأجيال القادمة، كما تساهم في إغناء الثقافة المجتمعية وإحياء الفنون والآداب.
- دورها في التنمية السياسة عن طريق مشاركتها في صنع القرار، الأمر الذي يؤثر على المجتمع بأكمله نتيجة القرارات الهامة التي تصدرها.
- دورها البارز في التنمية البيئية والحفاظ على البيئة عن طريق مشاركتها في المشاريع البيئية، فهذا الوعي البيئي يساهم في تعزيز الاستدامة.
في الختام، يعد دور المرأة في التنمية أمراً ضرورياً لا يمكننا أن ننكره أو نتجاهله عند الحديث عن التنمية المستدامة بمختلف أشكالها والتي لها أثراً إيجابياً على مختلف أفراد المجتمع، وبالتالي هي ليست مشارك في التنمية فقط بل محرك رئيسي لها أيضاً.