حصلت العديد من التغيرات الاقتصادية بعد الجائحة حيث يمكن القول أن الفترة الزمنية قبل الجائحة ليست كما قبلها، شهدت جميع القطاعات حول العالم تغيرات كثيرة سواء أكانت من ناحية الأسعار أو حتى النقص في المواد والسلع الاستهلاكية في فترة الجائحة ويعود ذلك إلى النقص في اليد العاملة أو نقص في التوريدات بسبب الحظر الذي فرض على الجميع.
يتأثر الاقتصاد العالمي بالكثير من الظروف التي يمكن أن تمر بها البلاد، سواء أكانت حروب أو أمراض أو أي مشاكل عالمية، لكن الصعوبة تكمن في القدرة على التعافي من هذه الحالات التي يمر بها البلاد، إذا تحتاج إلى فترة زمنية طويلة إضافة إلى تطبيق استراتيجيات مدروسة تضمن وصول الشركات والمؤسسات إلى المرحلة التي كانت عليها قبل وقوع الحوادث.
سنتطرق في هذا المقال حول أهم التغيرات التي حدثت بعد جائحة كوفد 19، ذلك المرض الفتاك الذي أودى بالملايين من الأشخاص حول العالم، تابع معنا هذا المقال من إيكونومتريك وتعرف على أهم تلك التغيرات.
أهم التغيرات الاقتصادية بعد الجائحة: القطاعات المتضررة والفرص الناشئة:
أثرت جائحة كوفد 19 على العالم بأثره، حيث تراوحت هذه التغيرات بين تحديات واسعة النطاق على الأفراد والشركات وفرص جديدة ظهرت للتكيف مع الوضع الجديد، كما برزت تلك التغيرات على جميع القطاعات الاقتصادية حول العالم، ومن بين تلك القطاعات مايلي:
- الأسواق المالية: شهدت هذه الأسواق تغيرات واسعة النطاق سواء أكانت في سوق الأسهم أو السندات أو السلع، كما قامت بالتأثير على أسعار النفط والذهب الخام، كما قامت بالتأثير على حركة الاستيراد والتصدير في جميع بلدان العالم.
- الصناعة: تأثرت الصناعة على مستوى العالم أثناء جائحة كورونا وبعدها حيث انخفضت مثلاً مبيعات السيارات في العديد من الشركات العالمية كما اضطرت العديد من المصانع إلى الإغلاق مثل شركتي بوينج وإيرباص.
- الفنون والترفيه والرياضة: تأثر هذا القطاع بشكل كبير حيث أدت عمليات الحظر إلى جلوس الناس في منازلهم وعدم مزاولة نشاطاتهم اليومية من رياضة وغيرها، إضافة إلى إلغاء العديد من المراسم والمناسبات العالمية.
- السينما: أغلقت العديد من دور السينما خلال فترة الجائحة وهذا ما انعكس سلباً على شركات تصنيع الأفلام وذلك بسبب الحظر، لكن في الوقت نفسه ارتفعت أسهم البث التلفزيوني.
- قطاع التجزئة: شهدت محلات التجزئة في جميع أنحاء العالم زيادة في طلب المنتجات وخصوصاً الغذائية، وهذا ما أدى إلى رفوف خاوية في أغلب المحلات، وهذا ما انعكس يلباً على أسهم تلك الشركات، لكن في الوقت نفسه ازدادت أرباح أسهم التجارة الإلكترونية وأصبحت هذه التجارة هي الأكثر أماناً بالنسبة للكثيرين حول العالم.
- المطاعم والمقاهي: أثرت جائحة كورونا على هذا القطاع بشكل كبير حيث أغلقت العديد من المطاعم أبوابها بسبب الحظر الذي فرض على الناس في ذلك الوقت، واقتصر عملها على خدمات التوصيل إلى المنازل.
- السياحة: تأثر قطاع السياحة بشكل واسع خلال فترة الجائحة ويعود ذلك إلى القيود الصارمة التي وضعت في المطارات وحالات الحظر التي فرضت على السكان في جميع أنحاء العالم.
ومن خلال هذا الشرح البسيط يتبين لنا أن هذا الوباء أثر في الاقتصاد من خلال 3 محاور رئيسية وهي كالتالي:
- التأثير على جانب العرض ويعود ذلك إلى حالات العزل والحظر التي فرضت من الدول على السكان في جميع أنحاء العالم.
- التأثير على جانب الطلب وهذا ما يرتبط بشكل وثيق بقدرة الفرد على الشراء وقد ظهر بشكل كبير خلال فترة وياء كورونا.
- التأثير على جانب الإمداد والتجارة: تعتبر عمليات استيراد أو تصدير المواد الأولية أو حتى نصف المصنعة أو المصنعة هي المحرك الأول للاقتصاد حول العالم، لذلك ومع تفشي الجائحة توقفت هذه الحركة وبدأت الكثير من المعامل باقفال أبوابها وذلك بسبب الحظر والتباعد الاجتماعي.
التحديات والفرص التي فرضتها التغيرات الاقتصادية بعد الجائحة: إدارة الأزمات:
انتشرت خلال فترة كورونا التجارة الالكترونية بشكل كبير وملفت للغاية، وهذا ما أدى إلى ظهور فرص جديدة للشركات للبدء في مرحلة التعافي، لكن في نفس الوقت ظهرت مشاكل وتحديات أخرى تتمثل في البطالة والتضخم الذي أصاب الاقتصاد العالمي، لذلك كانت الاستدامة هي الهدف الرئيسي للكثير من الشركات حول العالم للقيام بمرحلة التعافي.
دور الحكومات في التغيرات الاقتصادية بعد الجائحة: إجراءات وسياسات:
قامت الحكومات في جميع بلدان العالم بالتخطيط ووضع استراتيجيات هدفها الرئيسي هو التخلص من جميع الآثار السلبية التي لحقت بالاقتصاد أثناء تفشي كوفي 19 حيث تتمثل هذه الإجراءات بتقديم مساعدات مالية للشركات والأفراد، وتخفيض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتراض والاستثمار والعمل جنباً إلى جنب وبكل الوسائل المتاحة للنهوض بالواقع الاقتصادي للبلاد إلى ماكان عليه قبل الجائحة.
في النهاية، نستطيع القول بأن التغيرات الاقتصادية بعد الجائحة بدأت تأخذ مسارها الصحيح في جميع القطاعات، ويعود ذلك إلى الاستراتيجيات الصحيحة والخطط الجديدة التي وضعت للتخلص من تلك الآثار السلبية، لكن في نفس الوقت أظهرت أهمية الابتكار والتكيف في مواجهة الأزمات المختلفة، لذلك يمكن القول بأن الاقتصاد العالمي يتجه نحو مستقبل يتسم بالمرونة والاستدامة، مما يمهد الطريق لفرص جديدة في مختلف القطاعات.