يعد وضع خطة إعداد ميزانية شخصية من أبرز الخطوات التي تساعدك بالتحكم في نفقاتك وادخار أموالك لتحقيق أهدافك المادية، حيث ستمكنك من تحديد المبلغ الذي ستنفقه أو ستدخره في كل شهر.
تجدر الإشارة إلى أن الميزانية الشخصية هي ملخص يعمل على مقارنة وتتبع النفقات والدخل لمدة زمنية مفتوحة، ويعد التحديد الدقيق لعادات الكسب والإنفاق لديك من أبرز عوامل نجاح الميزانية.
هل ترغب في وضع خطة مالية تساعدك في تأمين مستقبلك المالي؟ هل تبحث عن كيفية الموازنة بين الأولويات التي تتطلب الإنفاق وبين الإدخار؟ إبقى معنا في هذا المقال من إيكونومتريك لمعرفة الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها العديد.
خطوات أساسية لإعداد ميزانية شخصية فعالة:
تُعرَّف الميزانية الشخصية بأنها خطة مالية يضعها الشخص بهدف تحديد الدخل والنفقات الضرورية خلال مدة زمنية محددة عادة ما تكون شهرية، لذلك سنتعرف سوياً في هذا المقال على خطوات رئيسية تساعدك في إعدادها:
تحديد الدخل:
تتمثل هذه الخطوة بمعرفة نسبة الأموال التي تحصل عليها كل شهر من خلال الراتب أو المستندات أو البيانات المصرفية التي توضح مصادر الدخل والتي يجب أن تتضمن ما يلي:
- الأجر المنتظم الذي تتقاضاه من عملك، فإذا كنت تحصل عليه كل اسبوعين يمكنك حساب المعادل الشهري.
- دخل العمل الحر الذي تحصل عليه عندما تعمل لحسابك الخاص، قم أولاً بحسم نفقات التشغيل والضرائب ثم قم بحساب متوسط دخلك الشهري.
- مصادر الدخل الأخرى التي تأتي من الإيجارات أو غيرها العديد من الأعمال التي تكسبك مردود مادي.
ثم حساب إجمالي صافي الدخل الذي سيكون المبلغ الذي تستطيع الإنفاق أو الإدخار منه وذلك بعد حسم الخصومات والضرائب، أما إذا كان عملك موسمياً قم بحساب متوسط أرباحك الشهرية لعدة أشهر من أجل الحصول على صورة دقيقة.
قد يهمك: الاقتصاد الدائري: مفهوم شامل للتنمية المستدامة
تحديد النفقات:
تعد هذه الخطوة من أكثر الخطوات المتعبة ومن أهم الخطوات التي تساعدك في فهم عادات الإنفاق لديك، حيث يترتب عليك معرفة الأمور التي ستصرف أموالك عليها، وفيما يلي سنذكر بعض طرق تنفيذها:
- جمع الإيصالات الشهرية وتصنيفها وفقاً لكل فئة (بقالة، ترفيه، إيجار وغيرها العديد).
- الاستفادة من الأدوات المصرفية التي تقدمها البنوك والتي تعمل على تصنيف المعاملات المالية بشكل تلقائي.
- استخدام التطبيقات الخاصة بإعداد الميزانية التي تسهل عليك عملية تتبع النفقات من خلال سحب البيانات المرتبطة بحساباتك المصرفية بشكل تلقائي ثم تصنيفها.
من الجدير بذكره أنه عندما تتبع نفقاتك الشهرية عليك حساب النفقات أو الفواتير الشهرية الثابتة مثل: الغاز والبقالة وتناول الطعام والأمور الترفيهية وغيرها العديد من الأمور، كما يجب تتبع النفقات المتغيرة حيث من الممكن أن تتغير البيانات المتعلقة بالنفقات عن كل شهر، بالإضافة إلى تتبع النفقات الاختيارية أو التقديرية التي تشمل الجوانب غير الضرورية من اجل البقاء على قيد الحياة مثل الهوايات والاشتراكات.
تقسيم النفقات إلى فئات:
بعد الانتهاء من تحديد النفقات قم بتصنيفها وفق مجموعات، الأمر الذي سيجعلك تعلم المجالات التي قد تنفق عليها بشكل مبالغ، حيث تشمل فئات النفقات الشائعة التنقل والسكن والدَّين والطعام والترفيه والأمور الشخصية والتأمين، بالإضافة إلى الدخار، لكن تجدر الإشارة إلى أنه عند إعداد ميزانية شخصية خاصة بك تستطيع إضافة فئات خاصة بك وفقاً لاحتياجاتك.
تحديد ميزانية كل فئة:
ضع أهدافك وأولوياتك المالية ثم قم بتحديد ميزانية معينة لكل فئة، مع الاهتمام الأكبر بدايةً بتأمين النفقات الأساسية، أما فيما يتعلق بالنفقات المتغيرة كالترفيه والبقالة قم بتحديدها وفقاً لقدراتك المالية الحالية وعادات الإنفاق السابقة، مع ضرورة ترك مبلغ مادي قد تضطر عليه بشكل غير متوقع.
قد يهمك: إدارة المخاطر في الشركات الناشئة: الحفاظ على الاستقرار والنمو
تتبع النفقات:
تتيح هذه الخطوة أمامك إمكانية الاطلاع على الانحرافات عن الميزانية الشخصية التي قمت بوضعها أو أنك تنظم أمورك وفقاً لها، للقيام بعملية التتبع لكل فئة بشكل دقيق يمكنك استخدام التطبيقات أو جداول البيانات أو البرامج المالية، ثم إضافة التحديثات على سجلاتك بعد كل عملية دفع أو شراء.
تعديل الميزانية:
تعد المرونة من المفاتيح الرئيسية التي تضمن الحفاظ على ميزانية متوافقة مع الأهداف المالية التي وضعتها، حيث يمكنك مراجعتها لتقييم مدى فاعليتها بشكل شهري أو ربع سنوي، فقد يحدث أن تتجاوز بعض الفئات المبالغ المالية المخصصة لها، فهنا يترتب عليك إعادة تخصيص الأموال لها من مجالات أخرى، أو ابحث عن طريقة من شأنها تخفيض النفقات.
أهم الأدوات لتسهيل إعداد ميزانية شخصية محكمة:
يعد اختيار الأداة المناسبة عامل رئيسي في نجاح الميزانية الشخصية، حيث يتم ذلك وفقاً لأهدافك المالية وتفضيلاتك الشخصية وسهولة الاستخدام، لذلك سنذكر لكم فيما يلي أبرز هذه الأدوات:
- تطبيقات الهواتف الذكية التي تتميز براحتها وسهولة الوصول إليها، حيث تتيح أمام المستخدمين إمكانية تحديد أهداف الإدخار لديهم وتتبع نفقاتهم، بالإضافة إلى الحصول على نصائح وأفكار مالية ملائمة لاحتياجاتهم في أي وقت ومكان، ويعد التذكير بتسديد الفواتير وتصنيف المعاملات من أبرز الخصائص التي تتمتع بها والتي من شأنها تسهيل إدارة الأموال.
- تطبيقات الحاسوب التي تقدم خيارات ووظائف تخصيص وتحكم شاملة لإعداد ميزانية فعالة، بما فيها ميزات التكامل مع الحسابات المصرفية والتقارير التفصيلية، الأمر الذي يجعلها خياراً مثالياً للمستخدمين الذين يرغبون بواجهات سطح المكتب والمستخدمين ذوي الاحتياجات المادية المعقدة.
- أوراق العمل التي تتميز بمرونتها وبساطتها، حيث تتجلى بقوالب مجانية على الإنترنت تتيح أمام المستخدمين إمكانية تتبع نفقاتهم ودخلهم يدوياً، الأمر الذي يساعد على غرس الوعي والانضباط في عادات الإنفاق.
- أدوات إعداد أخرى مثل أدوات تتبع النفقات وحاسبات الميزانية عبر الإنترنت.
في الختام، يمكننا القول أن إعداد ميزانية شخصية أحد أبرز الركائز التي تقوم عليها الإدارة المالية والتي من شأنها تنظيم الدخل والإنفاق بما يتوافق مع أهداف المستخدم، هي ليست مجرد قيود على الإنفاق بل خطة تساعدك في تحقيق الاستثمار الأمثل لأموالك، وذلك باستخدام وسائل وأدوات محددة.