البورصة هي سوق التداول المنتظم أو المكان الذي يجتمع فيه المستثمرين لشراء وبيع الأصول المالية مثل أسهم الشركات المساهمة ووحدات صناديق الاستثمار المتداولة والسندات في أوقات معينة، ويطلق عليها جلسات التداول، ويشرف على البورصة الجهات الرقابية والتنظيمية الخاصة بالأموال في الدولة، ويتحدد سعر البورصة بشفافية تامة من خلال العرض والطلب.
تمتلك البورصة أهمية كبيرة في السوق الاقتصادي وتتمثل فيما يلي:
- مصدر جيد للسيولة وتمنع المخاطر، كما أنها تعزز معايير الإفصاح المالي والشفافية الحكومية.
- تعمل على نشر الأوراق المالية باستمرار، وبالتالي يمكن للمستثمرين معرفة سعر الأوراق المالية لحظة بلحظة.
- تساعد الشركات والحكومات على توفير التمويل طويل المدى على عكس البنوك التي توفر تمويل قصير المدى، إليك التفاصيل من ايكونومتريك.
كيفية عمل البورصة: الشراء والبيع، العرض والطلب
تعمل البورصة باستراتيجية محكمة، حيث يشرف عليها الجهات الرقابية والتنظيمية لإدارة أموال المستثمرين بفعالية، وتتمثل طريقة عملها فيما يلي:
- البيع والشراء: تنقسم طريقة البيع والشراء حسب 3 أوامر رئيسية، وهم (السوق- الدخول- الاغلاق)، أوامر السوق هي تلك التعليمات الفورية لشراء أو بيع الأسهم والأصول الأخرى بأفضل سعر متوفر، أوامر الدخول هي تلك التعليمات الخاصة بفتح الصفقة عندما يصل السوق إلى مستوى محدد دون الحاجة إلى مراقبة مستمرة للسوق، أوامر الاغلاق هي تلك التعليمات الخاصة بإغلاق الصفقة عندما يصل السوق إلى مستوى محدد، وتستخدم لجني الأرباح أو الحد من الخسائر.
- العرض والطلب: سعر العرض يظهر عندما يقوم المستثمر الذي يشتري أحد الأصول بتحديد السعر الذي يرغب به، فهذا السعر العرض أو أقصى سعر لدى المشتري يمكن دفعه لشراء الأصل المرغوب به، ويكون هذا السعر منخفض وغير باهظ، أما سعر الطلب يظهر عندما يريد المستثمر أن يبيع أحد الأصول التي قام بشرائها منذ فترة بسعر منخفض، والآن يريد عرضها ليبيعها بسعر مرتفع لجني الأرباح.
أنواع الاستثمارات: الأسهم، الصناديق الاستثمارية، السندات
تتعدد أنواع الاستثمارات في البورصة وغيرها من منصات التداول في الأسواق المالية، وتتمثل أشهر أنواع الاستثمارات فيما يلي:
- الأسهم: هي وحدات ملكية تصدرها الشركة بقيمة متساوية وقابلة للتداول، وتعتبر الأسهم هي رأس مال الشركة، ويطلق عليها اسم أدوات الملكية، وبالتالي من يملك أسهم في شركة معينة فهو يمتلك جزء من هذه الشركة.
- الصناديق الاستثمارية: هي وحدات استثمارية متداولة تدرج وتتداول عادةً في البورصات، بحيث يتم من خلالها شراء الأسهم أو بيعها، فهي صناديق مفتوحة للتداول والاستثمار على عكس صناديق الاستثمار العقاري المغلقة.
- السندات: هي وحدات دين تقدمها الشركة بقيمة متساوية وقابلة للاستثمار، وتعتبر السندات قرض مرتبط بفترة معينة وعلى حسب هذه الفترة يتحدد إذا كان طويل الأجل او قصير الأجل، ويتم التعهد بموجبه جهة الإصدار بتسديد الفوائد المستحقة عليه في تواريخ معينة، كما يتم رد قيمته بشكل كامل في نهاية عمره أو في تاريخ الاستحقاق.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن العوامل المؤثرة على أسعار الأسهم في السوق العالمية
خطوات دخول سوق الأسهم: كيفية فتح حساب استثماري، اختيار الأسهم المناسبة
يمكن لأي شخص البدء في التداول والاستثمار في الأسهم عن طريق البورصة، ففي البداية يجب فتح حساب استثماري واختيار الأسهم المناسبة، وتنفيذ ما يلي:
- فتح حساب استثماري حقيقي: يجب على أي متداول أن يقوم بفتح حساب تجريبي للتدرب على جميع عمليات الاستثمار قبل البدء في الاستثمار بشكل جدي، ثم يتم فتح حساب استثماري حقيقي للبدء في الاستثمار من خلال الممارسة الفعلية، حيث يتم اختيار نوع الحساب المناسب طبقاً للاحتياجات الشخصية، وتوفر منصات الاستثمار العديد من الحسابات الاستثمارية التي تحمل العديد من المميزات.
- تحليل السوق الاقتصادي: لكي ينجح الاستثمار بدقة لابد من تحليل السوق بفعالية، بحيث يتم توقع حركة سعر السهم مستقبلاً في نطاق زمني معين، وتأتي خطوة تحليل السوق بعد الممارسة الفعلية للتداول في سوق الأسهم، وتكون صعبة في البداية على أي مبتدئ، ولكن بعد فترة جيدة في الاستثمار سيكتسب المتداول خبرة كبيرة في المجال.
- بناء خطط التداول الناجحة: لابد من تعلم حركة الأسهم في البورصة لتوقع السعر بدقة، فيجب على أي متداول التعرف على استراتيجيات التداول المتوفرة واختيار أفضل خطة للتداول والربح.
- اختيار الأسهم المناسبة: بعد تحديد الخطط المناسبة تأتي خطوة اختيار الأسهم الربحية، حيث يتم شراء الأسهم من أي بورصة عالمية عبر وسطاء التداول على شبكة الإنترنت، ثم البدء في التداول والانتظار حتى يرتفع سعر السهم.
اقرأ أيضاً: سعر الدولار اليوم في السعودية: تحديثات لحظية وتحليل اقتصادي
نصائح لتقليل المخاطر: تنويع المحفظة، الاستثمار طويل الأجل
هناك بعض النصائح التي يمكن إتباعها لتقليل المخاطر والحفاظ على الأصول المالية من الخسارة، وبالتالي تضمن استراتيجية استثمار ناجحة، وتتمثل تلك النصائح فيما يلي:
- تنويع المحفظة الاستثمارية: يعتبر التنويع في المحفظة من أهم أسس الإدارة الناجحة والابتعاد عن المخاطر، فيمكن تنويع المحفظة ببعض الأصول المالية لضمان الربح عند خسارة أحد الأصول في الأسواق المالية، فيمكن تقليل تقلبات السوق والاستثمار في الأسهم والسندات والعقارات والعملات الرقمية والذهب والسلع.
- تحديد الأهداف المالية: يجب قبل التفكير في الاستثمار تحديد الأهداف منه، فيمكن أن يكون الهدف الادخار للتقاعد أو شراء منزل أو شراء سيارة أو تنفيذ مشروع أو توليد دخل سلبي أو تمويل التعليم، فتحديد الهدف بوضوح يؤثر بشكل إيجابي على نجاح الاستثمار وتخصيص الأصول.
- الاستثمار طويل الأجل: لابد من تحديد الأفق الزمني الخاص بالاستثمار، وهو المدة الزمنية التي يتم الاحتفاظ بالأصول المالية بعد شرائها حتى يرتفع سعرها.
خاتمة
تعتبر البورصة من أفضل الأماكن لتنفيذ استراتيجية دقيقة من الاستثمار الذكي، فالاستثمار في البورصة في سن مبكر يعتبر من أفضل طرق تنمية الثروة، ومفتاح الاستثمار الناجح هو التنويع في المحفظة الاستثمارية من خلال الاعتماد على مجموعة من الأصول المالية، وبالتالي تساعد المحفظة المتنوعة على تقليل المخاطر على المدى البعيد، وسيتم تحقيق الأهداف المالية، فالبورصة وسيلة لتنمية المدخرات والتخطيط للأهداف وتحديد الموعد المناسب للبيع والشراء والتداول، وتساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب.
