انتشر الاقتصاد غير الرسمي بشكل كثير في العديد من الدول النامية والفقيرة في العالم، حيث شكل مع مرور الزمن مشهد معقد من المشاهد العالمية الاقتصادية، يشمل هذا النوع من الاقتصاد مجموعة متنوعة من النشاطات الغير قانونية التي يتم تجاهلها أو تقليلها من قبل السياسات الاقتصادية الرسمية.
يلعب هذا النوع من الاقتصاد دوراً حيوياً في توفير فرص عمل ودخل للملايين من الأشخاص حول العالم لذلك كان له الأثر الإيجابي في حياة الكثيرين، حيث قام بتلبية احتياجاتهم المالية الضرورية للمحافظة على نمط معيشتهم، لكنه وفي نفس الوقت لعب دوراً سلبياً للدولة وخصوصاً لصناع القرار حيث قام بفتح فجوة كبيرة في حالة الإيرادات الضريبية وعقبة كبيرة أمام التنمية الاقتصادية المستدامة.
سنتناول في هذا المقال من إيكونومتريك العديد من النقاط الرئيسية والمهمة حول هذا النوع الغير رسمي، لذلك ابقى معنا وتعرف على النقاط التي تهمك حوله.
مفهوم الاقتصاد غير الرسمي في المدن الكبرى:
يقصد بالاقتصاد غير الرسمي هو جميع النشاطات الاقتصادية التي تحدث خارج المجال الرسمي لاقتصاد أي دولة في العالم، حيث تعد كل النشاطات الاقتصادية التي لا تخضع للضرائب والغير مراقبة من قبل الدولة ومنظماتها والغير داخلة ضمن الناتج القومي الإجمالي إقتصاداً غير رسمياً.
ينتشر هذا النوع من الاقتصاد في الدول النامية والفقيرة ويرتبط بها بشكل كبير لكن ومع ذلك يتواجد في الدول ذات الاقتصاد القوي هذا النوع أيضاً، حيث يمكن أن يطلق عليه اقتصاد الظل أو السوق السوداء أو الاقتصاد السري أو الخفي.
أنواع الاقتصاد الغير رسمي في المدن الكبرى:
يوجد عدة أنواع من الاقتصاد الغير رسمي وهو الغير خاضع للنظام الضريبي التابع للحكومات الدولية، ومن بينها:
- العمل الغير رسمي: يشمل هذا النوع من الاقتصاد كل أعمال العمالة المؤقتة او الأعمال المنزلية التي لا تخضع لقوانين العمل الرسمية.
- الأعمال الصغيرة وغير المسجلة: يتمثل هذا النوع من الأعمال الأشغال التي تتم في الأكشاك أو الأسواق التجارية أو البائعين الجوالين.
- الاقتصاد الرمادي: يشمل جميع الأنشطة القانونية الغير معلنة التي تتم لتجنب الضرائب والقوانين الحكومية.
- الأنشطة غير القانونية: تشمل كل أعمال التهريب والاتجار غير المشروع بالبضائع والسلع والخدمات.
قد يهمك: التحول الرقمي في القطاعات المالية غير المصرفية
إيجابيات الاقتصاد غير الرسمي في المدن الكبرى:
يوفر الاقتصاد غير الرسمي مجموعة من الإيجابيات وهي كالتالي:
- توفير سلع وخدمات لذوي الدخل المنخفض والمحدود وبأسعار منخفضة مقارنة مع أسعار سلع الاقتصاد الرسمي.
- تخفيض معدل البطالة بين فئات المجتمع المختلفة من خلال تأمين فرص عمل مناسبة لهم.
- إنفاق الأموال والأرباح الواردة من الاقتصاد غير الرسمي مباشرة في الاقتصاد الرسمي وهذا ما يؤدي إلى ازدهار وتطور اقتصاد الدول.
سلبيات الاقتصاد غير الرسمي في المدن الكبرى:
من سلبيات هذا النوع من الاقتصاد ما يلي:
- تقليص إيرادات العائدات الضريبية للدولة وتأثيره على كمية الأموال الواردة من الضرائب.
- عدم استقرار السياسات الاقتصادية للدول بسبب نمو وازدهار الاقتصاد غير الرسمي.
- يعتبر معدل العوائد في الاقتصاد غير الرسمي أكثر جاذبية من الاقتصاد الرسمي وهذا مايؤثر على الكفاءة الاقتصادية وبالتالي يؤثر على توزيع الموارد.
- الزيادة في حجم هذا النوع من الاقتصاد إلى زيادة الإنفاق العام مما يؤدي إلى ارتفاع زيادة الموازنة العامة للدولة من دون وجود أي مصادر كافية لتغطية هذه الزيادة.
- المنافسة الشديدة مع أصحاب السلع والمنتجات التابعة للاقتصاد الرسمي وهذا ما يكبدهم خسائر فادحة يمكن أن تؤدي إلى خروج بعضهم من السوق التجارية.
- انخفاض رغبة الشباب في التعلم وتوجههم إلى الاقتصاد غير الرسمي بسبب إحساسهم الخاص بعدم جدوى التعليم واغراءات دخل هذا النوع من الاقتصاد وهذا مايساهم بشكل كبير في تفشي الجهل والأمية بين أفراد المجتمع.
أسباب انتشار الاقتصاد غير الرسمي في المدن الكبرى:
انتشر الاقتصاد غير الرسمي في المدن الكبرى بسبب وجود عدد كبير من الأسباب وهي كالتالي:
- التعقيدات الإدارية والبطء في استخراج الأوراق والمستندات اللازمة لإنهاء إجراءات التسجيل واستخراج التصاريح اللازمة لمزاولة النشاط التجاري.
- سهولة دخول هذا النوع من الاقتصاد والخروج منها بأقل تكلفة ممكنة مقارنة بالاقتصاد غير الرسمي.
- ضعف القدرة اللازمة على خلق فرص العمل في الاقتصاد الرسمي مقارنة مع الاقتصاد غير الرسمي حيث يقوم هذا النوع بخلق فرص عمل جيدة تساهم في تطور وازدهار المجتمع.
- ضعف الثقافة الضريبية لدى فئات المجتمع حيث تسهم الضرائب في تحقيق التنمية المستدامة.
- ارتفاع الضرائب والرسوم الأمر الذي يؤدي إلى انتقال أصحاب العمل الرسمي إلى العمل غير الرسمي للتهرب من دفع الضرائب وبالتالي زيادة الأرباح لديهم.
- غياب دور الحكومات في معالجة الفساد ومراقبة الأسعار إضافة إلى نقص السلع والمنتجات في الأسواق وتقليص الخدمات المقدمة للأفراد.
قد يهمك: الاستثمار في الاقتصاد المستدام: الفرص والتحديات
خصائص الاقتصاد غير الرسمي في المدن الكبرى:
يمتلك الاقتصاد غير الرسمي عدة خصائص وهي كالآتي:
- لا يمتلك هذا النوع من الاقتصاد قواعد أو اتفاقيات مكتوبة.
- يتم التعامل بالتفاهم الشهي فقط في هذا النوع من الاقتصاد.
- لا يمتلك أجور ثابتة أو حتى ساعات عمل ثابتة.
- جو العمل في الاقتصاد غير رسمي يتميز بالازدحام ويعرف بأنه غير صحي.
- لا يستطيع العمال في هذا النوع من الاقتصاد في معالجة مشاكلهم من خلال الجمعيات أو المجموعات.
الأسئلة الشائعة حول الاقتصاد غير الرسمي في المدن الكبرى:
ما هو الاقتصاد غير الرسمي الحضري؟
يقصد بمصطلح الاقتصاد غير الرسمي جميع الأعمال التي تتم خارج نطاق وحماية الدولة.
كيف يساهم القطاع غير الرسمي في الاقتصاد؟
يساهم هذا النوع من الاقتصاد في ازدهار وتطور المجتمع من خلال خلق فرص عمل كثيرة لعدد كبير من الأفراد في المجتمع، كما أن الأموال والأرباح الناتجة منه تسهم بشكل مباشر في عملية النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
ما هو الفرق الرئيسي بين القطاعين الاقتصاديين الرسمي وغير الرسمي؟
يكمن الفرق بين هذين النوعين من الاقتصاد في أن الأول وهو الاقتصاد رسمي يكون تابع للحكومة وبالتالي للمراقبة والضرائب بينما الآخر لا يخضع لأي نوع من المراقبة وليس معنى بالضرائب أيضاً.
ما هو القطاع الغير الرسمي؟
يقصد بالقطاع الغير الرسمي جميع الأعمال التي تتم خارج نطاق الدولة وبالتالي تقوم بعملية التهرب من الضرائب وعدم مراقبة الدولة أو أي جهة حكومية لهذا النوع من الأعمال.
في الختام، نجد أن الاقتصاد غير الرسمي من الأنواع التي انتشرت في العالم وعملت على تغيير أفكار بعض الأشخاص لمزاولتها والعمل عليها كما أن بعض الشركات أصبحت تمتهن هذا النوع من الاقتصاد وتقوم بزيادة أرباحها من خلال التهرب الضريبي وعدم دفع الرسومات المالية، كل هذه النقاط تندرج تحت مسمى ايجابيات هذا النوع، وله أيضاً سلبيات تعيق من تقدمه وانتشاره.