أصبحت التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط واحدة من أهم الصناعات المالية التي بدأت الشركات بالعمل بها وذلك من خلال إدخال التقنيات الرقمية الحديثة في هذا المجال، إذا هي تطور طبيعي لعملية الاندماج بين التكنولوجيا وعالم المال والأعمال سواء أكان في المصارف والبنوك أو حتى في عمليات البيع والشراء.
شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً كبيراً في قطاع التكنولوجيا المالية في العالم بشكل عام وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، حيث أصبحت المحرك الأساسي للكثير من الأعمال التجارية والمصرفية وهذا ما ساهم بشكل ملحوظ في عملية النمو الاقتصادي لهذه البلاد، حيث بدأت الشركات بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والحوسبة لتقديم حلول لجميع المشاكل التي كانت تتعرض لها في عمليات التجارة التقليدية.
سنتناول في هذا المقال، خصائص التكنولوجيا المالية و مقياسها والمخاطر والتحديات التي يمكن أن تواجهها في الشرق الأوسط، لذلك ابقى معنا وتعرف على كل مايهمك حول هذا الموضوع الشيق.
التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط: خصائص وتحديات:
تتميز التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط بعدة خصائص ميزتها عن باقي الأسواق، ومن بين أهم تلك الخصائص ما يلي:
- التنوع الكبير في كمية المنتجات والخدمات المالية التي تقدمها الشركات الناشئة في هذا المجال ابتداءاً من المدفوعات الرقمية والحلول المصرفية وانتهاءاً بمنصات الاستثمار الجماعي وإدارة الأصول.
- وجود نسبة كبيرة من الشباب في منطقة الشرق الأوسط من الذين يتبنون عمليات التكنولوجيا بشكل سريع وسهل وهذا ماساهم في انتشار واعتماد الحلول المالية الرقمية.
- قامت الحكومات في الشرق الأوسط بتبني السياسات الداعمة للتكنولوجيا المالية مثل إنشاء حاضنات الأعمال وتقديم التسهيلات القانونية والتشريعات للعمل على خلق الابتكارات في هذا المجال.
- التعاون الوثيق بين الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية والمؤسسات المالية التقليدية وهذا ماعزز من تكامل الأنظمة المالية المختلفة ومازاد من قدرة الشركات على الوصول إلى السوق بسرعة وكفاءة.
مقياس التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط: دراسة تحليلية:
يتواجد عدة مؤشرات رئيسية لقياس تطور وتقدم التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط، حيث يمكن القول أن حجم الاستثمارات في هذا القطاع أحد أهم تلك المؤشرات، حيث لاحظنا في السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الموجهة نحو الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية والذي بلغ ملايين الدولارات حسب أخر الإحصاءات، وهذا ماعكس الثقة الكبيرة للمستثمرين لإمكانية النمو والابتكار في هذا المجال.
كما أنه يعتبر عدد الشركات الناشئة في هذا المجال أحد مؤشرات قياس التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط، حيث شهدت المنطقة زيادة ملحوظة في عدد الشركات وهذا ما زاد من عمليات المنافسة والابتكار.
ومن الملاحظ أن معدلات استخدام التكنولوجيا المالية الرقمية بين السكان في ازدياد بسبب توجه أغلب الناس إلى اعتماد الحلول الرقمية في إجراء المعاملات المالية وهذا ما انعكس بصورة ايجابية على الاقتصاد الرقمي.
مخاطر التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط: تحليل وتوقعات:
تقدم التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط فوائد كبيرة للأفراد والشركات على حد سواء، لكن مع ذلك تحمل في طياتها العديد من المخاطر والتحديات التي يجب مواجهتها بشكل سريع، ومن بين أهم تلك التحديات ما يلي:
- الأمن السيبراني: يتطلب من الشركات الناشئة والمنظمات والمؤسسات المالية تعزيز إجراءات الأمان لحماية بيانات المستخدمين والمعلومات الخاصة بالمستخدمين وذلك بسبب التهديدات الالكترونية التي قد يتعرضون لها.
- الامتثال التنظيمي: تختلف القوانين والتشريعات من دولة لأخرى، وهذا ما يشكل عبء على الشركات الناشئة لتلبية متطلبات كل سوق إضافة إلى مخاطر الخصوصية وحماية البيانات، حيث يتوجب على الشركات الالتزام بالمعايير والأنظمة الدولية والمحلية لحماية معلومات المستخدمين.
- التحديات التمويلية: تواجه الشركات الناشئة مشاكل كثيرة في عمليات تمويل مشاريعها، حيث يمكن من الصعب الحصول على التمويل المناسب للتوسع والنمو وخاصة في المراحل الأولى.
- مشاكل برمجية: تواجه التكنولوجيا المالية في الشرق الاوسط مشاكل من حيث تطوير وتحديث البرمجيات والبنية التحتية التقنية باستمرار لمواكبة التطورات السريعة في هذا المجال.
في الختام، تمثل التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط فرصة رائعة لتطوير وتحديث العمليات المالية والمصرفية في كثير من البلدان في هذه المنطقة، كما أنها تسهم بشكل واضح في تحسين الاقتصاد وتقديم الحلول المبتكرة للعديد من المشاكل التي نواجهها في الشركات المالية التقليدية، لذلك يجب علينا مواجهة التحديات والعمل على التعاون بين الأفراد والشركات للإرتقاء بها نحو العالمية.