تعد العملات الرقمية (Digital Currency) أحد أبرز نتائج الازدهار التكنولوجي الذي شهده العالم، والتي أحدثت ثورة في مختلف المجالات لا سيما في مجال تداول الأموال على المستوى العالمي.
تجدر الإشارة إلى أن العملات الرقمية لا يمكن رؤيتها أو لمسها باليد، وعلى الرغم من ذلك فقد أحدثت طفرة ضمن المجال الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم، حيث لجأت الكثير من البنوك إلى التعامل معها لمواكبة التطور في عالم المعلومات.
ما المقصود بالعملة الرقمية في الاقتصاد؟ ما هو التأثير العالمي للعملة الرقمية؟ كيف تعمل؟ ماهي فوائدها؟ ما هي إيجابياتها؟ وما هو مستقبلها؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في هذا المقال من إيكونومتريك إبقى معنا.
العملة الرقمية: مفهومها وتأثيرها على الاقتصاد الحديث:
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن العملات الرقمية أو كما تعرف باسم (النقود الرقمية أو العملات الإلكترونية أو النقود الإلكترونية)، هي عبارة عن وحدات قيمة يتم استخدامها عبر الإنترنت معتمدة بذلك على التشفير بهدف التأمين على المعاملات والتحكم في إدارتها وإنشائها، حيث يصل عددها في الوقت الحالي إلى ما يزيد عن 8,000 عملة رقمية متمتعة بالعديد من المزايا كالأمان والسرعة، كما أثرت على الأسواق والاقتصادات العالمية والتي برزت فيما يلي:
- تؤثر التقلبات التي تتعرض لها العملات الرقمية على قيمتها، الأمر الذي يؤثر بدوره على الأسواق المالية فارتفاع قيمة البتكوين قد يجذب العديد من المستثمرين ويزيد من الاهتمام بالعملات الرقمية، وبالعكس فانخفاضها يؤدي إلى هبوط في السوق.
- تساهم في تحسين عملية التبادل التجاري والتجارة بين مختلف الدول، فهي تساهم في تسريع التحولات الدولية، كما أن تكلفتها أقل بكثير من التحويلات التقليدية التي تتطلب رسوم تحويل عالية ووسيط مالي.
- التنافس الذي يحدث بين العملات الرقمية والعملات الرسمية الصادرة عن الحكومات والبنوك المركزية، لذلك قد تؤدي إلى إحداث تغييرات جذرية في النظام المالي العالمي.
- تعد هذه العملات من الوجهات المفضلة للمستثمرين، حيث يؤدي التداول بها تحقيق الكثير من الأرباح، الأمر الذي يجعل لها تأثير على الأسعار والعوائد، بالإضافة إلى تأثيرها على أسواق الأسهم والعملات الأخرى.
- يتم استخدامها في العمليات التجارية حيث تُستخدَم في عمليات الدفع عن بعد بكل سرعة وسهولة، لذلك يظهر تأثيرها على العلاقات التجارية بين الشركات كما تساهم في تحسين عمليات البيع والشراء.
- تعد العملات الرقمية من أبرز أدوات التحوط الاستثماري التي يكمن دورها في حماية التغيرات السلبية التي قد تحدث أسواق الأسهم والعملات الأخرى، وبالتالي ستحدث تطوير في مختلف استراتيجيات الاستثمار، كما تعمل على تطوير الأداء المالي للمستثمرين.
- تتيح أمام الأشخاص الذين من قيود جغرافية أو عرقية أو مالية فرصة المشاركة في الاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى تقليل الفوارق الاقتصادية وتحقيق المساواة الاجتماعية.
- عند الحديث عن تأثير العملة الرقمية في الاقتصاد يجب أن نشير إلى أنها تساهم في إنتاج كمية كبيرة من الكربون، لأنه يتم تعدينها باستخدام الأجهزة الإلكترونية المختلفة، لذلك هي تؤثر على البيئة وتعمل على تعزيز التحولات البيئية.
قد يهمك: أفضل استراتيجيات الادخار: خطط بذكاء وحقق أهدافك المالية!
العملات الرقمية: كيف تعمل وما هي آليات تداولها؟
يعتمد هذا النوع من العملات على تقنية سلاسل الكتل، تتميز بأنها لا تحتاج لوجود وسيط أو أي جهة مركزية لتنظيم التحويلات وتنفيذها، حيث تعمل على تخزين تحويلات العملة وقاعدة بياناتها على جميع أجهزة أعضاء الشبكة.
يعود الهدف الرئيسي من وجود العملات الرقمية إلى الاستغناء عن القطع أو الأوراق النقدية التي يتم تداولها في العملات الوطنية من أجل تحديد رصيد أي شخص أو ملكيته، حيث باستخدامها يتم تسجيل التحويلات والمعاملات بين أعضاء الشبكة، بالإضافة إلى توزيع المعلومات المرتبطة بالأرصدة والتحويلات الجديدة لكل أعضاء الشبكة.
في هذا الإطار لا بد من أن نشير إلى احتواء كل عملة على طريقة يتم بواسطتها إنشاء الكتل الجديدة وتصديقها ويُطلَق عليها آلية الاجتماع، حيث تهدف إلى عدم السماح بالإنفاق المزدوج أو بإرسال نفس الأموال أكثر من مرة، وإنشاء عملات جديدة، بالإضافة إلى حماية الشبكة الخاصة بالعملة من القرصنة، لعل أبرز هذه الطرق (إثبات العمل) و(إثبات الحصة).
فوائد العملات الرقمية في تعزيز اقتصاد الدول النامية:
تعد العملات الرقمية أحد أبرز الجوانب التي أثرت على اقتصاد الدول النامية بشكل إيجابي، حيث يبرز ذلك في عدة نواحي أبرزها:
- لعبت هذه العملات دور كبير في تحقيق التمويل والتنمية الاقتصادية ضمن هذه الدول، وذلك لما توفره من إمكانية لتحويل الأموال بأمان وسرعة، بالإضافة إلى خلق فرص جديدة للاستثمار والتمويل، علاوة على تخفيض التكاليف.
- يتم استخدامها لتحويل الأموال بشكل سريع وآمن دون الحاجة إلى الأطراف الوسيطة أو البنوك التقليدية، بالإضافة إلى ما تقدمه للشركات والأفراد المتواجدين في الأماكن النائبة من فرصة للوصول إلى الخدمات المالية بدون عناء.
- تعمل هذه العملات على خلق منح الأفراد والشركات فرص الحصول على التمويل والاستثمار، كما تعمل على تمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية.
- تلعب دور كبير في الوصول إلى الشفافية ومكافحة الفساد عن طريق تسجيل مختلف المعاملات ضمن سلسلة الكتل، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي والثقة في النظام المالي.
- زيادة إنتاجية المؤسسات والشركات التي تؤدي بدورها إلى النمو الاقتصادي وزيادة الإيرادات، علاوة على تحسين جودة الخدمات المقدمة من قبل الحكومات.
- إضفاء الحيوية والديناميكية على الاقتصاد، بالإضافة إلى تحريره من القيود التقليدية مع منح فرص جديدة للأعمال.
قد يهمك: مستقبل العملات الرقمية في الاقتصاد 2030
إيجابيات استخدام العملات الرقمية: مزايا تفوق التعاملات التقليدية:
تتمتع العملات الرقمية للاقتصاد بعدد كبير من الإيجابيات التي سنذكر لكم أبرزها فيما يلي:
- إمكانية الحصول على مكاسب مادية بناءً على حجمه وتوقيت الاستثمار، مع العلم إن سوق التشفير معرض للتعطيل وغير مستقل، الأمر الذي يتطلب وجود مستثمرين اذكياء.
- المعاملات الرقمية هي معاملات آمنة نتيجة تشفيرها، كما أنها في بعض الأوقات أكثر أماناً من البطاقات البنكية.
- عمليات الشراء الحساسة التي تتم باستخدام هذه العملات تبقى سرية، أي أنها تظهر كمعاملات مجهولة المصدر.
- يؤدي استخدام العملات الرقمية إلى الحماية من التضخم، حيث يتم إنتاجها بناء على تحديد سوقي لها
- تحرر الأموال من السيطرة وتقلل من نسبة الاحتكار للعملات نتيجة لخضوعها نظام لامركزي في مجال التعامل مع الأموال.
- سهولة تبادل هذه العملات حيث يمكن شراؤها من قبل المستثمرين في الأسواق الرقمية باستخدام عملات كاليورو والدولار.
ما هو مستقبل العملة الرقمية؟ اتجاهات وتوقعات مستقبلية:
على الرغم من التطور الكبير التي شهدته العملات الرقمية في الآونة الأخيرة إلا أن مستقبلها غير واضح أبداً، حيث بدأ تداول العملات الرقمية في الفترة التي ل
انتشر بها وباء كورونا، وذلك بسبب انخفاض عدد الأنشطة التي يستطيعون إنفاق الأموال عليها.
مع مرور الوقت ازداد الإقبال عليها من قبل عدد قليل من المستثمرين، إلا أنها باتت اليوم أمراً مألوفاً للجميع، حيث تشير العديد من الدراسات التي أجراها بعض المحللين إلى أن سوق هذه العملات سوف يتضاعف في عام 2030 ثلاث مرات، الأمر الذي يجعل من الصعب على العلامات التجارية والمستثمرين والشركات تجاهل تطورها سواء كانوا يرغبون بالشراء أم لا.
في الختام، يمكننا القول أن العملات الرقمية من التحولات الجذرية البارزة التي حدثت في في النظام المالي العالمي والتي لعبت دوراً كبيراً في مجال التجارة والابتكار وفي مختلف جوانب الحياة، على الرغم من التحديات التي واجهتها كالمخاطر التنظيمية والأمنية وتقلبات الأسعار.