يعد الابتكار الاجتماعي ودوره في التنمية الاقتصادية أحد أبرز القضايا التي احتلت حيزاً كبيراً من اهتمام الكثيرين، فالابتكار الاجتماعي من أهم القوى التي تؤدي إلى النمو الاقتصادي وتقدم المجتمعات.
عند النظر لواقعنا الحالي نرى أن الإبداع والابتكار قد شكلا تغير مذهل، حيث تجلى ذلك في التطور التكنولوجي والتغيرات التي حدثت في الحياة والعمل، بالإضافة إلى الكوارث التي حدثت وتحدث سواء من صنع الإنسان أو بفعل الطبيعة.
ماذا يعني الإبداع والابتكار الاجتماعي؟ ما أهميتهما؟ وما هو دورهما في التنمية الاقتصادية؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في هذا المقال، فإذا كنت من المهتمين في هذا الأمر تابع معنا.
ما هو الإبداع والابتكار الاجتماعي؟ شرح المفهوم والأهمية:
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن الابتكار هو مهارة في تنفيذ الخدمات والمنتجات بطريقة إبداعية، أما الإبداع فهو الشيئ الذي يجعلك تدرك ما حولك بطريقة جديدة ومختلفة، فالابتكار الاجتماعي هو عملية ديناميكية خاصة بالتطوير الاستراتيجي وترجمة الأفكار على أرض الواقع، أو التدخلات الاستراتيجيات التي يتم ابتكارها بهدف معالجة القضايا الاجتماعية بشكل استباقي، مع الاهتمام بالتغيير التحويلي الإيجابي، يأخذ الابتكار الاجتماعي عدة أشكال بدءاً من التكنولوجيات المتطورة حتى السياسات ونماذج الأعمال والبرامج والخدمات المبتكرة، وفيما يلي أبرز الخصائص التي يتمتع بها:
- التأثير الاجتماعي الإيجابي الذي يحدثه، ودوره الهام في حل التحديات الاجتماعية الملحة، مع تركيزه بشكل كبير على رفاهية الأفراد والمجتمعات وبشكل خاص فئة المحرومين أو المهمشين.
- التعاون والإبداع المشترك بين فئات المصلحة المتنوعين من منظمات وأفراد وحكومات ومجتمعات وأوساط أكاديمية، حيث يتم إشراك الجميع في عملية الابتكار الأمر الذي يلبي احتياجاتهم.
- التفكير المنهجي الذي يتم اتخاذه لحل المشكلات، مع الربط بين العوامل الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، وذلك لحلها بشكل جذري.
- الاستراتيجيات المبتكرة حيث يتم خلق طرق جديدة لمعالجة المشكلات، حيث يتم الاستفادة من الابتكار التكنولوجي وإعادة استخدام الموارد الحالية أو إعادة تصميم العمليات.
- تمكين دور الفئات السكانية الضعيفة والمهمشة، للمشاركة في عملية الابتكار والاستفادة من نتائجها.
- نتائجها ومدى تأثيرها أمر قابل للقياس، الأمر الذي يساعد في تقييم درجة نجاح الابتكار في تحقيق الأهداف المرجوة.
- التركيز على استيعاب احتياجات وآراء الأفراد المتأثرين بالمشاكل الاجتماعية.
تأثير الابتكار الاجتماعي على سلوك الفرد
تجدر الإشارة أنه للابتكار الاجتماعي تأثير كبير على سلوك الفرد حيث يتمثل فيما يلي:
- زيادة وعي الأفراد بالقضايا الاجتماعية وحثهم على التفكير بإحداث تغيير إيجابي.
- تغيير سلوكيات الأفراد مثل دعم القضايا الاجتماعية أو التطوع في خدمة المجتمع.
- تعزيز مهارات العمل الجماعي والتفكير النقدي وحل المشكلات.
- بناء الثقة في نفوس الأفراد حيث تشعرهم بأنهم قادرون على إيجاد تأثير في المجتمع.
- تغيير القيم الاجتماعية، حيث نرى تعزيز قيم العدالة والمساواة والتسامح.
تأثير الابتكار الاجتماعي على ثقافة المجتمع
أما بالنسبة للتأثير الذي يحدثه الابتكار الاجتماعي على ثقافة المجتمع يمكننا اختصاره في النقاط التالية:
- خلق ثقافة الابتكار.
- تعزيز التماسك الاجتماعي.
- تعزيز التعاون.
- خلق صورة إيجابية عن المجتمع على المستويين الدولي والمحلي.
في هذا السياق لا بد لنا من الإشارة إلى أبرز الابتكارات الاجتماعية الحديثة، وهي كالتالي:
أبرز الابتكارات الاجتماعية الحديثة
- المدارس النموذجية التي توفي أمام الطلبة وسيلة بديلة تمكنهم من تطوير مؤسساتهم التعليمية.
- التخطيط المتمركز حول المجتمع والذي يسمح بتطوير أنظمة تعمل على تلبية احتياجات المجتمع المحلية المتعددة.
- تجارة الانبعاثات التي تسعى لمعالجة القضايا المتعلقة بالاستمرار في التلوث.
- التمويل الأصغر الذي يهدف لدعم الأشخاص ووصولهم إلى الخدمات المصرفية والتأمين والإقراض من أجل تحسين ظروفهم المعيشية.
الفرق بين الابتكار العادي والابتكار الاجتماعي
بناءً على ما ذكرناه سابقاً سنشير إلى الفرق بين الابتكار العادي والابتكار الاجتماعي:
- الابتكار العادي يركز على الخدمات والمنتجات أما الابتكار الاجتماعي ينصب تركيزه على الحلول المجتمعية.
- الابتكار العادي يتم من قبل أفراد أو مجموعة أشخاص صغيرة أما الابتكار الاجتماعي يتطلب التعاون والمشاركة بين جميع أصحاب المصلحة.
- يمكننا قياس تأثير الابتكار العادي، إلا أن هذا الأمر معقد بالنسبة لقياس تأثير الابتكار الاجتماعي.
أهمية الإبداع والابتكار الاجتماعي في تحقيق التنمية المستدامة:
يلعب الإبداع والابتكار الاجتماعي دوراً بارزاً في الحياة الاجتماعية، حيث يتجلى ذلك في النقاط التالية:
- تفعيل دور الموهوبين ومساعدتهم في إبداء رأيهم ضمن المجتمع.
- تحفيز الشباب وكبار السن.
- خلق طريقة تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية للفقراء.
- تخفيض نسبة الجرائم وتعزيز الاحترام.
- تحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للناس.
- تعزيز التعليم والتعلم من خلال تطوير أساليب وتقنيات حديثة تعزز من فرص الحصول على تعليم ذو مستوى عالي، بالإضافة إلى تحسين كفاءة نقل المعرفة.
- تعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي.
- الوصول إلى فهم أعمق لاحتياجات ومعاناة الناس.
- تحقيق نتائج مستدامة لفترات زمنية طويلة.
دور الإبداع والابتكار الاجتماعي في تعزيز الاقتصاد المحلي والعالمي:
يعتبر الابتكار والإبداع من المفاتيح الأساسية التي تؤدي إحداث تنمية اقتصادية ضمن المجتمعات الحديثة، حيث يتجلى ذلك فيما يلي:
- تعزيز النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى خلق فرص جديدة عند تطبيق الإبداع والابتكار ضمن عمليات العمل وتطوير الخدمات والمنتجات.
- تحسين جودة المنتجات وسرعة الإنتاج وتقليل التكاليف عن طريق تطبيق تقنيات مبتكرة وأفكار جديدة.
- تعزيز فرص ريادة الأعمال مع خلق فرص عمل في المجتمع، حيث يستطيع الأفراد الحصول على استقلالية مادية عن طريق تطوير أعمال مبتكرة وصغيرة.
- تعزيز التنافس بين المؤسسات والشركات عن طريق تطوير خدمات ومنتجات من شأنها تلبية احتياجات الناس.
- إيجاد حلول للتحديات والمشاكل الاقتصادية في المجتمع.
- زيادة الانتاجية.
- زيادة الربح.
في الختام، يعد الابتكار الاجتماعي أحد أبرز الجوانب التي تساهم في الارتقاء بالمجتمعات، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على مختلف مجالات الحياة، فهو يركز بشكل كبير على التجديد المستمر وابتكار أساليب من شأنها إحداث تغييرات اجتماعية مميزة وإيجاد الحلول لبعض القضايا الهامة.