يمر على المستثمرين فترات كثيرة منها ما يعقبه الربح ومنها أوقات يحدث فيها ركود وتراجع، ومن المهم أن يفهم المستثمر هذه الفترات التي تمر عليه أثناء التداول، وهي تعتبر فترات سيئة بالنسبة للجميع، حيث يسودها الخوف والقلق من الخسائر المحتملة خاصة إذا كان حجم الاستثمار كبير، ويوجد مصطلحان في الاقتصاد غالبا ما يخلط الناس بينهما وهما الركود والكساد ويوجد الكثير من الفرق بين الركود والكساد الإقتصاديالتي لابد للمستثمر أن يعيها، وهذا سوف يساعده على فهم التقلبات الاقتصادية التي تحدث في السوق، وبالتالي سوف يساعده ذلك على كسر حاجز الخوف والقلق، ويكون على استعداد تام لمثل هذه الفترات، ولهذا جمعنا هذا الدليل الشامل من إيكونومتريك به كافة الفروقات الواضحة بين مصطلح الركود والكساد الاقتصادي.
الفرق بين الركود والكساد بالتعريف
الركود والكساد ليسا مصطلحان مترادفان إذ يوجد فروق كبيرة بينهما، حيث يعرفان
الركود بأنه تراجع في النشاط الاقتصادي والذي يستمر لبضعة أشهر، كما يعرفه البعض بأنه انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي بربعين سنويين متتاليين، ويؤدي الركود الاقتصادي إلى انخفاض الدخل الحقيقي وارتفاع معدل البطالة وحدوث تباطؤ الإنتاج الصناعي، وانخفاض عام في الناتج المحلي الإجمالي، كما يؤدي إلى قلة الإنفاق الاستهلاكي، وقد حدثت أكثر من 50 حالة من الركود الاقتصادي في التاريخ، وازدادت في القرن 19 وأوائل القرن العشرين.
الكساد الاقتصادي
يعرف الكساد الاقتصادي بأنه تراجع النشاط الاقتصادي والذي يستمر لعدة سنوات، واحتار الخبراء في تحديد الفترة الزمنية التي يستغرقها الكساد الاقتصادي، حيث رجح البعض أنه يمتد إلى الفترة التي يعود فيها النشاط الاقتصادي إلى مستواه الطبيعي، وآخرون رجحوا بأنه يستمر إلى بضعة أشهر فقط.

الفرق الأساسي بين الركود والكساد
الفرق الأساسي بين الركود والكساد يكمن في مؤشرات كل منهما، والأسباب والشدة والمدة، وتأثير كل منهما على الاقتصاد، حيث يمتد الكساد إلى الكثير من السنوات وينتج عنه ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض شديد في الناتج المحلي الإجمالي وهذا يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، ومن أمثلة الكساد هو ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في ثلاثينيات القرن الماضي، والذي استمر لمدة 10 سنوات، والذي أدى إلى ارتفاع البطالة، وفقدان الاقتصاد نحو ثلث قيمته، أما الركود الاقتصادي يستمر لعدة أشهر فقط وتأثيره يكون في دولة واحدة.
لذا نجد أن الكساد حالة أكثر عمقاً وضررا من الركود حيث أنه طويل الأجل وضرره كبير على الاقتصاد، بينما الركود هو انحدار في النشاط الاقتصادي لبضعة أشهر فقط لذا يكون ضرره أقل.
اقرأ أيضاً: تأثير التكنولوجيا المالية على الاقتصاد النامي
الفرق بين الركود والكساد من حيث العوامل المسببة
كما ذكرنا أنه يالفرق بين الركود والكساد الإقتصادي واضح، ولذلك فإن الأسباب المؤدية إلى كل منهما مختلفة أيضاً، وسوف نتعرف على أسباب كل منهما فيما يلي:
أسباب الكساد الاقتصادي
الكساد الاقتصادي يعد أعمق بكثير من الركود لذا فإن الأسباب المؤدية إليه تكون ضخمة وأحداث كبيرة، ومن أبرز أسباب حدوث الكساد الاقتصادي،
- حدوث انهيارات كبيرة في سوق الأسهم والسندات.
- حدوث انخفاض كبير وتراجع في الطلب على الإنتاج الصناعي.
- وجود ارتفاع كبير في الأسعار بشكل عام.
- التحكم بالأسعار، والرواتب ومراقبتها تعد سبب رئيسي من أسباب حدوث الكساد الاقتصادي.
- حدوث انكماش.
- فقدان الثقة لدى المستهلكين بأداء الاقتصاد مما يجعلهم يتراجعون عن الشراء، وهذا سوف يضر الأشخاص المنتجين.
أسباب الركود الاقتصادي
الركود الاقتصادي يعد أقل ضرراً من الكساد الاقتصادي نظراً لأن فترة حدوثه تكون أقل بكثير من الكساد الاقتصادي وإليك أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ركود اقتصادي:
- زيادة الديون والاقتراض بشكل كبير يؤدي الى حدوث الركود الاقتصادي، خاصة إذا تم الاقتراض في فترات الانتعاش الاقتصادي.
- أسباب اقتصادية وتحولات هيكلية في الاقتصاد بشكل عام.
- كما أن العوامل النفسية لها تأثير كبير في حدوث الركود الاقتصادي حيث يقوم المستثمرين بالاستثمار بشكل كبير ومبالغ فيه في وقت الانتعاش الاقتصادي مما يؤدي إلى الركود.
- البطء في أوامر الإنتاج.
- انخفاض الأجور.
الفرق بين الركود والكساد من حيث تأثيرهما على الأفراد والشركات
يؤثر الركود والكساد بشكل عام على جميع أفراد المجتمع بما فيهم الشركات، فهما يعدان من أبرز المشاكل التي تواجه الأفراد المستثمرين والشركات، وينتج عنهما الكثير من الآثار السلبية، وسوف نتعرف على الفرق بين الركود والكساد الإقتصادي من خلال تأثير كل منهما في الأفراد والشركات:
تأثير الكساد الاقتصادي
يؤثر الكساد الاقتصادي بشكل كبير على الأفراد والشركات كما أنه يستمر لفترة زمنية طويلة مما يؤدي إلى حدوث انهيارات اقتصادية تشكل جميع من في المجتمع، كما أن الكساد الاقتصادي قد يمتد ليشمل العالم كله، ومن ضمن تأثير الكساد الاقتصادي ما يلي:
- يؤدي الكساد الاقتصادي إلى زيادة نسبة البطالة وإعاقة الشباب عن وجود العمل.
- يؤدي إلى انهيار التجارة الدولية وهذا يشكل خطر وتحدي كبير على الشركات المستثمرة.
- يؤدي الكساد الاقتصادي إلى انخفاض في أسعار المساكن وهذا سوف يعود بالخسارة على اقتصاد الدولة العام.
- انخفاض الطلب على منتجات الشركات من قبل المستهلكين وهذا يؤدي إلى حدوث خسائر كبيرة للشركات المنتجة.
اقرأ أيضاً: اقتصاد الملابس الشتوية: من التصنيع إلى المستهلك
آثار الركود الاقتصادي
الركود الاقتصادي يحدث في فترات زمنية قصيرة تقدر ببضعة أشهر ولكن يترك آثار سلبية كبيرة على الأفراد والشركات ويمكن ذكرها فيما يلي:
- يؤدي الركود الاقتصادي إلى ظهور مشكلة البطالة وذلك بسبب رفد الشركات للكثير من الموظفين لتخفيض التكاليف عليها بعد حدوث خسائر كبيرة لها.
- انخفاض الأسعار بشكل كبير والذي يؤثر بالسلب على الشركات حيث تخسر الشركة أرباحها.

كيف تتعامل الحكومات مع الركود والكساد؟
يمكن التقليل من حدة الركود والكساد حيث تقوم الحكومات بتقديم مجهودات كبيرة من أجل السيطرة على الوضع الاقتصادي، حيث تقوم الحكومات بعمل الآتي:
- تخفيض سعر الفائدة، وذلك من خلال جعل البنوك يخفضون من سعر الفائدة، وبذلك تقل رغبة الناس في الادخار وتزيد القوى الشرائية، والاستثمارية من جديد والذي يؤدي إلى امتصاص الفائض السلعي الذي كان سببه الركود.
- اتباع سياسة السوق المفتوحة، وهذا النشاط يقوم به المصرف المركزي من خلال إعطاء سيولة بالعملة المحلية إلى مصرف أو عده مصارف، وهذا يؤدي الى ازدياد في حجم النقود، والذي يؤدي إلى زيادة القوى الشرائية، والاستثمار لدى الأفراد والشركات.
- تقليل الضرائب والذي يوفر الكثير من الأموال التي تساعد المستهلكين في زيادة عملية الاستهلاك ومن ثم زيادة الطلب على المنتجات مما يؤدي الى تخطي فترات الركود والكساد.
- تخفيض الاحتياطي الإلزامي للبنوك من أجل ضبط النشاط الاقتصادي بشكل عام وبالتالي سوف يتم رفع قدرة البنك على الاقتراض مما يؤدي إلى زيادة الاستهلاك.
الأسئلة الشائعة
متى يتحول الركود إلى كساد؟
يتحول الركود إلى كساد في حالة لم تقم الحكومة بعلاج فترة الركود الاقتصادي وإيجاد حلول لها بشكل سريع، عندها تتحول إلى فترات كساد قد تحول لعدة سنوات دون وجود حل لها.
في النهاية قد يعتقد البعض أن لا يوجد الفرق بين الركود والكساد الإقتصادي وأنهما وجهان لعملة واحدة ولكن في الحقيقة هما مختلفان تماماً حيث أن الكساد الاقتصادي يتسبب في حدوث أزمات اقتصادية قد تشمل العالم أو أكثر من دولة ويمتد لفترة طويلة بينما الركود يحدث في فترات قصيرة وينتهي غالبا في عدة أشهر، وتعرفنا على أهم أسباب كل منهما ومدى تأثيرهما على الأفراد والشركات، ويمكنك تفادي تأثير الركود والكساد الإقتصادي من خلال تجنب الوقوع في خطأ مثل اتخاذ إجراءات غير مناسبة أثناء حدوث مثل هذه الفترات إذ يجب الصبر وعدم الخوف أو القلق، لأنك سوف تتخذ قرارات تندم عليها فيما بعد، ونتمنى لك التوفيق ومزيداً من الربح.