يعد تحليل التكلفة والفائدة من أبرز الخطوات التي عليك اتخاذها قبل إقدامك على تنفيذ أي مشروع جديد أو أي مصنع جديد، فهي تساعدك في تقييم كافة التكاليف والعائدات المتوقعة التي قد تنتج عن هذا المشروع.
تتضمن هذه العملية معايير مالية يمكن قياسها مثل التكاليف والإيرادات، كما قد تشمل عملية التحليل النظر إلى التكاليف والتكاليف غير الملموسة مثل رضا العملاء وتصريحات الموظفين.
ماذا يعني مصطلح تحليل التكلفة والفائدة؟ ما هي الخطوات المتبعة للقيام بهذه العملية؟ ما هي إيجابياتها وسلبياتها؟ هذه الأسئلة وغيرها العديد سنجيب عنها في السطور التالية من إيكونومتريك إبقى معنا.
مقدمة في تحليل التكلفة والفائدة: الأساسيات والأهمية:
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن تحليل التكلفة والفائدة (CBA) هو عملية منهجية يتم عن طريقها حساب الفوائد والتكاليف المتوقعة من اتخاذ قرار أو مشروع أو سياسة حكومية والمقارنة فيما بينهما، حيث تهدف هذه العملية إلى تحديد صحة القرار أو الاستثمار الذي تم اتخاذه، وتوفير قاعدة يمكن من خلالها المقارنة بين المشاريع، كل ذلك بهدف معرفة ما إذا كانت الفائدة تفوق التكلفة.
يرتبط هذا المفهوم بالمفهوم الذي يشير إلى تحليل فعالية التكاليف مع بعض الاختلاف، إذ أنه في تحليل الفائدة والتكلفة تتم الإشارة إلى هذين الكلمتين بمصطلحات نقدية، حيث أنها بذلك تُضبط على القيمة الوقتية للنقود، أي أن التعبير عن هذه الفوائد والتدفقات وفق أساس مشترك من حيث صافي القيمة الحالية المتعلقة بها، كما يرتبط هذا المفهوم بالعديد من التقنيات الأخرى مثل: (تحليل فوائد التكلفة، تحليل العائد الاجتماعي، تحليل التأثير الاقتصادي وتحليل التأثير المالي).
قد يهمك: استراتيجيات تمويل الأعمال الصغيرة: مفتاح نجاحك في عالم ريادة الأعمال!
تقييم تحليل الفائدة والتكلفة يكون لما يلي: (تكاليف مباشرة، تكاليف غير مباشرة، تكاليف الفرصة، تكاليف غير ملموسة وتكاليف المخاطر المتوقعة)، أما فيما يتعلق بالفوائد فتشمل: (فوائد مباشرة، فوائد غير مباشرة، فوائد صافية وإجمالي الفوائد).
تتجلى مزايا هذا التحليل بأنها تقنية معتمدة على صنع القرار المبني على البيانات، وبالتالي يتم اعتماد النتائج الموصى بها بناء على معلومات قابلة للقياس، كما أن هذا التحليل يستدعي بحثاً معمقاً لمختلف أنواع التكاليف، الأمر الذي يعني فهم أنواع المصاريف وخصائصها ودراسة التكاليف غير المتوقعة.
المراحل الأساسية لتنفيذ تحليل التكلفة والفائدة:
كما ذكرنا في البداية أن هذا التحليل يلعب دوراً بارزاً في اتخاذ القرار، وانطلاقاً من ذلك سنذكر لكم أبرز الخطوات التي يجب اتباعها من قبل متخصصي عمليات العملاء ومديري مشاريع الوكالات وأصحاب الوكالات، حيث يمكننا تحديدها كالتالي:
- تحديد هدف القيام بالمشروع أو المشكلة المراد حلها مع ضرورة تحديد سياق التحليل والإطار العام للعمل.
- إحصاء جميع التكاليف المتوقعة بما فيها تلك التكاليف التي تم دفعها لمرة واحدة فقط، والفوائد المتعلقة بالمشروع.
- تأسيس قاعدة قابلة للمقارنة والقياس من خلال تعيين قيم نقدية لجميع التكاليف والفوائد من ثم تحديدها.
- حساب القيمة الحالية الصافية من خلال تطبيق معدل الخصم لمساعدتك في حساب قيمة الفوائد والتكاليف المستقبلية، مع ضرورة الانتباه إلى القيمة الزمنية للمال.
- إجراء تحليل الحساسية الذي يتضمن طريقة تأثير التغييرات التي قد تحدث في الافتراضات أو المتغيرات على التحليل الشامل، مع ضرورة تحديد المخاطر.
- مقارنة البدائل الموضوعة للمشروع، من خلال مقارنة الفوائد الصافية المرتبطة بكل منها وتحديد الخيار الأفضل.
- الأخذ في عين الاعتبار تلك العوامل التي يصعب قياسها كالتوافق الاستراتيجي أو الثقافي من أجل إجراء تحليل شامل.
- بعد إنهاء المقارنة يجب اتخاذ القرار بشأن إكمال الطريق في هذا المشروع، والنظر إلى أن الفوائد المنتظرة من المشروع تستحق التكاليف المرصودة.
- توثيق التحليل وشرح المنهجية والنتائج، ثم تقديمه للأشخاص المعنيين من أجل تحقيق المواءمة والشفافية.
قد يهمك: فوائد العملات الرقمية في اقتصاد الدول النامية
ما هي حدود تحليل التكلفة والفائدة؟
يمكننا القول أن التحليل بشكل معمق للتكلفة والفائدة أمراً كافياً للوصول إلى قرار عقلاني ملائم للمشاريع التي تتطلب رأس مال من بسيط إلى متوسط، كما يتم إنجازه في وقت قصير أو متوسط، أما فيما يتعلق بالمشاريع الكبيرة فهي تحتاج إلى مدة زمنية طويلة، حيث من الممكن أن يفشل هذا التحليل في حساب عوامل مالية هامة كأسعار الفائدة والتضخم وقيمة المال الآنية، بالإضافة إلى التدفقات النقدية المتغيرة.
تجدر الإشارة إلى أن استخدام صافي القيمة الحالية من الأمور الهامة في اتخاذ القرار بخصوص أي مشروع، تكمن في أنه يقوم باستخدام معدل فائدة بديل من الممكن تحقيقه عند الفشل المطلق في المشروع، ومن الجدير بذكره أنه في كل نموذج لإجراء هذا التحليل مجموعة من التوقعات التي يتم استخدامها في أي تحليل للفائدة والتكلفة من المبيعات أو الإيرادات المستقبلية والتكاليف المتوقعة ومعدلات الفائدة البديلة، مع العلم أنه إذا كانت هذه التوقعات غير صائبة قد تكون نتائج هذا التحليل موضع تساؤل.
المخاطر المحتملة في تحليل التكلفة والفائدة وكيفية التعامل معها:
سنذكر لكم فيما يلي قائمة تتضمن أبرز المخاطر التي يُفترض تجنبها أثناء القيام بهذا التحليل وهي:
- يجب أن يُبنى هذا التحليل على تقديرات الأداء المستقبلي وليس وفق الأداء السابق لأنه لا يمكن اتخاذه كمؤشر موثوق للأداء المستقبلي بسبب تأثره بعدة عوامل كالتوقعات والحظ.
- يجب أن يُبنى تحليل الفائدة على تحسين نوعية الحياة وليس فقط بناء على المبلغ المتوقع توفيره بالدولار.
- يعد التقليل من التكاليف أحد أبرز المخاطر حيث يجب حساب التكاليف الفورية والتكاليف المادية طويلة الأجل.
- عدم الاهتمام بالعواقب العالمية التي قد تنتج عن تغيير مقترح في السياسة سواء كانت سلبية أو إيجابية.
- عدم الأخذ بعين الاعتبار معارضة الجمهور لإحداث تغيير في السياسة المقترحة.
- عدم تحديد بدائل ممكنة لتغيير السياسة المقترحة.
في الختام يمكننا القول أن تحليل التكلفة والفائدة أحد أبرز الركائز التي يُبنى عليه أي مشروع، فهو يساعد الشركات في تقييم خططها ومشاريعها، حيث سيعمل هذا التحليل بالاشتراك مع أدوات تحليل الذكاء التنافسي والربحية سينجم عنها نتائج دقيقة.