مراحل الدورة الاقتصادية

الدورة الاقتصادية هي التقلبات التي تحدث في النشاط الاقتصادي على مدار الوقت، وتشمل فترات من التوسع والانكماش، يمكن أن تتأثر الدورة الاقتصادية بالعديد من العوامل، بما في ذلك السياسات النقدية والمالية، والتغيرات في الطلب والعرض، والأحداث العالمية، وتمر الدورة الاقتصادية بمراحل كثيرة منها مرحلة التوسع، ومرحلة الذروة، ومرحلة الانكماش، ومرحلة القاع، ولابد من فهم المراحل لاتخاذ القرارات الاقتصادية الصحيحة، والتخطيط للمستقبل، ومعرفة التحديات، وسوف نتعرف في هذا المقال  من إيكونومتريك على تفاصيل كل مرحلة في السطور التالية.

مرحلة التوسع (Expansion)

مرحلة التوسع (Expansion) هي مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية، وتتميز بزيادة في النشاط الاقتصادي وزيادة في الإنتاج والتوظيف، وهي من المراحل المهمة للغاية إذ أن من خلال هذه المرحلة، يزداد الطلب على السلع والخدمات، وتزداد معدلات الإنتاج والتوظيف، وتتحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.

وتتميز هذه المرحلة بمجموعة من الميزات منها زيادة في الإنتاج، حيث تزداد معدلات الإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية، وزيادة في التوظيف حيث تزداد معدلات التوظيف، وتقل معدلات البطالة، كما أنها تحدث زيادة في الطلب من خلال زيادة الطلب على السلع والخدمات، مما يؤدي إلى زيادة في المبيعات والأرباح، وتساهم في تحسن في الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، وتزداد الثقة في السوق.

مرحلة الذروة (Peak)

مرحلة الذروة (Peak) هي مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية، وتتميز بوصول النشاط الاقتصادي إلى أعلى مستوياته، حيث أن في هذه المرحلة تكون معدلات الإنتاج والتوظيف في أعلى مستوياتها، ويكون الطلب على السلع والخدمات مرتفعًا، وهذه المرحلة لها مميزات كثيرة ومتنوعة نتعرف عليها فيما يلي:

• أعلى مستويات الإنتاج، حيث تساهم في ارتفاع معدلات الإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية في أعلى مستوياتها.
• تتميز مرحلة الذروة بالوصول إلى أعلى مستويات التوظيف، حيث تكون معدلات التوظيف في أعلى مستوياتها، وتكون معدلات البطالة منخفضة للغاية.
• من مميزات مرحلة الذروة ارتفاع الطلب حيث يكون الطلب على السلع والخدمات مرتفعًا، مما يؤدي إلى زيادة في المبيعات والأرباح.
• بالإضافة إلى تحسن في الأوضاع الاقتصادية حيث تتحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، وتزداد الثقة في السوق.

مرحلة الانكماش (Recession)

مرحلة الانكماش (Recession) تعد من أشهر مراحل الدورة الاقتصادية، وتتميز بانخفاض في النشاط الاقتصادي وانخفاض في الإنتاج والتوظيف، حيث أن في خلال هذه المرحلة يقل الطلب على السلع والخدمات، وتقل معدلات الإنتاج والتوظيف، وتتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، وتتميز هذه المرحلة بما يلي:

• انخفاض في الإنتاج، حيث تقل معدلات الإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية.
• انخفاض في التوظيف، حيث تقل معدلات التوظيف، وتزداد معدلات البطالة.
• انخفاض في الطلب، حيث يقل الطلب على السلع والخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض في المبيعات والأرباح.
• تدهور في الأوضاع الاقتصادية حيث تتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، وتقل الثقة في السوق.

اقرأ أيضاً:أفضل حسابات التوفير لعام 2025: خيارات مميزة لزيادة مدخراتك

مرحلة القاع (Trough)

مرحلة القاع (Trough) هي مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية، وتتميز بوصول النشاط الاقتصادي إلى أدنى مستوياته، وفق  هذه المرحلة تكون معدلات الإنتاج والتوظيف في أدنى مستوياتها، ويكون الطلب على السلع والخدمات منخفضًا، ومن علامات مرحلة القاع ما يلي:

• الوصول إلى أدنى مستويات الإنتاج حيث تكون معدلات الإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية في أدنى مستوياتها.
• الوصول إلى أدنى مستويات التوظيف، حيث تكون معدلات التوظيف في أدنى مستوياتها، وتكون معدلات البطالة مرتفعة.
• انخفاض الطلب بشكل كبير، حيث يكون الطلب على السلع والخدمات منخفضًا، مما يؤدي إلى انخفاض في المبيعات والأرباح.
• كما تدهور في الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير، حيث تتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، وتقل الثقة في السوق.

أسباب تغير المراحل الاقتصادية

تتغير المراحل الاقتصادية بسبب وجود العديد من العوامل منها عوامل داخلية ومنها خارجية، وكذلك يوجد عوامل نفسية، نتعرف على كل ذلك فيما يلي:

العوامل الداخلية لتغير المراحل الاقتصادية 

• التغيرات في الطلب والعرض، يمكن أن تؤدي التغيرات في الطلب والعرض على السلع والخدمات إلى تغير المراحل الاقتصادية.
• التغيرات في الإنتاجية، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات في الإنتاجية إلى تغير المراحل الاقتصادية، حيث يمكن أن تؤثر على معدلات الإنتاج والتوظيف.
• التغيرات في الأسعار، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات في الأسعار إلى تغير المراحل الاقتصادية، حيث يمكن أن تؤثر على الطلب والعرض على السلع والخدمات.

العوامل الخارجية

• التغيرات في السياسات الحكومية، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات في السياسات الحكومية، مثل السياسات النقدية والمالية، إلى تغير المراحل الاقتصادية.
• الأحداث العالمية، حيث يمكن أن تؤدي الأحداث العالمية، مثل الحروب والأزمات الاقتصادية، إلى تغير المراحل الاقتصادية.
• التغيرات في التكنولوجيا، حيث تؤدي التغيرات في التكنولوجيا إلى تغير المراحل الاقتصادية، حيث يمكن أن تؤثر على الإنتاجية والطلب على السلع والخدمات.

العوامل النفسية

• التغيرات في الثقة والتي تؤدي إلى تغير المراحل الاقتصادية، حيث يمكن أن تؤثر على الاستثمار والإنفاق.
• التغيرات في التوقعات حيث تؤدي التغيرات في التوقعات الاقتصادية إلى تغير المراحل الاقتصادية، حيث يمكن أن تؤثر على القرارات الاقتصادية.

تأثير الدورة الاقتصادية على الأفراد والشركات

الدورة الاقتصادية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأفراد والشركات، ويمكن أن تؤثر على العديد من الجوانب، بما في ذلك:

تأثير الدورة الاقتصادية على الأفراد

•  تؤثر الدورة الاقتصادية على فرص العمل والتوظيف، حيث يمكن أن تؤدي فترات الانكماش إلى زيادة في معدلات البطالة.
• تؤثر الدورة الاقتصادية على الدخل الشخصي، حيث يمكن أن تؤدي فترات الانكماش إلى انخفاض في الأجور والرواتب.
• تؤثر الدورة الاقتصادية على قرارات الادخار والاستثمار، حيث يمكن أن تؤدي فترات التوسع إلى زيادة في الاستثمار في الأسهم والسندات.

تأثير الدورة الاقتصادية على الشركات

• تؤثر الدورة الاقتصادية على معدلات الإنتاج والمبيعات، حيث يمكن أن تؤدي فترات الانكماش إلى انخفاض في الطلب على السلع والخدمات.
• تؤثر الدورة الاقتصادية على ربحية الشركات، حيث يمكن أن تؤدي فترات الانكماش إلى انخفاض في الأرباح.
• تؤثر الدورة الاقتصادية على قرارات الاستثمار والتوسع، حيث يمكن أن تؤدي فترات التوسع إلى زيادة في الاستثمار في المشاريع الجديدة.

اقرأ أيضاً: ريادة الأعمال في الأسواق الناشئة

كيف تتعامل الدول مع التقلّبات الاقتصادية؟

تتعامل الدول مع التقلبات الاقتصادية من خلال مجموعة من السياسات والأدوات، نتعرف عليها فيما يلي:

• تقوم البنوك المركزية تعديل أسعار الفائدة لتحفيز أو تهدئة الاقتصاد.
• تقوم البنوك المركزية بتوفير السيولة للبنوك التجارية لتحفيز الإقراض والإنفاق.
• يمكن للحكومات زيادة الإنفاق الحكومي لتحفيز الاقتصاد خلال فترات الانكماش.
• تقوم الحكومات بتطبيق تخفيضات ضريبية لتحفيز الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري.
• كما تقوم الحكومات بتطبيق إصلاحات هيكلية لتحسين بيئة الأعمال وتعزيز النمو الاقتصادي.
• ويمكن للحكومات الاستثمار في البنية التحتية لتحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية.

أمثلة من التاريخ لدورات اقتصادية كبرى

هناك العديد من الأمثلة على دورات اقتصادية كبرى في التاريخ منذ القرن الماضي، وحتى عام 2020، نتعرف عليها فيما يلي:

• الكساد الكبير (1929-1939) والذي كان سببه انهيار سوق الأسهم في عام 1929، وتدهور الثقة في السوق، وانخفاض في الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، وكان له أثر في زيادة في معدلات البطالة، وانخفاض في الإنتاج، وتدهور في الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، وبسببه تم تطبيق سياسات جديدة، مثل السياسة النقدية والمالية، لتحفيز الاقتصاد وتعزيز الاستقرار المالي.
• أزمة النفط (1970s) وكانت بسبب زيادة في أسعار النفط، وتدهور في التوازن التجاري، وزيادة في التضخم، وتسببت في زيادة في التضخم، وانخفاض في النمو الاقتصادي، وتدهور في الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.
• أزمة الديون السيادية الأوروبية (2010s) والتي حدثت بسبب زيادة في الديون السيادية، وتدهور في الثقة في السوق، وزيادة في معدلات الفائدة، وكان لها تأثير في زيادة في معدلات البطالة، وانخفاض في الإنتاج، وتدهور في الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.
• جائحة كورونا (2020) والتي كانت بسبب انتشار جائحة كورونا، وتدهور في الثقة في السوق، وانخفاض في الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، والتي تسببت في زيادة في معدلات البطالة بشكل كبير وتوقف السوق العالمية.

خلاصة الأمر لابد من فهم معنى الدورة الاقتصادية ومعرفة مراحلها بشكل مفصل من أجل إتخاذ قرارات مالية ذكية، ومن أجل التخطيط لمستقبل مالي جيد، ومعرفة التحديات التي قد يواجهها الشخص في كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف أي خسارة قد يتعرض لها الشخص، حيث تؤثر الدورة الاقتصادية بشكل كبير على الفرد في إيجاد فرص عمل وفي الادخار من الدخل والاستثمار في فترات التوسع، وتؤدي إلى زيادة معدلات البطالة والتضخم في حالة الانكماش والقاع، كما تؤثر بشكل كبير على اقتصاد الشركات،  لذا من المهم معرفة كافة التفاصيل وأخذ الحيطة والحذر من التقلبات في مراحل الدورة الاقتصادية.