يعد التخطيط المالي الشخصي أحد أبرز القضايا التي تشغل حيزاً كبيراً من تفكير الأشخاص الذين يسعون دائماً للوصول إلى الاستقرار المالي، بالإضافة إلى فتح مشاريع خاصة تساعدهم في ذلك.
التخطيط المالي ليس مجرد فكرة بل هو علم قائمٌ بذاته، لا يقتصر على جداول البيانات والأرقام فحسب، بل يمكنك من تنظيم شؤونك المالية بكل دقة، واتخاذ أفضل القرارات المرتبطة بهذا الشأن.
إذا كنت من الأشخاص الراغبين في تحقيق أهدافك المالية، تابع معنا هذا المقال لمعرفة أبرز المعلومات عن التخطيط المالي الشخصي، والخطوات التي ينبغي عليك اتباعها من أجل وضع خطة مالية شخصية ناجحة، إبقى معنا.
ما هي عملية التخطيط المالي الشخصي؟
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن التخطيط المالي الشخصي هو عملية فعالة واستراتيجية طويلة المدى تساعد الفرد في إدارة شؤونه المالية بذكاء والتخفيف من الضغوط المالية التي قد يتعرض لها والتي قد تؤثر عليه سلباً، أما الخطة المالية هي عبارة عن وثيقة تبرز تقييم الوضع المالي للشخص في الوقت الراهن، والأهداف المالية التي يسعى إلى تحقيقها في المستقبل وآلية تحقيقها، حيث يمكن وضعها فردياً أو بمساندة مستشار مالي محترف.
أنواع الخطط المالية:
يتحدد نوع الخطة المالية بناءً على الوقت أو المدة الموضوعة لأجلها، لذلك سنشير فيما يلي إلى أنواع الخطط المالية وهي كالتالي:
- خطة مالية قصيرة الأجل: تهدف إلى التعامل مع المشاكل الآنية، إذ تظهر نتائجها خلال عام واحد، وقد تتضمن عدة أهداف شخصية بما في ذلك: إنشاء صندوق للطوارئ وتخفيض أو سداد الديون.
- الخطة المالية متوسطة الأجل: وهي عبارة عن فترة انتقالية بين الأهداف طويلة الأجل والأهداف قصيرة الأجل، تستغرق قرابة 5 سنوات، تعمل على حل المشكلات الحالية ثم التركيز على الأهداف التي تحتاج إلى وقت أطول.
- الخطة المالية طويلة الأجل والتي يتم تصميمها لأكثر من 5 سنوات، تحتاج إلى وجود موارد مالية ضخمة وقد تتضمن أهداف مشتركة طويلة الأجل مثل: سداد الرهن العقاري والادخار للتقاعد.
مزايا التخطيط المالي الشخصي:
قيامك بوضع خطة مالية جيدة يعني أنك ستتمتع بالحصول على الكثير من المزايا والفوائد والتي سنذكر أبرزها فيما يلي:
- زيادة مدخراتك المالية بشكل أسرع وأكثر كفاءة، فخلال عملية تطوير الخطة تستطيع تحليل دخلك ونفقاتك بشكل أكثر وضوح، كما ستحصل على الطرق التي تستطيع بواسطتها خفض مصاريفك ووضع استراتيجيات أكثر دقة.
- ستتيح أمامك الخطة الخطة المالية المدروسة فرصة الاستمتاع بمستوى معيشي أفضل من خلال استثماره وبالتالي حصولك على دخل إضافي، علاوة على تحقيق مختلف أهدافك المالية.
- الاستعداد للطوارئ فالنفقات المفاجئة قد تُحدث الكثير من المخاوف والمشاكل، إلا أنه من المكونات الرئيسية للخطة المالية هي خطة الطوارئ التي ستسمح لك بالتعامل الجيد مع مختلف أنواع الظروف الحياتية التي قد تتعرض لها كالتعرض لمشاكل صحية أو فقدان الوظيفة.
- الاستمتاع براحة المال فهي تتيح لك الكثير من الثقة في مستقبلك، وذلك لأن اعتمادك لا ينحصر فقط على دخلك الشخصي.
كيف تضع خطة مالية شخصية؟
كما ذكرنا في البداية أن وضع الخطة المالية الشخصية قد تتم بشكل فردي أو يمكنك طلب المساعدة من مستشار مالي محترف، فإذا كنت ترغب أنت بوضعها يمكنك اتباع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: حساب صافي الدخل:
يعد معرفة صافي الدخل أحد الركائز التي تعتمد عليها إنشاء ميزانية فعالة، وصافي الدخل هو المبلغ الكلي للدخل مطروحاً منه جميع النفقات الإلزامية كالأقساط الشهرية أو الإيجار أو خطط التأمين الصحي وغيرها العديد، تجدر الإشارة إلى أنه عند التركيز على إجمالي الدخل ستزداد نفقاتك لأنك ستعتقد أنك تمتلك أموال أكثر مما لديك بالفعل، ولا تنسى أنه عليك التركيز ودراسة جميع مصادر أموالك عند حساب صافي الدخل الشهري.
الخطوة الثانية: تتبع النفقات
عند معرفة كمية الأموال التي تحصل عليها، يجب تحديد الأمور التي ستُنفق عليها هذه الأموال وفقاً لأولوياتك، الأمر الذي يساعدك في معرفة كيفية البدء بالتوفير، عليك تسجيل نفقاتك الثابتة كالفواتير الشهرية المنتظمة مثل: الإيجار أو قسط السيارة أو الرهن العقاري وغيرها العديد، ثم قم بوضع قائمة تتضمن مصروفاتك المتغيرة كفواتير الغاز والكهرباء والبقالة ووسائل الترفيه، فهي أفضل مكان قد تجد فيه فرص لتقليص النفقات.
الخطوة الثالثة: وضع الأهداف المالية:
بعد تحليل المعلومات السابقة قم الآن بتحديد أهدافك المالية قصيرة وطويلة الأجل، بحيث يكون تحقيق الأهداف قصيرة الأجل بين سنة وثلاث سنوات، أما الأهداف طويلة الأجل قد تستغرق مدة زمنية أطول، تجدر الإشارة إلى أنه من الطبيعي أن تكون أهدافك متغيرة لكن تحديد هدف والعمل عليه سيساعدك في الالتزام بميزانيتك.
الخطوة الرابعة: إعداد الخطة
في هذه الخطوة ستجمع مختلف الأمور معاً ما تنفقه بالفعل وما تريد إنفاقه، قم باستخدام البيانات التي جمعتها عن نفقاتك الثابتة والمتغيرة كي تعلم ما ستنفقه خلال الأشهر القادمة، ثم قم بمقارنة ذلك بصافي دخلك وأولوياتك، مع ضرورة وضع حدود واقعية لجميع فئات النفقات، وتجدر الإشارة إلى ضرورة التفريق بين الأشياء التي لا تستطيع الاستغناء عنها والأشياء التي يمكنك أن تستغني عنها مؤقتاً.
الخطوة الخامسة: التحكم في الإنفاق
بعد توثيق صافي الدخل والإنفاق يمكنك الآن إجراء بعض التعديلات الضرورية كي لا تفرط في الإنفاق، عليك النظر بدايةً إلى رغباتك كأول خيار تستطيع تقليص النفقات من خلاله، فإذا تمكنت من ذلك ستكون قد قطعت شوطاً كبيراً في إعداد ميزانيتك، إذا كنت ترى أن تقليل نفقاتك من الرفاهيات لا تكفي ابحث الآن في تعديل نفقاتك الثابتة، فادخار القليل قد يضيف لك الكثير من المال.
الخطوة السادسة: مراجعة الميزانية بانتظام
تعد مراجعة الميزانية من الأمور الهامة التي عليك الاهتمام بها، حيث يجب مراجعة إنفاقك بشكل منتظم كي تتأكد من أنك تسير على الطريق الصحيح، قد يحدث بعض التغيير في ميزانيتك الذي سيساعدك في التخطيط لميزانيتك الجديدة.
في الختام، يساعدك التخطيط المالي الشخصي على التنبؤ بمستقبلك المالي والتخطيط له وفقاً للطريقة التي ترغب بها، فهي ستساعدك في وصف جميع الأنشطة والموارد التي ستحتاجها، بالإضافة إلى الأطر الزمنية لتحقيق هذه الأهداف سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل.