تعد أسواق المال الناشئة أحد أبرز نتائج التطورات التي جاءت نتيجة التطور والنمو في الحجم بعد معناة من حالة الركود لمدة زمنية محددة، ينطبق هذا المصطلح على الأسواق التي تم إنشاؤها حديثاً أو البورصات التي مارست نشاطها منذ مدة زمنية بعيدة في دول العالم الثالث ولم تسهم في تحسين اقتصادها.
تتمتع الأسواق المالية الناشئة بامتلاك مجموعة كبيرة من المؤهلات التي تتيح لها القدرة على مواصلة النمو والتطور وزيادة فعالية أدائها الاقتصادي ودرجة كفاءتها بهدف تحويلها إلى مصدر جذب لرؤوس الأموال الدولية والمحلية.
ما المقصود بمصطلح الأسواق الناشئة؟ ما هي خصائصها؟ ما هي أبرز الدول التي تندرج تحت هذا المسمى؟ كيف يتم الاستثمار بها؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في السطور التالية من إيكونومتريك، إبقى معنا.
نبذة تعريفية حول أسواق المال الناشئة:
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن الأسواق المالية الناشئة أو كما تُعرَف بالأسواق النامية هي تلك الأسواق الموجودة في الدول المتوسطة والمنخفضة النمو والتي بدأت عمليات التطور والتغير الاقتصادي فيها بشكل تدريجي استناداً إلى قدرات متنوعة تساعدها في مواصلة التقدم والنمو، تتألف هذه الأسواق من 5 مكونات رئيسية هي: (دور وحجم القطاع الخاص، دور مصادر التمويل البديلة، الإطار التنظيمي والتشريعي الذي يحكم الاستثمار الأجنبي والمحلي، إمكانية وصول المستثمرين الأجانب إلى السوق، الوضع المؤسسي والإفصاح والإشراف والترتيبات القائمة)، تابع معنا السطور التالية لمعرفة المزيد من المعلومات المتعلقة بها.
خصائص الأسواق الناشئة:
تتسم الأسواق المالية الناشئة بعدة خصائص توضح ماهيتها، والتي سنوضحها لكم في النقاط التالية:
- دخل الفرد فيها يكون أقل من المتوسط.
- النمو السريع الذي يجعلها تتحول بشكل سريع من الاقتصاد التقليدي القائم على تصدير المواد الخام والزراعة إلى اقتصاد معتمد على الصناعات، بالإضافة إلى التكيف مع انفتاح الأسواق العالمية.
- التقلبات العالية التي تحدث بسبب عدة عوامل وهي: العوامل الخارجية التي من شأنها التأثير على الاسعار بشكل كبير، الكوارث الطبيعية، واضطرابات السياسة الداخلية.
- لا تمتلك الأسواق الناشئة سجل يدعم الاستثمار الأجنبي المباشر، مع صعوبة الحصول على المعلومات المرتبطة بالشركات المقيدة ضمن سوق الأسهم.
- العديد من دول الأسواق الناشئة تركز جهودها على استراتيجية التصدير مع عدم وجود حاجة داخل بلادهم، لذلك يقومون بإنتاج سلع وبضائع بتكلفة قليلة ومن ثم تصديرها إلى الدول المتقدمة.
خطوات الاستثمار في أسواق المال الناشئة:
إذا كنت ترغب في الاستثمار ضمن الأسواق الناشئة عليك اتباع الخطوات التالية:
- قم بدايةً بفتح حساب وساطة أو استخدم تطبيق استثمار.
- قم بتحديد استراتيجيتك من خلال تحديد نوع الاستثمار (مجموعة متنوعة من الأصول أو السندات أو الأسهم)، ثم تحديد نوع العرض الذي ترغب باكتسابه سواء كان ضمن بلد أو قطاع معين أو نطاق أوسع.
- عليك الآن إجراء صفقاتك باستخدام حساب تداول الأسهم عن طريق المشتقات المالية أو استخدام حساب الاستثمار الأسهم.
طرق الاستثمار في الأسواق الناشئة:
من الجدير بذكره أن الهدف من الأسواق المالية الناشئة هو الحصول على عوائد كبيرة مع التعرض لمخاطر أكبر، لذلك إذا كنت ترغب في الاستثمار ضمن هذه الأسواق عليك معرفة الطرق التي تساعدك في ذلك، وهي كالتالي:
- أسهم الأسواق الناشئة: حيث تتمثل هذه الطريقة في شراء الأسهم أو تداول الأسهم ضمن الدول ذات الاقتصادات النامية بشكل سريع، حيث يتم تداول بعض هذه الأسهم ضمن البورصات الأمريكية عن طريق أوراق الإيداع الأمريكية المالية.
- صناديق الأسواق الناشئة: والتي تعد من الخيارات المثالية أمام الأشخاص الذين يرغبون في التنويع، حيث يوجد لدينا الاستثمار ضمن الصناديق المتداولة في البورصة أو صناديق الاستثمار المشتركة ضمن الأسواق الناشئة، كما يمكنك شراء صندوق يعمل على الاستثمار بشكل واسع ضمن الأسواق المالية الناشئة، بالإضافة إلى ذلك تستطيع الاستثمار ضمن صندوق يوفر التعرض لشريحة أو بلد معين من الأسواق المالية.
- صناديق الاستثمار العقاري التي تعد خياراً مثالياً للأشخاص الراغبين بالاستثمار في العقارات داخل الأسواق الناشئة اقتصادياً.
أبرز الأسواق المالية الناشئة الكبرى:
تشير العديد من الدراسات إلى أن أسواق المال الناشئة الكبرى ستلعب دوراً بارزاً في تغيير أوجه الاقتصاد العالمية، كما أنها من ضروريات تحسين حقوق الإنسان ووقف انتشار النووي والتعاون البيئي، لذلك سنذكر لكم فيما يلي أكبر الأسواق المالية الناشئة:
- المكسيك وهي أحد الجمهوريات الدستورية الفدرالية الموجودة في أمريكا الشمالية، يزيد عدد سكانها عن 112 مليون نسمة، كانت من أوائل الدول النامية التي انضمت إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وأصبحت في وقتنا الراهن من أكثر الدول التجارية انفتاحاً.
- البرازيل أحد الجمهوريات الرئاسية الفدرالية الموجودة في أمريكا الجنوبية، لعبت دوراً بارزاً في المفاوضات التجارية العالمية، كما أنها من الدول المؤيدة لعدم انتشار النووي.
- جمهورية جنوب أفريقيا التي تشكل ما يزيد عن 45% من الناتج الكلي المحلي لقارتها، فهي تمتلك بنية تحتية متينة وصناعات متقدمة، كما تعد من أكثر الاقتصاديات تقدماً وتطوراً في أفريقيا.
- تركيا وهي جمهورية رئاسية واقعة في منطقة الشرق الأوسط، تساعدها خبرتها الاقتصادية وسوقها الضخمة في أن تخلق لها مركزاً اقتصادياً للمنطقة.
- بولندا وهي أحد دول أوربا الشرقية، أحد أبرز الدول التي سعت إلى خصخصة اقتصادها وترتيب مواردها المالية، كما أصبحت شريكاً تجارياً هاماً للشركات الأمريكية.
بالإضافة إلى الأسواق الناشئة التي ذكرناها لا يمكننا أن أن ننسى (إندونوسيا، الصين، كوريا الجنوبية، الهند، الأرجنتين).
في الختام، يمكننا القول أن أسواق المال الناشئة تشكل فرصةً مميزة للحصول على عوائد مرتفعة ونمو استثماري سريع، ويعد الاهتمام العالمي المتزايد والابتكارات في القطاعات المالية من العوامل التي جعلت هذه الأسواق عامل جذب للكثير من المستثمرين الراغبين بتحقيق مكاسب مستدامة.