تعد التجارة الإلكترونية شكل من أشكال الثورة التكنولوجية التي حدثت في قطاع المعلومات والاتصالات، حيث باتت عملية البيع والشراء عن طريق الإنترنت من الأمور اليسيرة والتي توفر الكثير من الوقت والجهد على الأشخاص.
تم اعتماد هذا النوع من التجارة من قبل أصحاب المحلات والمنتجات وعدد كبير من شركات التجارة الحالية بما فيها شركة أمازون التي تقوم ببيع كل شيئ على الإنترنت، كل هذا التقدم التكنولوجي أدى إلى شركات متاجر إلكترونية.
ما المقصود بمصطلح التجارة الإلكترونية؟ ما هي أنواعها؟ ما علاقتها مع الاقتصاد المحلي؟ إبقى معنا في هذا المقال من موقع إيكونومتريك لمعرفة الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها العديد.
التجارة الإلكترونية: كيف غيرت مفهوم التجارة التقليدية:
يشير مفهوم التجارة الإلكترونية (e-commerce) إلى عمليات البيع والشراء التي تشمل العديد من الخدمات والمنتجات ومختلف الأنشطة التجارية التي تُنفَّذ عبر الويب، ابتداءً من المواقع المتخصصة بأمور البيع بالتجزئة الإلكترونية حتى التجارة الإلكترونية بين الشركات، بالإضافة إلى المزادات الإلكترونية، إذاً بذلك يتم الاستغناء عن المتاجر التقليدية والاستعاضة عنها بالتسوق والبيع عبر الإنترنت.
بالانتقال إلى تعريف التجارة الإلكترونية يمكننا القول أنها الطريقة الحديثة المتبعة في التبادل التجاري الذي يعتمد على استخدام الوسائط الرقمية من أجل تحقيق التفاعل بين المشتري والبائع، الأمر الذي يختصر الكثير من الجهد والوقت وتوسيع نطاق الخدمات والمنتجات، وفيما يلي سنذكر لكم بعض العمليات والمجالات التي يدخل بها هذا النوع من التجارة:
- معلومات متعلقة بالبضائع والسلع والخدمات.
- عقد الصفقات وإبرام العقود.
- تقديم الدعم الفني للمشتريات التي يحصل عليها الزبون.
- التفاوض بين المشتري والبائع.
- تبادل البيانات الكترونياً مثل الفواتير الإلكترونية وكتالوجات الأسعار والتعاملات المصرفية وغيرها العديد.
- ترويج البضائع والسلع والخدمات.
استكشاف أنواع التجارة الإلكترونية: نماذج وأنماط متطورة:
من الجدير بالذكر أن هذه التجارة لا تقتصر على عمليات البيع والشراء بين البائع والمشتري، بل تنقسم إلى 5 أنواع رئيسية سنوضحها لكم فيما يلي:
الشركات مع الشركات:
يحدث هذا النوع من التجارة بين الشركات فيما بينها أو بين المؤسسات مع بعضها بهدف تبادل المنفعة والمنتجات أو تبادل التسويق الإلكتروني الأمر الذي يعود بالفائدة من حيث المبيع على كلا الشركتين، من الجدير بذكره أن هذا النوع من التجارة يشكل حوالي 85% من مجال التجارة الإلكترونية، ولتوضيح الأمور بشكل أفضل سنطرح لكم مثلاً وهو شركة ديل للحواسيب المحمولة التي تعمل على بيع منتجاتها من الأجهزة إلى الشركات الأصغر بهدف تسويقها وبيعها لها.
الشركات مع العملاء الأفراد:
ينتشر هذا النوع من أنواع التجارة الإلكترونية بين العملاء والمستهلكين، فهو قائم على عرض المنتجات بالسعر للمستهلك من قبل الصفحات الإلكترونية الرسمية للشركات أو مواقعها الخاصة، ليصل بذلك إلى المستهلك الذي سيقوم بقراءة بيانات هذا المعلومات المتوفرة حول هذا المنتج وشرائها، ثم تسديد ثمنها وفقاً لما هو محدد في تفاصيل العرض، ومن الجدير بذكره أن هذا النوع يشمل جميع المنتجات من طعام وملابس وأدوات منزلية وأجهزة إلكترونية وغيرها العديد من المنتجات، ويعد سوق دوت كوم وموقع أمازون خير دليل على ذلك.
المستهلك مع المستهلك:
يقوم هذا النوع من التجارة بين شخصين بدون وجود شركة رسمية أو طرف رسمي، أي أن هذا النوع قائم على التجارة الشخصية أو الذاتية، فقد يقوم أحد الأشخاص بشراء منتج ما بسعر مخفض، ثم يقوم بالترويج له عبر صفحة أو مجموعة بهدف تحصيل نسبة ربح بسيطة، ومن الجدير بذكره أن هذا الأمر لا يتطلب التحدث باسم الشركة المالكة أو أخذ موافقتها، مع العلم أنه ليس من الضروري أن يكون أحد الأشخاص بائع أو يمتهن البيع، إلا أن ما يعيبه هو غياب الرسمية الضامنة لذلك تزيد به حالات الاحتيال والنصب.
المستهلك مع الأعمال:
هنا تكون التجارة عكسية حيث يقوم المستهلك بعرض منتجاته للبيع على البائع، يظهر هذا النوع من التجارة في العمل الحر عن بعد أو المشاريع الشبابية الحرة، حيث يلجأ المستهلك إلى تصميم منتج خاص به أو القيام بمشروع شخصي، وتعد الأعمال اليدوية خير مثال على ذلك، حيث يقوم الفنان ببيعها لأصحاب المحلات والمصانع والمعارض، كما يلجأ إليها مصممو الجرافيك حيث يقومون بعرض أعمالهم على منصات التواصل الاجتماعي ليقومون فيما بعد بتصميم شعار لمنتج أو شركة وفقاً لطلبها.
المستهلك من الإدارة أو الإدارة الحكومية:
يختص هذا النوع من أنواع التجارة الإلكترونية بالتعاملات الإلكترونية الحكومية، وتم اعتماده بشكل كبير في الآونة الأخيرة من قبل الحكومات التي تسعى لتطوير النظام الإلكتروني الخاص بهم، فهو يقدم العديد من الخدمات الرئيسية كملئ البيانات الرسمية وتسديد الفواتير والاطلاع على القرارات والأخبار الرسمية
كيف تسهم التجارة الإلكترونية في تعزيز الاقتصاد المحلي؟
تعد العلاقة بين التجارة الإلكترونية والاقتصاد المحلي من أبرز الأمور التي جعلت الحكومات تولي هذا النوع من التجارة اهتماماً خاصاً، وفيما يلي سنذكر لكم أبرز آثار هذه التجارة على الاقتصاد المحلي:
- تتيح أمام الشركات المحلية إمكانية الوصول إلى أسواق جديدة خارج الحدود الجغرافية، وذلك من خلال فتح الآفاق أمام هذه الشركات نحو جمهور وأسواق لم تكن قد توقعت أن تصل إليه، أي الاستغناء عن فكرة التسويق التقليدي الذي كان يتطلب قيام الشركة بتسويق خدماتها أو منتجاتها عن طريق مقراتها الرئيسية والفرعية حصراً، أما عرض هذه المنتجات على مواقع ومنصات التجارة الإلكترونية ستتمكن من الوصول إلى جمهور عالمي.
- خلق وظائف وفرص عمل جديدة في عدة مجالات أبرزها: (التسويق الرقمي، تكنولوجيا المعلومات، خدمات العملاء)، عن طريق فتح أسواق محلية ودولية جديدة أمام الشركات، الأمر الذي يؤدي إلى توفير المزيد من فرص العمل.
- يعد هذا النوع من التجارة أحد البيئات المثالية المشجعة على الابتكار وريادة الأعمال، حيث يستطيع أي فرد تصميم متجر إلكتروني والبدء بمشروعه الخاص دون الحاجة إلى تكاليف عالية.
- دعم الصناعات المحلية عن طريق تشجيع الطلب على المنتجات المحلية، كما تتيح الفرصة أمام الشركات للاستفادة من القنوات الرقمية في تسويق المنتجات والاستغناء عن الحاجة إلى الوسطاء والعملاء.
التجارة الإلكترونية: دورها الحيوي في تعزيز اقتصاد الأعمال الحديث:
تتجلى الآثار الإيجابية للتجارة الإلكترونية على اقتصاد الأعمال في عدة أعمال سنذكر أبرزها فيما يلي:
- توسيع دائرة السوق المحلي والتوجه نحو الأسواق العالمية، لأن التسويق عبر الإنترنت يؤدي حتماً إلى وصول المنتج لأكبر عدد ممكن من الأفراد المستهلكين، كما تجلت فوائدها على الشركات التي تبنتها في عدة جوانب أبرزها (تقليص أوقات دورات الإنتاج، إنقاص المخزون، تخفيض فترات التوريد).
- تفعيل فكر المنافسة الكاملة في السوق وتحسين درجة التنافسية ضمن الأسواق الإلكترونية.
- التقليل من تكاليف العمليات التجارية عن طريق زيادة تنسيق الأعمال وتحسين وتدفق المعلومات، كما أنها تساعد مؤسسات الأعمال في تنسيق مهاراتها ومواردها واستراتيجيتها من خلال تكوين علاقات طويلة المدى.
- التحكم الجيد في إدارة المخزون الأمر الذي يؤدي إلى تقليص الدورة التجارية بنسبة كبيرة.
أهمية التجارة الإلكترونية في تشكيل الاقتصاد المحلي والعالمي:
تحدثنا في الفقرة السابقة عن دور التجارة الإلكترونية على الاقتصاد المحلي، أما دورها في الاقتصاد العالمي فيكمن في زيادة التجارة الخارجية وبشكل خاص الصادرات الأمر الذي يسهل الوصول إلى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى عقد صفقات تجارية دون أية قيود، كما تعمل هذه التجارة على تحسين تجارة الخدمات بين الدول، هذا القطاع الذي يشكل نسبة 60% من إجمالي الإنتاج العالمي، فالتطور في التقنيات أزال المسافات الجغرافية.
في الختام، تعد التجارة الإلكترونية من أبرز أنواع التجارة التي أدت إلى إحداث الكثير من الفائدة والتطور في مختلف مجالات الحياة، بما فيها خلق المزيد من فرص العمل وبشكل خاص للأشخاص من ذوي الاحتياجات، كل ما تتطلبه هو بعض التدريب والقدرة على التعامل مع تطبيقات التجارة الإلكترونية.