يعد التحول الرقمي في القطاعات المالية غير المصرفية من أهم أشكال ونتائج الثورة التكنولوجية التي غيرت ملامح العالم في مختلف المجالات، وانطلاقاً من أثره الكبير فقد حاز على دعم كبير من قبل صناع القرار.
يتيح استخدام التكنولوجيا المالية أمام العملاء إمكانية إنجاز تعاملاتهم مع الشركات عن طريق الإنترنت دون الحاجة إلى زيارة مقر الشركات، الأمر الذي يوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد وفي جميع قطاعات التكنولوجيا المالية.
ما المقصود بمصطلح التحول الرقمي في الخدمات المالية غير المصرفية؟ وما هو دور التكنولوجيا المالية في قطاع الخدمات المالية المصرفية؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في السطور التالية، إبقى معنا.
التحول الرقمي في الخدمات المالية غير المصرفية نحو مستقبل مالي جديد:
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن التحول الرقمي باختصار هو عبارة عن دمج التكنولوجيا في مختلف مجالات الحياة، وذلك بالاعتماد على ثورة الاتصالات والمعلومات والتطبيقات غير المحدودة التي بات العالم بفضلها قرية صغيرة، حيث أدت إلى السرعة في نقل وتبادل البيانات والمعلومات لتحدث بذلك تغيير جذري بمختلف أنماط الحياة.
في هذا الإطار تم تزويد الشركات المالية من قبل شركات التكنولوجيا بالعديد من الأنظمة الملائمة، حيث قامت العديد من الشركات بتقديم خدماتها المتعلقة بالعقود والسجلات الرقمية، حيث يمكن لأي شركة ترغب في رقمنة المعاملات الاستفادة من 4 مجالات وهي: التعرف على العميل إلكترونياً، إنشاء هوية رقمية، إتاحة الفرصة أمام العملاء بإبرام العقود رقمياً، بالإضافة إلى تسجيل جميع المعاملات والعقود ضمن سجلات رقمية، وفيما يلي سنشرح بشكل مبسط تفاصيل هذه المجالات:
الهوية الرقمية:
يتطلب إنشاء الهوية الرقمية استيفاء ثلاث عمليات فرعية وهي التحقق والتحديد والمصادقة، حيث تمكن العميل من الدخول إلى المنصة الرقمية، وفيما يلي سنذكر مجموعات هذه العمليات:
- مجموعة عامل المعرفة التي تتضمن اسم المستخدم وكلمة السر، بالإضافة إلى إجابات عن أسئلة شخصية أخرى.
- مجموعة عامل الحيازة التي تتضمن صندوق البريد الإلكتروني، مستند إثبات الشخصية، رقم الجهاز المستخدم، توقيع إلكتروني معتمد وحساب دفع غير نقدي.
- مجموعة عامل الوجود والحيوية التي تتضمن الخصائص البيومترية لبصمة الصوت، وبصمة الوجه وبصمة العين وهندسة الكف ومحددات وقت المعاملة ومحددات الموقع السيبراني وغيرها العديد.
العقود الرقمية:
وهي التزام مقدم الخدمة بالتأكد من هوية المتعامل مع الالتزام بحفظ العقد إلكترونياً، وفق ما يلي:
- إثبات اطلاع المتعامل على الشروط التي يتضمنها العقد والموافقة عليها.
- التأكد من هوية المتعامل.
- حفظ العقد بشكل إلكتروني.
السجل الرقمي:
تتضمن كل منصة سجل رقمي مقسم وفقاً لما يلي:
- سجل رقمي خاص بعمليات الهوية الرقمية، حيث يشمل تعديل وتجديد وإنشاء وتحديث وإلغاء هوية رقمية.
- سجل رقمي خاص بعمليات التعرف على العميل.
- سجل خاص بعمليات التعاقد الإلكتروني.
- سجل خاص بعمليات المعاملات التي ترتبط بالمنتج المالي غير المصرفي.
في هذا الإطار لا بد من أن نشير إلى إيجابيات التحول الرقمي في مجال الخدمات المالية وهي كالتالي:
- توليد الإيرادات وتحسين الكفاءة التشغيلية التي أدت إلى توفير الوقت والتكاليف، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الأرباح.
- إمكانية الوصول إلى بيانات العملاء وإدارتها بكل سهولة.
- التمتع بالحصول على دقة في العمليات المتكررة وتجنب الأخطاء الناجمة عن الإنسان.
كيف تسهم التكنولوجيا المالية في تحسين قطاع الخدمات المالية والمصرفية؟
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن التكنولوجيا المالية هي التكنولوجيا التي يتم استخدامها في قطاع الخدمات المالية، تشمل مشاركتها في تحويل القروض والأموال والدفع عبر الهاتف المحمول، بالإضافة إلى جمع التبرعات وإدارة الأصول والممتلكات، تتميز بالكثير من السهولة والسرعة ودورها في مختلف الأعمال التجارية المرتبطة بصناعة الخدمات المالية الأمر الذي أدى إلى الاستثمار بها بشكل متزايد في مختلف أنحاء العالم.
بدأ ظهور التكنولوجيا المالية في البنوك خلال القرن التاسع عشر، حيث تم اختراع أداة البانتيليجراف بهدف التأكد من صحة توقيعات البنوك، مع العلم أن الطفرة الكبرى في مجال التقنية المالية حدثت في عام 1971، حيث تم إنشاء أول سوق إلكترونية للأوراق المالية وهي بورصة ناسداك.
في عام 2008 حدثت أزمة مادية أدت إلى فرض عدة شروط على القطاع المالي، فبعد الإصلاحات تم فرض بعض الضوابط التنظيمية على البنوك التقليدية وإتاحة الفرصة أمام المؤسسات الصغيرة للظهور، وتجدر الإشارة إلى أن تركيز القطاع بشكل عام تمحور حول الاستفادة من التقنية بهدف خفض التكاليف التشغيلية، وفيما يلي سنذكر لكم قطاعات التكنولوجيا المالية التي تتجلى في المجالات التالية:
الإقراض الشخصي، المدفوعات، التأمين الجزئي، إدارة التمويل الشخصي، الخدمات المصرفية الرقمية، التمويل الجماعي، اقتصاد API المالي، قواعد البيانات المتسلسلة والعملة المشفرة.
أسئلة شائعة حول التحول الرقمي في القطاعات المالية غير المصرفية:
من الأمثلة على التحول الرقمي؟
تعمل Blockchine على تأمين خصوصية المعلومات ودقتها.
ما هي أنواع التحول الرقمي؟
المجال، عملية الأعمال، التحول الثقافي التنظيمي ونموذج الأعمال.
ما هي الدوافع الرئيسية التي تؤثر على التحول الرقمي في مكان العمل؟
التقدم السريع للتكنولوجيا الذي أنتج منصات وأدوات جديدة تساعد في تبسيط وأتمتة العمليات التجارية المختلفة.
في الختام، نستنتج أن التحول الرقمي المتسارع من الأدوات الرئيسية المؤدية إلى الشمول المالي، بالإضافة إلى دورها الكبير في دعم النمو الاقتصادي، فهي وسيلة هامة قائمة على الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت.