يعتبر الاقتصاد التشاركي واحداً من مواليد العملات الرقمية حيث شكل وجوده خطراً على الاقتصاد التقليدي للذي يتمثل بامتلاك الأشخاص أو الشركات للمال وبالتالي امتلاكهم العديد من الأشياء، غير هذا النوع من الاقتصاد الجديد هذا المفهوم وقلبه رأساً على عقب وعمل على تشاركية الأشياء والمال بين الأشخاص لتحقيق الفائدة للجميع.
يعتبر الاقتصاد بشكل عام المحور الرئيسي لنجاح الشخص أو المجتمع أو الدولة حيث يقوم القائمين عليه بالتركيز على نجاح أي صفقة تجارية ومحاولة وضع رأس المال في مشاريع تدر أرباح منتظمة وغير منتظمة لتشارك في بناء المجتمع وبالتالي تحقيق حياة كريمة للأشخاص الذين يعيشون في ذلك المجتمع.
سنقوم من إيكونوم تريك بتسليط الضوء على أهم النقاط التي تشغل بال الكثير من الأشخاص والمستثمرين حول هذا النوع من الاقتصاد، لذلك سنحاول وضع الاجابات المرضية عن جميع التساؤلات التي تشغل بالكم، إبقى معنا لنتعرف سوياً على هذا النوع الجديد من الاقتصاد.
مفهوم الاقتصاد التشاركي: التعريف وأبرز معالمه:
يمكن تعريف الاقتصاد التشاركي بأنه أحد أبرز الاتجاهات الحديثة التي تحدد كيفية استهلاك الأشخاص للموارد إضافة إلى تبادل الخدمات، حيث يعتمد هذا النوع من الاقتصاد على مبدأ المشاركة والتعاون بين الأفراد لتلبية احتياجات جميع الأطراف مع تأمين الشعور بالرضا لكافة المستفيدين من هذا النظام الجديد.
انتشرت في الآونة الأخيرة نماذج تطبيقات الإقراض التي تتيح للمستخدمين إقراض المال لبعضهم البعض بمعدلات فائدة ورسوم أقل بكثير من بطاقات الإئتمان أو القروض المصرفية التي كانت منتشرة بشكل كبير، وفي هذه الحالة يحصل المستثمر على أرباح مرضية وبنفس الوقت يحصل المقترضون على أسعار أكثر تنافسية وتحقيق عامل الرضى لهم.
بهذا النوع الجديد من الاقتصاد توقع الخبراء زيادة في نموه وانتشاره حيث من المتوقع أن يزيد حجم القيمة الاجمالية للاقتصاد التشاركي عن 600 مليار دولار أمريكي مع نهاية عام 2027 حيث كان في 2021 مايقارب 113 مليار دولار.
أبرز الأمثلة على تطبيقات الاقتصاد التشاركي في العالم:
يوجد العديد من الأمثلة القائمة على مبدأ الاقتصاد التشاركي حيث نالت شهرة واسعة وحققت نتائج مرضية للمستثمرين ومن بين أبرز شركات الاقتصاد التشاركي مايلي:
1- شركة Airbnb: تعد هذه الشركة واحدة من أشهر شركات الاقتصاد التشاركي التي نشأت في عام 2008، حيث تعمل هذه الشركة على توفير فرص إقامة فريدة ومتنوعة وبأسعار معقولة.
2- شركة Uber: تأسست شركة أوبر في عام 2009، حيث كان الهدف من إنشاء مثل هذه الشركة إحداث ثورة في صناعة سيارات الأجرة التقليدية من خلال ربط المسافرين بالسائق نفسه حيث يتم ذلك من خلال تطبيق جوال سهل الاستخدام.
3- شركة Taskrabbit: تعمل هذه الشركة على ربط الأشخاص الذين يحتاجون إتمام مهام معينة بالأشخاص ذوي الخبرة في نفس المجال، مثل أعمال التنظيف والتنظيم وتجميع الأثاث.
قد يهمك: التجارة الإلكترونية الصغيرة: الفرصة الذهبية للشركات الناشئة
4- شركة Turo: هي عبارة عن شركة تقوم بعملية تأجير السيارات بين الأشخاص، الأمر الذي يسمح بكسب المزيد من الأموال لأصحاب تلك السيارات وتحقيق استثمار جيد لهم وبنفس الوقت توفير المال للأشخاص الذين قاموا باستئجار تلك السيارات.
5- شركة Upwork: تعمل هذه الشركة على توفير فرص للأعمال الحرة مثل تصميم الجرافيك وتطوير صفحات الويب وكتابة المحتوى إضافة إلى التسويق الرقمي.
مزايا وعيوب الاقتصاد التشاركي: نظرة شاملة:
بعد انتشار هذا النوع من الاقتصاد حاز على مجموعة من المزايا والعيوب والتي تتمثل بمايلي:
مزايا الاقتصاد التشاركي:
يقوم هذا النوع من الاقتصاد على تقديم خدمات عديدة و سلع بأسعار رخيصة، تحقيق الربح لأصحاب الخدمات المقدمة للأشخاص الذين يحتاجونها، خلق فرص عمل جديدة لفئة كبيرة من الأشخاص حول العالم.
عيوب الاقتصاد التشاركي:
يمتلك هذا النوع من الاقتصاد على عيوب تتمثل بانتهاك خصوصية الأفراد وتهديد الآمان الذي يعيشون به، عدم وجود ضمانات تحمي أصحاب تلك الخدمات، إضافة إلى أن المشاركة مع الأشخاص الآخرين من الممكن أن تخلق بعض المشاكل، خلق وإحداث تشوهات كبيرة في السوق وخصوصاً في مجال السكن في بعض المناطق السياحية.
تأثير الاقتصاد التشاركي على ديناميكية سوق العمل:
يمتلك الاقتصاد التشاركي على مجموعة كبيرة من المزايا من خلال تأمين خدمات يتطلبها العديد من الأشخاص حول العالم وبأسعار معقولة ترضي جميع الأطراف، لكن مع ذلك قد يؤثر هذا النوع من الاقتصاد على سوق العمل، فمثلاً عندما يريد أحد ما السفر من منطقة إلى منطقة أخرى يقوم بالتعامل مع شركة نقل، حيث يقوم بحجز مقعد له مقابل مبلغ مالي معين، بينما إذا اتجه نحو شركات الاقتصاد التشاركي المعنية بالنقل فإنه سيقوم بتوفير مبلغ مالي معين وهذا ماينعكس سلباً على شركات النقل التقليدية.
قد يهمك: كيفية بدء مشروع تجاري صغير:خطوات بسيطة لتحقيق النجاح!
الاقتصاد التشاركي و حياة الفرد: فرص وتحديات:
يقوم الاقتصاد بالتأثير على حياة الفرد بشكل ايجابي، حيث يساعده في ضبط تكاليف وإدارة ميزانية الأسرة من خلال تعليمه كيفية استخدام الموارد المحدودة إضافة إلى كيفية اتخاذ قرارات الاستثمار بشكل جيد، إضافة إلى تسليط الضوء على الخطط المستقبلية ومحاولة تثقيف الفرد بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية اليومية.
دور الاقتصاد في تعزيز التنمية المجتمعية وتحقيق التطور:
يساهم الاقتصاد في تطوير المجتمع بشكل فعال من خلال فهم كيفية توزيع الموارد واستخدامها بالشكل الأمثل، وتبيان نقاط القوة والضعف في المجتمع وخلق فرص استثمار جديدة لأفراد المجتمع وبالتالي خلق مجتمع متطور يعي المشاكل التي يمكن أن تواجهه ويكون على دراية مطلقة وكيفية حلها ومتابعة الحياة بشكل سلس وآمن.
في النهاية، إن انتشار الاقتصاد التشاركي يعد نقلة نوعية في حياة الشخص والمجتمع من خلال خلق فرص عمل جديدة للعديد من الأشخاص وتوفير المال لعدد كبير من الأشخاص الذين يحتاجون أداء خدمات لهم، لذلك وبالرغم من العيوب المحتملة والموجودة لهذا النوع من الاقتصاد إلا أنه يحمل في طياته مزايا عديدة تجعل منه واحداً من أرقى النظم الاقتصادية الجديدة في هذا القرن.