يعد الذكاء الاصطناعي من أبرز أدوات عصر التحول التكنولوجي، فهو يشكل نقلة نوعية في المجال التكنولوجي ويتجلى تأثيره بشكل واضح على مختلف جوانب الحياة.
يعد فهم الآثار المترتبة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أمراً بالغ الأهمية لأنه أدى إلى تغيير الكثير من المفاهيم، بالإضافة إلى ضرورة استكشاف الفرص والتحديات التي يقدمها.
هل يؤثر الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد؟ كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الإنتاج؟ كيف يتجلى دوره في الإنتاج وسوق العمل؟ تابع معنا هذا المقال لمعرفة الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها العديد.
كيف يغير الذكاء الاصطناعي ملامح الاقتصاد العالمي:
في البداية لا بد من أن نشير إلى العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، حيث يستطيع هذا النوع من الذكاء إنتاج الاقتصاد الرقمي عن طريق ابتكار وتحسين منتجات وخدمات جديدة، كما يستطيع الاقتصاد الرقمي دعم تطوير الذكاء الاصطناعي عن طريق تقديم البيانات والبنية التحتية اللازمة.
لعب الذكاء الصناعي دوراً بارزاً في تحديد مسار تطور الاقتصاد على المستويين العالمي والوطني، فهو يفتح أمام الشركات أبواب جديدة لعدم وجود اضطرار، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تحسين الأداء الاقتصادي، كما تعمل إلكترونيات الذكاء الصناعي على تحليل وحساب البيانات بشكل دقيق وأسرع من أي إنسان، أي أن هذه الإلكترونيات تحاكي الذكاء البشري.
يخلق هذا النوع من الذكاء المعلومات المعلوماتية والعصبية عن طريق إنشاء تكنولوجيا متقدمة وتفعيلها في مختلف المجالات، وانطلاقاً من ذلك سنشير فيما يلي إلى التأثير الإيجابي الذي يحدثه الذكاء الصناعي على الأداء الاقتصادي:
- يعد تقليل التكاليف من أبرز فوائد هذا الذكاء فهو يساعد الشركات على تحسين عملياتها عن طريق إنجاز المهام بوقت أسرع، بالإضافة إلى تزايد أعداد البيانات الأمر الذي يؤدي إلى تحسين خدمات المستخدمين وبالتالي زيادة الموارد المالية وخفض التكاليف.
- يساعد الشركات على تحليل البيانات بشكل أفضل من أجل التنبؤ باتجاه المستقبل والعمل على تطوير خدمات ومنتجات جديدة، كما يعمل على تحسين تجربة المستخدم.
- تحليل البيانات والتحكم بكميات كبيرة منها بشكل سريع ودقيق.
- توفير فرص عمل جديدة وذلك لأن تطور التكنولوجيا يتطلب وجود مهارات متخصصة قادرة على التعامل مها.
- تحسين خدمة العملاء، حيث يساعد تحليل الذكاء للأرشيفات معرفة المشتريات لكل عميل، وبناءً على هذه البيانات يمكن تحديد الخدمات والمنتجات التي تتوافق مع اهتمامات العملاء، وبالتالي تحسين تجربتهم التسويقية.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على تشكيل سوق العمل؟
يتداول العديد من رواد الأعمال تساؤلاً مفاده كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل؟ حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أن إنجاز حوالي 40% من الوظائف المنتشرة حول أنحاء العالم تتم عن طريق هذا الذكاء، حيث استبدال البشر بالآلات، لذلك سنحدد فيما يلي بعض مجالات سوق العمل التي قد يؤثر عليها:
- خلق فرص عمل جديدة حيث يوفر مجالات جديدة مثل: تصميم الخوارزميات، صيانة وتطوير النظم الذكية، اللجوء إلى الروبوتات لتحليل البيانات الضخمة، كما يكمن دوره في إمداد الموظفين بدورات تدريبية من شأنها مساعدتهم في مواكبة التطورات الحاصلة في المجال التقني وحل المشاكل التي تعترضهم، بالإضافة إلى إكسابهم مرونة في العمل.
- في إطار الحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل لا بد من الإشارة إلى تأثيره على الموارد البشرية فهو يساعد في استخدام الأتمتة وتطوير الأداء من خلال تقنياته التي تستطيع تنفيذ المهام بسرعة ودقة تزيد في بعض الأحيان عن القدرات البشرية، كما يعمل على تحسين كفاءة الخدمات والمنتجات التي تُمنح من خلاله.
- أما في مجال التدريب والتطوير المهني فهو يساعد الموظفين على تنمية مهاراتهم لمساعدتهم في التكيف مع التكنولوجيا الجديدة، بالإضافة إلى قدرته على تحسين أداء النظام.
كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تشكيل المجتمعات الحديثة؟
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً في التأثير على المجتمع حيث يتجلى ذلك في:
- تحسين الحياة ومنح المزيد من الرفاهية عن طريق توفير بعض التطبيقات التي تساعد الأفراد كالروبوتات التي توفر حلول تقنية وتطبيقات المساعدة الشخصية.
- التصدي لمشكلة البطالة عن طريق تعلم بعض المهارات المرتبطة بمواكبة التطورات التكنولوجية من أجل الحصول على وظيفة مناسبة.
- تعزيز الاستدامة وتحسين البيئة عن طريق تحسين كفاءة استخدام الطاقة والتنبؤ بالتقلبات الجوية، بالإضافة إلى وضع حلول للحد من التلوث البيئي.
- أهمية محافظة الذكاء الصناعي على المجتمع وطبقة العاملين، حيث يجب أن يوازن بين البشر والآلات في مجال العمل.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف؟
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن التوظيف سابقاً كان عبارة عن مجموعة من الخطوات التي يتم اتباعها من قبل قسم الموارد البشرية أو مسؤول التوظيف في الشركة، حيث يتم اختيار شخص يمتلك مهارات لازمة لتطوير الشركة، بالعودة إلى دور الذكاء الصناعي وتأثيره نعلم أنه عند استخدامه يحتاج مسؤول التوظيف إلى إعطاء معلومات دقيقة عن النتيجة والملف الشخصي المطلوب، وفي هذا الإطار سنشير إلى التحديات التي يواجهها التوظيف نتيجة الذكاء الآلي:
- من الممكن أن تؤدي تكنولوجيا هذا الذكاء إلى إزاحة بعض الوظائف التقليدية، بالإضافة إلى تغيير في متطلبات المهارات ضمن سوق العمل، كما قد تؤدي إلى فقدان بعض هذه الوظائف.
- ضرورة تحسين وتطوير مهارات العمال من أجل تلبية الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل.
- التحيز الخوارزمي الذي قد يحدث في قرارات التوظيف التي تقوم على الذكاء الآلي، الأمر الذي يؤدي إلى تحديات تتعلق بالتنوع والعدالة في مجال التوظيف.
- التحديات الاخلاقية التي تتطلب وضع إطار أخلاقي يحدد كيفية استخدام التكنولوجيا في مجال التوظيف من أجل ضمان النزاهة والعدالة.
من الجدير بذكره أن الوظائف في عصر هذا الذكاء تتطلب مزيجاً يجمع بين القدرة على التكيف والكفاءة التقنية والسمات البشرية الفريدة كالذكاء العاطفي والإبداع والتفكير النقدي، مع العلم أن ظهوره أدى إلى ظهور تحديات وفرص في جميع المهن، فعندما يتم اللجوء إلى أتمتة العديد من المهام الروتينية والمتكررة يقوم الذكاء الآلي بإنشاء وظائف جديدة تتطلب مهارات محددة.
في عصرنا الراهن أصبحت الوظائف التي تعتمد على التفكير الاستراتيجي وتقوم بحل المشكلات المعقدة والتي تمتلك قدرة على التعاون مع أنظمة الذكاء ذات شأن هام وقيمة متزايدة.
الأسئلة الشائعة:
كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في التنمية الاقتصادية؟
يتجلى ذلك في توجيه القرارات وتحسين العمليات ورفع مستوى الكفاءة في الأعمال التجارية.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الإنتاج؟
يؤدي إلى خلق مستقبل عالي الإنتاجية، ويعزز بشكل كبير من إنتاجية المهام التي يقوم بها العمال.
في الختام، يمكننا القول أن الذكاء الاصطناعي أحد أبرز التطورات التكنولوجية التي أحدثت نقلة نوعية تجلى تأثيرها في مختلف مجالات الحياة، بالإضافة إلى ما يقدمه من فرصة للكفاءة والابتكار الذي برزت أهميته في تطوير عمل الكثير من الشركات.