تشهد أسعار المنتجات الشتوية تذبذباً ملحوظاً عبر فصول السنة، وهذا ما يعرف بمفهوم موسمية الأسعار الذي يعتبر نمط اقتصادي طبيعي نتيجة العوامل المناخية التي تؤثر على العرض والطلب على هذه السلع والمنتجات.
ترتفع أسعار بعض المنتجات نتيجة لعوامل متعددة تشمل التحديات اللوجستية وزيادة تكاليف الإنتاج والتخزين، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي ظروف الطقس القاسية إلى تعقيد عمليات النقل، مما يزيد من تكاليف الشحن، كما أن الطلب على بعض السلع، مثل الوقود والطاقة يرتفع بشكل ملحوظ لتلبية احتياجات التدفئة، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعارها.
كما يشهد القطاع الزراعي ارتفاع في أسعار منتجاته نظراً للحالة الجوية التي تشهدها البلاد إضافة للظروف التي تتطلبها المحاصيل الزراعية للنمو والتي قد لاتكون متاحة بسهول في فصل الشتاء البارد، لذلك سنقوم من خلال هذا المقال بدراسة العوامل المؤثرة في تلك الأسعار وبعض النقاط الأخرى التي تهمك، ابقى معنا وتابع هذا المقال من إيكوتونتريك بتمعن لتكن على دراية كاملة بجميع المعلومات حول هذا الموضوع الشيق.
العوامل المؤثرة في أسعار المنتجات الشتوية:
تشمل العوامل التي تؤثر على أسعار المنتجات الشتوية عدة جوانب، من بينها ندرة المواد الخام والطلب الموسمي، لذلك سنلقي نظرة على بعض هذه العوامل:
ندرة المواد الخام:
تتناقص كميات المواد الخام الخاصة بالمعامل والشركات في فصل الشتاء بسبب عدة عوامل وهذه أبرزها:
- الظروف الجوية القاسية مثل الطقس البارد والعواصف الثلجية تؤدي إلى صعوبة في استخراج المواد الخام وهذا ما يعمل على زيادة أسعارها.
- التأثير على النقل بفعل الطرق المغلقة والظروف الجوية الصعبة التي تعمل على عرقلة عمليات النقل وبالتالي زيادة تكاليف الشحن التي تؤدي إلى زيادة الأسعار.
- زيادة تكاليف الإنتاج: استخدام الطاقة للتدفئة والتغلب على الظروف الجوية الباردة يمكن أن يزيد من تكاليف الإنتاج، وبالتالي ارتفاع الأسعار.
اقرأ أيضًا:بحث عن التحديات الاقتصادية للتحول إلى المدن الذكية
الطلب الموسمي:
يرتفع الطلب على بعض المواد والبضائع خلال أوقات معينة من العام، وقد تختلف هذه النسبة بين شهر وأخر ويعود ذلك إلى الطلب الموسمي لها، ومن أهم الأسباب حول ذلك:
- زيادة الطلب على التدفئة: يزداد الطلب على الوقود والطاقة خلال فصل الشتاء لتدفئة المنازل والأماكن العامة وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع في أسعارها.
- الطلب على الملابس الشتوية: يزداد الطلب على الملابس الثقيلة والأحذية المقاومة للماء والمستلزمات الشتوية، مما يمكن أن يزيد من الأسعار خاصةً إذا كانت المواد الخام لهذه المنتجات نادرة.
- الطلب على المنتجات الطازجة: حيث تعتبر كل من الخضروات والفاكهة من أكثر المواد التي تقل في فصل الشتاء وهذا ما يزيد من أسعارها نظراً لارتفاع تكاليف إنتاجها في فصل الشتاء.
منتجات الشتاء الأكثر تأثيراً: تحليل قطاعات الملابس، الأجهزة، الوقود:
يعد كل من قطاعات الملابس والأجهزة والوقود من أكثر القطاعات تأثراً بالحالة الجوية التي تمر بها البلاد، لذلك سنقوم بشرح بسيط عن كل قطاع على حدا كما يلي:
قطاع الملابس:
يرتفع الطلب على الملابس الشتوية الثقيلة خلال فصل الشتاء، وهي تشمل الملابس الداخلية التي تعمل على الحفاظ على درجة حرارة الجسم وتوفر راحة كبيرة للمستخدم في الأيام الباردة، تصنع من الصوف أو الأقمشة غلتي تحبس الحرارة، بينما الملابس الخارجية التي تشمل المعاطف التي خصصت خصيصاً للعزل ضد البرد، إضافة للقفازات والأوشحة والقبعات والأحذية تعتبر من الملحقات الضرورية التي تحافظ على الدفء في فصل الشتاء البارد.
قطاع الأجهزة:
يتطلب فصل الشتاء وجود بعض أنواع من الأجهزة التي تعمل على الحماية منه حيث تشمل هذه الأجهزة مايلي:
- أجهزة التدفئة مثل المسخنات الكهربائية والمواقد وأنظمة التدفئة المركزية التي تعمل على توزيع الحرارة في جميع أنحاء المنزل للحصول على الدفء بسرعة وسهولة.
- أجهزة الطهي التي يجب أن تكون أجهزة قوية ومتخصصة مثل الميكروويف والأفران الكهربائية والغازية وأجهزة التدفئة المحمولة.
قطاع الوقود:
يصبح الوقود في فصل الشتاء حاجة ملحة لكل الأفراد لتلبية احتياجاتهم من تدفئة ونقل، حيث يتم استخدام كافة أنواع الوقود التي تتمثل بمايلي:
- الوقود النفطي الذي يشمل البنزين والديزل الذي تحتاجه وسائل النقل لأداء مهامها.
- الكيروسين حيث يستخدم هذا النوع كوسيلة للتدفئة في بعض المناطق كما يتم استخدامه في بعض أجهزة التدفئة المحمولة.
- الغاز الطبيعي الذي يستخدم بشكل واسع في التدفئة المركزية وعمليات طعي الطعام نظراً لكفاءته العالية وتوافره.
اقرأ أيضًا: التجارة الإلكترونية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي
كيف يؤثر ذلك على الاقتصاد الكلي؟ تأثير التضخم والمستهلكين:
يؤثر ارتفاع أسعار المنتجات الشتوية على الاقتصاد بصورة عامة وبعدة حوانب اقتصادية تتمثل بما يلي:
- القوة الشرائية حيث تنخفض القوة الشرائية للأفراد عند ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وهذا يعني أن المستهلكين يشتروا بضائع أقل بنفس المبلغ من المال.
- يؤدي التضخم إلى تآكل قيمة المدخرات لذلك يلجأ الأفراد إلى الاستثمار في أصول تحافظ على القيمة المادية لها أو تزيد مع مرور الوقت مثل العقارات او الذهب.
- الإنفاق الاستهلاكي الذي يزيد على المدى القصير عند توقع الناس لارتفاع الأسعار، لكن إذا استمر التصخم لفترة طويلة يصبح الإنفاق أكثر حذراً.
- التأثير الكبير على أسعار الفائدة في البنوك المركزية الذي قد تزيد من أسعار الفائدة لديها للحد من التضخم، وهذا مايؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض ويقلل من الطلب على القروض ممايؤثر على النمو الاقتصادي.
- توزيع الدخل والثروة حيث يؤثر التضخم على مختلف الطبقات الاجتماعية، لكن الفئات ذات الدخل الثايت ستكون من الفئات التي تعاني أكثر من غيرها مع عمليات ارتفاع الأسعار.
- يؤدي التضخم أيضاً إلى تشكيل ضغط في زيادة الأحور وهذا مايزيد من تكاليف الانتاج للشركات وبالتالي يؤثر على معدلات التوظيف.
في الختام، نجد أن ارتفاع أسعار المنتجات الشتوية مرتبط بقدرة الأفراد والشركات والحكومات على تفادي أثاره من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات للتي تعمل على الحد من أثار التضخم على المستهلكين، إضافة إلى نشر حالات الوعي للكثير من الأسر عن كيفية حساب مصاريفهم اليومية والشهرية ومحاولة الاستفادة من كل غلوسائل التي تعمل على توفير المال والوقود والطاقة لحين انتهاء فصل الشتاء، كل هذه النقاط وغيرها ستمنح الشخص القدرة على التعايش مع هذا الفصل البارد بكل راحة وأمان.