تعد إدارة الموارد الطبيعية في الدول النفطية من أبرز القضايا التي تشغل حيزاً من اهتمام الحكومات في هذه البلدان، فهي تمنح فرصة تحويلية لدعم التنمية، إلا أنها في الواقع موارد ناضبة يجب الحفاظ عليها بشتى الطرق.
تجمع إدارة الموارد الطبيعية التي تقوم على المجتمع بين توليد الفوائد الاقتصادية للمجتمع الريفي وأهداف الحفاظ على الموارد، حيث تفترض أن السكان المحليين سيحافظون على هذه الموارد بناءً على تأثيرها الإيجابي في حياتهم.
ما المقصود بمصطلح إدارة الموارد الطبيعية؟ ما هي الموارد الطبيعية؟ ما هي طرق إدارتها والحفاظ عليها؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في هذا المقال من إيكونومتريك، إبقى معنا.
ما المقصود بإدارة الموارد الطبيعية؟ فهم الأساسيات
تشير إدارة الموارد الطبيعية إلى الحصول على الموارد وتخصيصها، بالإضافة إلى إدارتها، أي تنطوي على التنظيم والتخطيط لاستخدامها كالغاز والنفط والأراضي والمياه بشكل فعال ومستدام، بهدف تلبية احتياجات الوقت الراهن دون إلحاق أي ضرر يؤثر سلباً على احتياجات الأجيال القادمة، أي بما ينعكس على جودة الحياة لأبناء الحاضر والمستقبل، حيث تنطوي الإدارة الجيدة على الاستفادة القصوى من الموارد والحفاظ على البيئة وتقليل الهدر.
توجد العديد من الموارد الطبيعية في الدول النفطية منها ما هو متجدد ومنها ما هو غير متجدد، فالموارد المتجددة يمكن حصادها عدة مرات، فمثلاً: قد نلجأ إلى قطع الأشجار للاستفادة من الأخشاب ثم إعادة زراعتها لنحصدها في وقت آخر، أما الموارد غير المتجددة تُستنفد عند حصادها كالغاز الطبيعي والنفط الخام، لذلك من الجدير بذكره أن نوع الموارد يلعب دور كبير في التأثير على الإجراءات المُتخذة لإدارتها.
تجدر الإشارة إلى أنه توجد العديد من أساليب ومناهج إدارة الموارد الطبيعية حيث تشمل العديد من الأنواع أبرزها ما يلي: (إدارة الموارد الطبيعية المتكاملة، إدارة الموارد الطبيعية القائمة على المجتمع، بالإضافة إلى الموارد الطبيعية التي تقوم على النوع الاجتماعي)، يجب على جميع المناهج على الطريقة التي تعتمد فيها المجتمعات المحلية على الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى أهميتها في نجاح الأنظمة الموجودة فيها، من الجدير بذكره إدارة الموارد الطبيعية تبدأ بتقييم النظام الطبيعي، ثم اتخاذ إجراءات إدارية تمنح الأولوية لصحة النظام البيئي، ثم العمل على حصاد هذه الموارد، في هذا الإطار.
مناهج إدارة الموارد الطبيعية:
سنشرح لكم تصنيف مناهج إدارة الموارد الطبيعية في الدول النفطية وغيرها من الدول تبعاً لحقوق ونوع أصحاب الموارد الطبيعية وأصحاب المصلحة وهي كالتالي:
- الملكية الحكومية: حيث تكون ملكية هذه الموارد والسيطرة عليها من قبل الدول، بحيث تستطيع المجموعات أو الأفراد الاستفادة من الموارد بعد الحصول على موافقة من الدولة مثل: المنتزهات والغابات الوطنية والمحميات العسكرية.
- الملكية الخاصة وهي ملكية تعود لكيان مؤسسي محدد أو فرد، حيث تقع على عاتق المالك جميع الفوائد والواجبات المرتبطة بالموارد، وتعد الأرض الخاصة من الأمثلة على ذلك.
- الملكية المشتركة وهي ملكية تعود لمجموعة من الأشخاص، قد تتباين المجموعة في الطبيعة والبنية الداخلية والحجم، كالغابات المجتمعية.
- الأراضي غير المملوكة وهي أرض لا تعود ملكيتها لشخص محدد، يكون لكل مستخدم الحرية استخدام جزء منها كما يشاء، مثل مصايد الأسماك في البحيرة.
- هجين: وهي الأملاك التي تحكم فيها أنظمة الملكية الموارد الطبيعية على الأجزاء التابعة لأكثر من نظام واحد، الأمر الذي يتطلب النظر في تأثير الأنظمة الهجينة.
ماذا يقصد بالموارد الطبيعية؟
هي الموارد التي تأتي من الطبيعة والخارجة عن سيطرة الإنسان كضوء الشمس والماء والمعادن والزيوت والحيوانات والمحاصيل والخشب ومياه الأمطار وأي كائنات حية أخرى توجد على الأرض بشكل طبيعي ولا يمكن للإنسان أن يصنعها، حيث يتم تصنيف الموارد الطبيعية في الدول النفطية وغيرها من الدول بعدة طرق سنذكر أبرزها فيما يلي:
- التصنيف المكاني الذي يشير إلى المناطق التي تتواجد بها هذه الموارد، حيث تنتشر في مناطق متعددة ويمكن الحصول عليها باتباع خطوات بسيطة، كما توجد موارد أخرى يحتاج استخراجها إلى وجود معدات تسهل من هذا الأمر، علاوة على وجود بعض الموارد التي يستغرق الوصول إليها زمناً طويلاً.
- التصنيف التركيبي الذي يرتبط بالتركيب والتكوين الخاص بالموارد الطبيعية، بالإضافة إلى الجهود التي يبذلها البشر للحصول عليها.
- مصادر عضوية تنتج بفضل تحلل الكائنات الحية على سطح الأرض، ليظهر الغاز الطبيعي والبترول والفحم بعد فترة من الزمن.
- المصادر غير العضوية والتي تعتمد على الأشياء الأخرى، أي تتطلب تدخل التأثير البشري.
- التصنيف الإنتاجي الذي يعتمد على إنتاج المواد الطبيعية، حيث يمكن تقسيمه إلى الموارد المتجددة الموجودة ضمن البيئة وتعمل على تجديد نفسها كالشمس والهواء.
- الموارد الدائمة وهي الموارد الطبيعية الموجودة بشكل مستمر.
ركزت الدول النفطية على ضرورة الحفاظ عليها من أجل الاستفادة منها لمدة زمنية طويلة أبرزها ما يلي:
- المحافظة على الأشجار وزراعتها باستمرار من خلال تجنب إزالتها أو قطعها من الأرض.
- زراعة المحاصيل التي توفر الغذاء للإنسان والحيوان.
- الحفاظ على التربة عن طريق عدم تجريفها وتجنب الحصاد الجائر الذي يؤدي إلى ظهور العديد من المشكلات في التربة.
- تركيز الاهتمام بالزراعة على المنحدرات، وذلك لتجنب الأضرار التي قد يحدثها سقوط الأمطار على التربة.
- تجنب الإفراط في استخدام المعادن لأنها أحد مصادر الطاقة غير المتجددة، بالإضافة إلى التركيز على استخدام المعادن القابلة للتدوير.
- التخلص من نفايات المعادن بطريقة لا تؤدي إلى حدوث تلوث في البيئة.
استراتيجيات إدارة الموارد الطبيعية في الدول النفطية بشكل ناجح:
تتم إدارة هذه الموارد في الدول النفطية وفق استراتيجيات وخطوات تضمن الاستدامة والاستفادة القصوى منها، لذلك سنذكر لكم أبرز هذه الإجراءات فيما يلي:
- تنويع الاقتصاد أي عدم الاعتماد في الحصول على الدخل بشكل كامل على النفط، بل التوجه نحو الاستثمار في القطاعات الزراعية والخدمية والصناعية، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي.
- التخطيط المالي من خلال إنشاء صناديق سيادية بهدف استثمار عائدات النفط ضمن مشاريع تنموية مستقبلية، الأمر الذي يوفر استقرار مالي للأجيال المستقبلية.
- الاستثمار في التكنولوجيا الأمر الذي يعزز كفاءة استخراج هذه الموارد بهدف تقليل التأثيرات البيئية، بالإضافة إلى الابتكار الذي يساهم في تحسين الأداء الصناعي والبيئي.
- التعليم والتدريب المتميز للكوادر المحلية بهدف ضمان تطور القطاع.
- الالتزام بالمعايير البيئية العالمية من أجل تخفيض نسبة التأثير السلبي لاستخراج النفط كالتغير المناخي والتلوث.
الأسئلة الشائعة:
من الموارد الطبيعية المتجددة النفط؟
كلا، النفط من الموارد الطبيعية غير المتجددة، فتشكيلها يستغرق مئات ملايين السنين.
أية دولة تمتلك أكبر قدر من الموارد الطبيعية في العالم؟
تعد روسيا من الدول التي تملك أكبر قد من الموارد الطبيعية وذلك بسبب أراضيها الشاسعة.
في الختام يمكننا القول أن إدارة الموارد الطبيعية في الدول النفطية ليس أمراً يسيراً، إلا أنه ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق التنمية المستدامة، إذ يحتاج هذا الأمر إلى وضع استراتيجيات متكاملة تضمن الوصول إلى مستقبل مستدام ومشرق.
