تتميز الأسواق الناشئة بالقدرة الكبيرة على التغيير السريع لاقتصاد الدول التي تتبنى هذه التقنية، حيث تمكن هذه الأسواق من النهوض بالواقع الاقتصادي لتلك البلدان من خلال اعتمادها الكلي على الصناعة السريعة إضافة إلى تبني نظام السوق الحرة أو الاقتصاد المختلط.
قامت العديد من البلدان بالتخطيط والتنفيذ السريع لهذه التقنية مثل الصين والبرازيل والهند وروسيا، حيث اتسم اقتصاد تلك الدول بخصائص خمسة وهي الدخل المنخفض لأفراده، معدلات نمو اقتصادية سريعة، تذبذب مرتفع، تقلبات العملة، وعوائد مالية عالية.
سنسلط الضوء في هذا المقال، على تلك الأسواق وعلاقتها بالنمو الاقتصادي، وسنقوم بشرح خصائصها الخمسة كل على حدى، لذلك ابقى معنا وتابع هذا المقال الشيق من إيكونومتريك.
ما هي الأسواق الناشئة؟ وأهميتها في الاقتصاد العالمي:
هي الأسواق التي تشبه نوعاً ما أسواق البلدان المتقدمة لكنها في نفس الوقت لا تستوفي الكفاءة والمعايير الصارمة التي تتمتع بها أسواق الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، تمتلك الأسواق الناشئة بنية تحتية ومالية تحتوي على بنوك وبورصات وعملات موحدة.
ظهرت هذه الأسواق في البلدان المنخفضة ومتوسطة النمو الاقتصادي حيث بدأت عمليات التطوير والإصلاحات الاقتصادية لديها لتواكب أسواق تلك الدول المتقدمة، حيث قامت هذه البلدان بالاستثمار بقدرات انتاجية كبيرة وابتعدت بشكل كلي عن الاقتصاد التقليدي الذي يتمثل بالزراعة وتصدير المواد الخام.
خصائص الأسواق الناشئة: كيف تساهم في التنمية الاقتصادية؟
تعتمد الأسواق الناشئة على 5 خصائص وهي كالتالي:
- الدخل المنخفض يحفز النمو السريع: يعد دخل الفرد في الدول التي تعتمد على الأسواق الناشئة أقل من المتوسط، حيث يعتبر الدخل المنخفض أول معيار هام في الخصائص لأنه يوفر حافزاً للسمة الثانية وهي النمو السريع.
- النمو السريع، حيث تتحرك الأسواق بشكل سريع لتقوم الاقتصاد التقليدي الذي يعتمد على الزراعة وتصدير المواد الخام إلى اقتصاد يعتمد على الصناعة ليتم تكيفه مع الأسواق العالمية.
- التقلبات العالية حيث تتم هذه التقلبات عن طريق ثلاث عوامل وهي الكوارث الطبيعية، العوامل الخارجية المؤثرة على الأسعار بشكل فعال، حالة عدم استقرار السياسة الداخلية للبلاد.
- الأسواق الناشئة أقل نضجاً حيث أنها لا تمتلك سجل قوي للاستثمار الأجنبي المباشر حيث يعد من الصعب الحصول على معلومات حول الشركة في سوق الأسهم.
- عائد أعلى من المتوسط، أي يمكن القول عائد مرتفع، لأن أغلب هذه الدول تعتمد على التصدير لأنها لاتملك الطلب داخل بلادهم لذلك تراهم يقومون بانتاج السلع بأقل تكلفة و يقومون بتصديرها إلى الدول المتقدمة.
قد يهمك: كيفية بدء مشروع تجاري صغير:خطوات بسيطة لتحقيق النجاح!
أفضل استراتيجيات الاستثمار في الأسواق الناشئة:
جاءت الأسواق الناشئة من عملية تحويل الاقتصاد والأسواق التقليدية إلى حالة الأسواق الناشئة والاقتصاد المتقدم لذلك خلقت حالة عدم استقرار، وبذلك أصبحت فرصة مثالية للمستثمرين الباحثين عن المخاطر، حيث من الممكن انهيار هذا الاقتصاد بفعل حرب أهلية أو ثورات، لذلك ترى المستثمرين يسارعون لبناء استثماراتهم من منطلق كلما ازدادت المخاطر ارتفعت العوائد والأرباح.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه الأسواق الناشئة؟
تتمثل التحديات والمخاطر التي تواجه الأسواق الناشئة مايلي:
- هروب رؤوس الأموال وهبوط العملات وبالتالي التأثير على عدد كبير من المستثمرين في هذه الأسواق وتكبدهم خسائر فادحة يمكن أن تؤدي إلى إفلاسهم.
- تأثر الأسواق الناشئة بالسياسة الداخلية للبلاد لذلك إن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها تلك الأسواق تؤثر بشكل كبير على ديمومتها.
- نتيجة السببين الماضيين يقوم المستثمرين بعدم وضع استثماراتهم و مدخراتهم كلها في هذه الأسواق حتى ولو كانت أسعار الفائدة مرتفعة وهذا ما يؤدي إلى حاجة البلدان للقطع الأجنبي وبالتالي قيامها بعملية الدين من البنوك الأخرى الأمر الذي يحملها أعباء إضافية لم تكن بالحسبان.
- تتأثر الأسواق الناشئة بأي حالة عدم استقرار مثل جائحة كورونا، وأكبر مثال على ذلك الهند حيث لم تستطع السيطرة عليها وبالتالي خسرت الكثير من المستثمرين وتدهورت حالتها بشكل كبير.
في النهاية، نجد أن الأسواق الناشئة تحمل في طياتها العديد من الايجابيات والسلبيات للدول القائمة عليها، فمن جهة تعد هذه الأسواق فرصة واعدة لنمو اقتصاد البلاد وتطويرها وجعلها من الدول المتقدمة صناعياً ومن جهة أخرى تحمل في طياتها العديد من المخاطر التي يمكن أن تؤدي بها إلى الكارثة، لذلك يجب على البلدان التخطيط الجيد لها ومراقبة الأحوال والأسواق العالمية بشكل دقيق وقراءة التحليلات والبيانات بشكل جيد لضمان عدم تأثرها بأي حالة عدم استقرار وبالتالي الوصول إلى حالة الانهيار التام لها.