تعد صناديق الاستثمار من أبرز الأدوات الاستثمارية التي لجأ إلى استخدامها عدد كبير من المستثمرين، فهي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الأدوات المالية التي توفر الكثير من الامتيازات لمستخدميها.
تعد هذه الصناديق الاستثمارية من أبرز الاستراتيجيات التي يتم اللجوء إليها من أجل الحصول على العوائد، لذلك يتوجب على كل مستثمر معرفة المزايا والمخاطر والأنواع المرتبطة بها كي يختار الأنسب منها.
ما هي أنواع الصناديق الاستثمارية؟ كيف يتم الاستثمار فيها؟ ما الفرق بين الصناديق المفتوحة والمغلقة؟ وما هي ميزاتها وعيوبها؟ تابع معنا هذا المقال من إيكونومتريك لمعرفة الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها العديد.
تعرف على أنواع صناديق الاستثمار المختلفة: دليل شامل:
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن صناديق الاستثمار هي عبارة عن أداة مالية يتم استخدامها من قبل شركات او خبراء مختصين لجمع الأموال من المستثمرين بهدف شراء السندات والأسهم والعقارات والأصول الأخرى وفقاً للاستراتيجية الاستثمارية وأهداف الصندوق، لذلك سنذكر لكم فيما يلي أنواع هذه الصناديق وأهم ما يميزها:
- صناديق النقد التي يتم استثمارها في السوق النقدية، والتي تبلغ مدة حافظته قرابة 6 أشهر، حيث يتم تداول القروض والمعاملات الائتمانية والديون الحكومية وسندات التجارة، التي تتميز بانخفاض مخاطرها وارتفاع سيولتها.
- صناديق الإيرادات الثابتة التي تتخصص في الاستثمار بأدوات الدخل الثابت مثل: السندات والسندات الإذنية وأذون الخزانة، وتجدر الإشارة أداء هذه الصناديق وقيمتها تتأثر بشكل مباشر بأسعار الفائدة، وتجنباً للمخاطر المحتملة من اللجوء إليها يُفضل أن تكون قصيرة الأجل.
- صناديق الأسهم التي تستثمر حوالي 75% من أموالها في الاسهم، تختلف أنواعها وفقاً للقطاع والمنطقة الجغرافية ورأس المال التجاري المُستثمر، وتجدر الإشارة إلى أن العائد الذي ينتجه أعلى من عائد صناديق الإيرادات الثابتة، إلا أنه لها مخاطر أعلى.
- الصناديق المختلطة التي يتم استثمارها في العديد من الدخل الثابت والأسهم، ومن الجدير بذكره أن العائد المحتمل ونسبة الخطر مرتبطة بالنسبة المئوية، حيث تكون المخاطر أقل عندما تكون النسبة المئوية أعلى من الدخل الثابت.
قد يهمك: الاقتصاد التشاركي وتأثيره على سوق العمل
- الصناديق العالمية التي تقوم على الاستثمار في العديد من الأصول دون الحاجة إلى أن يتم مسبقاً تحديد سياسة استثمارية أو نسب مئوية، أكثر ما يميز هذا النوع عن غيره من الصناديق أن مديرها يستطيع تحديد أقصى نسبة مئوية للاستثمار في الأسهم ذات الدخل الثابت وفي الأصول وفي التوزع الجغرافي لاستثمارها الأمر الذي يرفع المخاطر الناجمة عنها.
- صناديق العائد المطلق التي تمتلك أهداف إدارية معينة دون ضمانات، بهدف الحصول على عائد محدد خلال مدة زمنية محددة، وبذلك تكون المخاطر أيضاً محددة بشكل مسبق.
- الصناديق المدارة سلبياً التي تسعى لوضع هدف معين، حيث لا تقوم بتحديد أي ضمان ودون تقليد لمؤشر سوق الأوراق المالية.
خطوات الاستثمار في صناديق الاستثمار: كيف تبدأ؟
إذا كنت ترغب في الدخول إلى عالم المال وتحقيق أهدافك المالية، سنوضح لك في السطور التالية الخطوات التالية التي توضح لك كيفية الاستثمار في صناديق الاستثمار والتي تعد من أبرز طرق تنمية العوائد والادخار لمدة زمنية طويلة، لذلك إذا كنت من المبتدئين اتبع الخطوات التالية:
- بدايةً عليك تحديد الأفق الزمنية لأهدافك إذا كانت طويلة الأجل أو قصيرة الأجل، حيث تجدر الإشارة إلى أن الأهداف طويلة الأجل تنطوي على مخاطر أعلى قد تنتهي بنمو أعلى، أما الأهداف القصيرة الأمد فهي بحاجة إلى الاستقرار الذي يضمن لك وجود الأموال عند الحاجة إليها.
- قم بتقدير وضعك المادي واستعدادك النفسي للتعامل مع التغيرات التي قد تحدث في قيمة استثمارك، لذلك يُنصح بالمشاركة في الاستبيانات التي تهدف لتقييم المخاطر والتي يتم تقديمها من قبل مستشارين ماليين عبر الإنترنت.
- قم بالاطلاع على أنواع الصناديق الاستثمارية كي تختار الأنسب منها بما يتوافق مع قدرتك على تحمل المخاطر ومع أهدافك الاستثمارية المنشودة.
- اختيار الاستراتيجية الاستثمارية الملائمة لأهدافك المالية.
- قم بإجراء مقارنة بين الصناديق المتنوعة لاختيار ما يتوافق مع تفضيلاتك، حيث يجب معرفة ممتلكات كل صندوق ونسب النفقات وأداءه السابق، مع ضرورة التركيز على نسبة سهولة تسييل ممتلكات كل صندوق من حيث سهولة بيع أو شراء الأسهم.
- يمكنك استشارة خبير مالي يساعدك في اختيارك وفقاً لظروفك الخاصة.
ما الفرق بين صناديق الاستثمار المفتوحة والمغلقة؟
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن كلا الصندوقين تتم إدارتهما بطريقة احترافية، كما يحققان التنوع عن طريق الاستثمار في عدة أسهم أو أصول مالية أخرى عوضاً عن الاستثمار في سهم واحد، علاوة على أن كل منهما يجمع موارد عدة مستثمرين لاستثمارها على نطاق أوسع.
يمكن الفرق الرئيسي فيما بينهما بأن صناديق الاستثمار المفتوحة لا يوجد منها عدد محدد للأسهم المصدرة، أما الصناديق المغلقة تتمتع بوجود عدد ثابت من الأسهم التي يقوم الصندوق بإصدارها، كما يتجلى الاختلاف في طريقة تنظيمهما، بالإضافة إلى طريقة قيام المستثمرين ببيعها وشرائها.
تجدر الإشارة إلى أن الصناديق المغلقة يمكن تداولها خلال أي وقت من اليوم وذلك عندما يكون السوق مفتوحاً، إلا أنه بمجرد البدء بتشغيلها لا تستطيع الحصول على راس مال جديد، لكن يتاح أمامها المجال لامتلاك أوراق نقدية غير مدرجة ضمن الولايات المتحدة الأمريكية، من الجدير بذكره أن تحديد مستوى سعرها يكون بناءً على الطلب في السوق.
أما فيما يتعلق بصناديق الاستثمار المفتوحة فيتم تداولها في أوقات يقوم مديرو الصناديق بتحديدها خلال اليوم وأسعارها تحدده مرة واحدة في اليوم عند القيمة الصافية لأصولها بعد طرح الالتزامات منها، أكثر ما يميزها هو أنه عند لجوء المستثمرين إلى شراء أسهم جديدة تقوم شركة الصندوق بطرح أسهم جديدة بديلة.
قد يهمك: الاقتصاد الدائري: مفهوم شامل للتنمية المستدامة
مزايا وعيوب صناديق الاستثمار: ما الذي تحتاج لمعرفته:
تعد الصناديق الاستثمارية من أبرز الطرق الفعالة التي تتيح أمام المستثمرين الفرصة للمشاركة في الأسواق المالية، وفيما يلي سنذكر لكم أبرز المزايا التي تتمتع بها:
- التنوع حيث تقوم بالاستثمار في أصول متنوعة وتعمل على توزيع المخاطر عبر المناطق والقطاعات الجغرافية المختلفة والأوراق المالية، الأمر الذي يساهم في تقليل التأثير الذي يحدثه ضعف حاصل في أداء استثمار ما على باقي الاستثمارات في المحفظة الواحدة.
- إدارة الصناديق الاستثمارية من قبل مدراء ذوي خبرة يقومون بتحليل اتجاهات السوق وإجراء الأبحاث، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات الملائمة المرتبطة بالمجال الاستثماري نيابة عن المستثمرين.
- إتاحة الفرصة أمام المستثمرين للوصول إلى فئات الأصول والأسواق التي قد تكون مكلفة وصعبة في حال الاستثمار فيها بشكل فردي كالاستثمارات البديلة والأسواق الدولية.
- الراحة والمرونة التي تتيح المجال أمام أي مستثمر فرصة الاستثمار بمبلغ قليل في البداية، بالإضافة إلى تقديمها فئات أسهم متنوعة بهياكل رسوم مختلفة الأمر الذي يمنح الكثير من المرونة.
- توفير سيولة يومية من شأنها إتاحة الفرصة أمام المستثمرين ببيع وشراء أسهمهم بصافي قيمة أصول الصندوق خلال أي يوم يتم فيه التداول، الأمر الذي يمنح المستثمرين مرونة لتعديل استثماراتهم وفقاً لوضع السوق واحتياجاتهم المالية.
- خضوع جميع الصناديق الاستثمارية للرقابة من منظمي الصناعة والسلطات الحكومية، التي توفر لهم مستوى من الضمان والحماية المرتبطة بمراعاة حقوق المستثمرين وعمليات الصندوق.
على الرغم من المزايا التي تتمتع بها الصناديق الاستثمارية، إلا أنها تعاني من بعض العيوب التي يجب أن تُؤخد في عين الاعتبار وهي:
- دفع عمولات ورسوم مرتفعة من شأنها التأثير سلباً على عائد الاستثمار النهائي.
- قيود على التحكم تتمثل في إعطاء مدير الصندوق صلاحية اتخاذ القرار بالنيابة عنك، الأمر الذي يقلل من سيطرتك الكاملة على استثماراتك.
- صعوبة سحب الأموال من صناديق الاستثمار حيث يحتاج لوقت أطول من الأموال التي يتم استثمارها في الأسهم الفردية، وبالتالي عند تعرضك لحالة طارئة أو حاجة ماسة لن تستطيع الوصول إلى أموالك بسرعة.
اسئلة شائعة:
كم نسبة الربح في صناديق الاستثمار؟
14%.
ما هي مخاطر صناديق الاستثمار؟
تتجلى مخاطر صناديق الاستثمار في العالية ومحدودية السيطرة على طريقة استثمار أموالك، بالإضافة إلى أن سحب الأموال منه ليس بالأمر السهل.
كيف تحسب عائد صناديق الاستثمار؟
يتم حساب عائد هذه الصناديق وفق أحد المعادلات (سعر البيع- سعر الشراء على سعر الشراء بالنسبة المئوية)، توزيعات السهم على سعر السهم بالنسبة المئوية، حساب العائد الإجمالي عن طريق توزيعات الأرباح+ (سعر البيع- سعر الشراء) على سعر الشراء بالنسبة المئوية، حساب الربحية السنوية باستخدام المعادلة التالية: (سعر البيع – سعر الشراء)/ سعر الشراء *عدد الأيام في السنة/ عدد أيام الملكية * 100٪.
ما هو أعلى صندوق من حيث الربح؟
صندوق S&P 500 Dividend Aristocrats ETF الذي يقدم توزيعات الأرباح.
في الختام، يمكننا القول أن صناديق الاستثمار أحد أذكى الاستراتيجيات التي ستفتح آفاقاً جديد أمام المستثمرين للازدهار المالي والنمو، لكن يجب قبل الإقدام على خطوة اختيار صندوق استثماري عليك أخذ فكرة شاملة عنها مسبقاً لاختيار الأنسب الذي من شأنه تحقيق أهدافك المالية.