تعد الثقافة المالية واحدة من أهم الأفكار التي يجب تبنيها وأخذها بعين الاعتبار ومحاولة تدريسها للطلاب من المراحل الأولى وحتى الجامعات لما تحمله من أهمية وفوائد في حياتنا اليومية، حيث يمكن القول بأنها تهذب النفوس مادياً وتجعل من الفرد مدركاً لحقيقة مايدور حوله.
يعتبر هذا النوع من الثقافة من المهارات التي يجب تعلمها لتجنب الوقوع في المشاكل التي يمكن أن تواجه أي شخص في حياته اليومية، فهي تعتمد بشكل كلي على مقدار ما تجنيه من أموال وكيفية تقسيمها لصرفها في المكان الصحيح ومحاولة الادخار منها، أي بمعنى أخر تعلم اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب لتجنب الوقوع في حالة الارتباك المالي.
لذلك سنتناول في هذا المقال من إيكونومتريك تعريف وأهمية هذه الثقافة وفوائدها وتبيان أهميتها لفئة من هذا المجتمع وهي المراهقين، لذلك ابقى معنا وتعرف على كل مايهمك حول هذا الموضوع الهام.
أهمية الثقافة المالية للمراهقين:
تعتبر الثقافة المالية في سن المراهقة مهمة جداً بالنسبة للشباب لأنها تساعدهم على تطوير مهاراتهم في إدارة الأموال إضافة إلى اتخاذ القرارات المالية الحكيمة في الوقت المناسب، وهذا يمكنهم من:
- حماية الشباب من وصولهم إلى مرحلة الديون وتعلم كيفية الادخار.
- وضع أهداف مالية لهم طويلة الأمد تساعدهم في خططهم المستقبلية.
- تطوير عادة التفكير المالي المسؤول لديهم.
إن تعلم هذه المهارات في سن مبكرة لهؤلاء الشباب يضعهم على الطريق الأمثل للاستقلال المالي والأمان في المستقبل، لذلك ومن هذا المنطلق سنقوم بشرح النقاط الرئيسية حول الثقافة المالية كالأتي:
تعريف الثقافة المالية:
الثقافة المالية هي عبارة عن مجموعة المهارات وكمية المعرفة اللازمة لفهم المفاهيم المالية بحيث تمكن الأفراد من اتخاذ القرارات المستنيرة والفعالة فيما يخص الشؤون المالية، فهي تتمحور حول الجوانب المختلفة للتمويل الشخصي بما في ذلك إعداد ميزانية والادخار والاستثمار والاقتراض وإدارة الديون، إضافة إلى فهم المنتجات المالية مثل القروض والتأمين، كما أنها تدخل في فهم العوامل الاقتصادية التي تؤثر على القرارات المالية للأفراد.
قد يهمك: الاستثمار في الاقتصاد المستدام: الفرص والتحديات
أهمية الثقافة المالية:
تكمن أهمية هذا النوع من الثقافة في قدرة الفرد على إعداد ميزانية عامة لنفسه وتحديد كمية الأموال التي يجب أن يدخرها، وإمكانية سحب قرض معين ودراسة مدى تأثير هذا القرض على ميزانيته العامة، لذلك يمكن تلخيص الفوائد العامة للثقافة المالية بما يلي:
- تساعد على تخفيض التوتر والقلق التي يمكن أن يصاب به أي شخص.
- اتخاذ قرارات مالية صحيحة وفي الوقت المناسب، من خلال فهم الحقائق المالية والمفاهيم الأساسية التي تتعلق بالتمويل.
- تعلم مفاهيم مالية الاستثمار والميزانية وإدارة الديون والادخار.
- تساهم الثقافة المالية في زيادة الدخل وتحقيق الأهداف المالية بشكل أسرع.
- بناء مستقبل مالي أمن من خلال تجنب الضغوطات المالية.
- السيطرة الكاملة على الحياة المالية للفرد وبالتالي على المجتمع.
قد يهمك: التحول الرقمي في القطاعات المالية غير المصرفية
مبادئ الثقافة المالية:
تمتلك الثقافة المالية 4 مبادئ رئيسية تشكل أساس الثقافة المالية والتي تساهم في اتخاذ قرارات صحيحة فيما يخص إدارة الحياة المالية للأشخاص، تتمثل تلك المبادئ بما يلي:
- الوعي المالي:أي تعلم ثقافة المال بمعنى معرفة مختلف الحقائق والمفاهيم والمصطلحات المالية الأساسية، ومتابعة كل الأخبار والمتغيرات المالية في الأسواق.
- التخطيط المالي: وهي عبارة عن تعلم كيفية وضع أهداف مالية واقعية ومحددة وإعداد خطط لتحقيق تلك الأهداف بناء على الدخل والنفقات و المدخرات والاستثمارات.
- الإدارة المالية: هي عبارة عن تنفيذ الخطة المالية التي وضعت من قبل الشخص ومتابعة تنفيذها والالتزام بها والقيام بتعديلها عند الحاجة، إضافة إلى التحكم في النفقات والديون والمخاطر العامة.
- الحماية المالية: هي عملية حماية الأموال والأصول من الخسائر والمخاطر التي يمكن أن تواجهها إضافة إلى حمايتها من عمليات النصب والاحتيال والحصول على الضمانات القانونية اللازمة لذلك.
قواعد الثقافة المالية:
تمتلك الثقافة المالية العديد من القواعد والإرشادات التي تساعد الأشخاص على كيفية اتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة التي تضمن الأمان المالي لهم، ومن بين هذه القواعد مايلي:
- البداية المبكرة: وتعني تعلم أسس الثقافة المالية في وقت مبكر وهذا مايعود على الشخص بالفائدة سواء في زيادة الثروة أو تطوير العادات المالية الجيدة.
- وضع أهداف واقعية: تعد طريقة تعلم وضع الأهداف الواقعية للمستقبل من الأمور المهمة التي يجب تعلمها لتحقيق التقدم المالي، لكن وضع أهداف غير واقعية يعود على الشخص بالخسائر الفادحة إضافة إلى إضاعة الوقت، لذلك يجب وضع الأهداف بناءً على الدخل الخالي مع تحديد النفقات والقدرة على تحمل المخاطر.
- المرونة في تعديل الاستراتيجية المالية: الحياة مليئة بالتقلبات والمتغيرات لذلك يجب على الشخص أن يتحلى بالمرونة لتغيير خططه المستقبلية وتعديل الميزانية الخاصة بالشخص وهذا مايفيد في التغلب على جميع المتغيرات والتقلبات التي قد تضعف الوضع المالي إضافة إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الفرص التي قد تتاح لك.
- طلب المساعدة: إن تعلم كيفية وضع الخطط والاستراتيجيات ليس بالأمر السهل لذلك يجب على الشخص طلب المساعدة من المتخصصين في ذلك ومحاولة دراستها وفهمها من خلالهم، كما أن التحدث مع أفراد العائلة مثلاً حول وضع مادي معين قد يفتح لك المجال حول أفكار معينة كنت غائباً عنها.
في الختام، نجد أن تعلم الثقافة المالية واجب على كل شخص ليتعلم كيفية إدارة أمواله ومحاولة الموازنة بين مصاريفه وكمية الأموال الواردة إليه من خلال الخطط التي تم وضعها من قبله، إضافة إلى تعلمه كيفية حماية أمواله من عمليات النصب والاحتيال، وكل هذه النقاط تضع المراهق أو أي فرد من أفراد المجتمع في طريق الاستقلال المالي الصحيح.