يعد اقتصاد المعرفة من أبرز القضايا التي حازت على اهتمام واسع من قبل الحكومات في مختلف البلدان سواء المتقدمة أو الناشئة أو النامية، وذلك لما لها من دور كبير في إنتاج الخدمات والسلع على رأس المال الفكري.
تجدر الإشارة إلى أن العولمة هي أحد أبرز التطورات التي أدت إلى اعتماد الاقتصاد العالمي على المعرفة، مع العلم أنه في الوقت التي كرست الدول النامية تركيزها على التصنيع والزراعة، ركزت الدول المتقدمة على الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد على المعرفة.
ما هو اقتصاد المعرفة؟ ما هي عناصره؟ ما دور المعرفة في بناء الاقتصاد؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في هذا المقال من إيكونومتريك، إبقى معنا لمعرفة أهم التفاصيل.
الإقتصاد المعرفي مفهومه وأهميته في التنمية الاقتصادية؟
في البداية لا بد من أن نشير إلى أن اقتصاد المعرفة (Knowledge Economy) هو أحد الأنظمة الاقتصادية القائمة كمية ونوعية البيانات التي يوفرها بهدف تحقيق النمو مع محاولة منح التسهيلات المرتبطة باستخدامها والحصول عليها، بمعنى آخر اقتصاد المعرفة هو اقتصاد الوفرة.
تحتل المعرفة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات دوراً إيجابيا بارزاً في اقتصاد الدول، وتجدر الإشارة إلى أن الدول الأقوى نفوذاً هي التي تتحكم في المعرفة لأن الثروة هي عماد الاقتصاد، كما يعد رأس المال البشري من العناصر الرئيسية في تطبيق اقتصاد المعرفة ورفع مستوى التنافس في السوق العالمية، الأمر الذي يحتاج إلى إعادة هيكلة الاقتصاد من أجل زيادة الناتج القومي للاقتصاد الوطني.
تعد الأنشطة المعتمدة على التكنولوجيا والمعرفة أمر لا يمكن الاستغناء عنه في مختلف القطاعات الاقتصادية المواكبة للتغيرات العالمية المتسارعة وذلك عن طريق تشجيع البحث العلمي وتحقيق التكامل الاقتصادي والقدرة على الإبداع والابتكار وحل المشكلات، بالإضافة إلى استخدام البنية التكنولوجية المتطورة بأبسط التكاليف، وهنا يتجلى دور الاقتصاد المعرفي في التنمية الاقتصادية.
ما هي العناصر الرئيسية التي تشكل اقتصاد المعرفة؟
لا يقتصر هذا النوع من الاقتصاد على على القاعدة المعرفية فقط، بل يتماشى ويتجاوب مع مختلف المتغيرات والمتطلبات في السوق العالمية، لذلك يحتاج إلى تكامل مجموعة من العناصر الأساسية وهي كالتالي:
- القوة البشرية الداعمة حيث يعد المجتمع من أكبر قواعد دعم هذا النوع من الاقتصاد، لأنه المستهلك لهذه المعرفة التي وضعت بشكل رئيسي لتحقيق استفادة المجتمع منها، الأمر الذي يؤدي إلى المزيد من الإبداع والتقدم والتطور.
- توفر مجتمع متعلم قادر على تحمل مسؤولية الإبداع والتقدم والتطور.
- توفر منظومة متقدمة تتولى مهمة التخطيط والتوجيه والتطوير والتقويم.
- تدريب عمال لديهم دراية بمجال المعرفة وصناعها، وأن يكون لديهم القدرة على الربط والتساؤل والابتكار في المجال المعرفي.
- توفر وسائل ربط إلكتروني والتي تعد من أهم متطلبات اقتصاد المعرفة.
- نشر ثقافة مجتمع التعلم من الناحية الفكرية والتطبيقية في مختلف مؤسسات المجتمع.
تجدر الإشارة إلى أن الشركات المشاركة في التطوير والبحوث، والمؤسسات الأكاديمية، والمبرمجون الذين يعملون على تطوير برامج جديدة، بالإضافة إلى العاملين في مجال الصحة أبرز الأمثلة على اقتصاد المعرفة ومن أبرز مكوناتها، في هذا الإطار لا بد من أن نشير إلى أن سويسرا تتصدر قائمة الدول التي تمتلك اقتصاد معرفي، لتأتي بعدها السويد والولايات المتحدة الأمريكية.
آثار الاقتصاد المعرفي على الاقتصاد: فرص وتحديات جديدة:
تتجلى أهمية وتأثير الاقتصاد المعرفي على الاقتصاد في عدة جوانب لعل أبرزها ما يلي:
- يلعب دور كبير في عمل الشركات والمؤسسات والبنوك، فهو يوفر مختلف البيانات التي تحتاجها المؤسسات الأمر الذي يساعدهم في اتخاذ القرارات والوصول إلى الأفكار والمعلومات المعرفية المتنوعة.
- يقوم بدراسة الأوضاع الاقتصادية وتحليلها التضخم الاقتصادي والنمو الاقتصادي أو الانتعاش الاقتصادي أو الازدهار الاقتصادي أو الانكماش الاقتصادي.
- الابتكار في مختلف المجالات المهنية والعلمية المرتبطة بالمنتجات وصنعها والإبداع فيها.
- يؤدي إلى تطوير المستويات الإنتاجية وتحسينها.
- توفير الجهد والمال والوقت، بالإضافة إلى الاستغناء عن بعض المفاهيم الاقتصادية التقليدية والموارد المالية والتكاليف العمالية.
- يعد الاقتصاد المعرفي أساس الإنتاج وزيادة الثروة الأمر الذي يؤدي إلى تحسين الواقع الاقتصادي.
- يعمل على تطوير وتحديث الأنشطة الاقتصادية، الأمر الذي يدعم نموه ويؤدي إلى تسريع تطور الاقتصاد.
قد يهمك: كيفية بدء مشروع تجاري صغير:خطوات بسيطة لتحقيق النجاح!
خصائص اقتصاد المعرفة: سمات التميز والابتكار:
يتميز اقتصاد المعرفة باتسامه بعدة خصائص سنذكر أبرزها فيما يلي:
- البنية التحتية القائمة على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، الأمر الذي يساعد في تجهيز المعارف والمعلومات وتكييفها وفقاً للاحتياجات المحلية.
- التعليم الذي يعد عامل أساسي للتنافسية والإنتاجية الاقتصادية، الأمر الذي يتطلب توفير يد عاملة ماهرة أو رأس مال بشري يستطيع دمج التكنولوجيات الحديثة في العمل.
- الابتكار فهو عبارة عن نظام من الروابط التجارية مع المنظمات القادرة على استيعاب ثورة المعرفة المتنامية ومواكبتها.
- توفير جميع الأطر السياسية والقانونية التي تسعى للنمو وزيادة الانتاجية.
ما هي المؤشرات الرئيسية لقياس اقتصاد المعرفة؟
توجد مجموعة من المؤشرات التي تعتبر بمثابة دليل على استخدام الاقتصاد المعرفي، وفيما يلي سنذكر أبرز هذه المؤشرات:
- درجة المعرفة فيما يرتبط بأسعار الخدمات والسلع.
- توجه المجتمع نحو المعلومات.
- عدد براءات الاختراع وعدد حقوق الملكية الفكرية.
- نسبة الإنفاق على البحث والتطوير من الإجمالي المحلي.
متطلبات اقتصاد المعرفة: الأسس اللازمة لتحقيق النجاح:
لضمان استمرارية الاقتصاد المعرفي وتطوره يحتاج إلى بعض المتطلبات أبرزها ما يلي:
- وجود تكنولوجيا معلومات وبنية اتصالات لبناء مجتمع معلوماتي.
- تطوير القوانين بما يتوافق مع اقتصاد المعرفة.
- تأسيس رأس المال البشري.
- دراية المستثمرين والمنشآت المختلفة بأهمية الاقتصاد المعرفي.
- إجراء بحث عن المعرفة غير المتوفرة وتوفير المعرفة المستوردة.
- توفر منظومة فعالة للعلم والتكنولوجيا.
- انتشار ثقافة اجتماعية تؤيد الإبداع والابتكار.
في الختام يعد اقتصاد المعرفة أو كما يعرف أيضا باسم مرحلة ما بعد الصناعة من الأمور التي أدت إلى تطور الفكر الإنساني في مختلف المجالات، فأصبح القدرة على إنتاج برامج معلوماتية أحد الأولويات لدى القطاعات الاقتصادية الحديثة.