يعرف الاقتصاد الكلي بأنه فرع من فروع العلوم الاقتصادية الذي يركز على دراسة الظواهر الاقتصادية العامة والتي تؤثر على الاقتصاد العالمي من كل النواحي، على سبيل المثال الناتج المحلي الإجمالي، البطالة، التضخم، والنمو الاقتصادي أيضا، حيث يهدف الاقتصاد الكلي إلى تحليل الأداء الاقتصادي للدول مع تفسير التغيرات في المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، ومن أهم المفاهيم التي يمكن أن تجدها في الاقتصاد الكلي: النمو الاقتصادي، البطالة، التضخم، السياسة النقدية، والسياسة المالية، إليك التفاصيل من إيكونومتريك.
الفرق بين الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي
يدرس الاقتصاد الكلي أحوال الاقتصاد بشكل عام، بينما يركز الاقتصاد الجزئي على سلوك الأفراد والشركات، ويستخدم الاقتصاد الكلي في تحليل السياسات الاقتصادية وتأثيرها على الاقتصاد الوطني ككل، بينما يُستخدم الاقتصاد الجزئي من أجل فهم كيفية اتخاذ الأفراد والشركات للقرارات الاقتصادية.
النمو الاقتصادي
لطالما عرف النمو الاقتصادي بأنه الزيادة المستدامة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة ما ولكن على مدى فترة زمنية معينة، حيث تتضمن العوامل المؤثرة في النمو الاقتصادي كل من الاستثمار، التكنولوجيا، الموارد البشرية، والسياسات الحكومية أيضا، وبالطبع يعتبر النمو الاقتصادي من أهم العناصر الرئيسية في عالم الأموال ضمن الدول لأنه يؤدي إلى تحسين مستويات المعيشة وزيادة الفرص الاقتصادية بشكل فعال.
اقرأ أيضاً: تأثيرات الشتاء على المعيشة 2025
البطالة في الاقتصاد الكلي
تعرف البطالة عادة بأنها عدم قدرة الأفراد أو الأشخاص الراغبين بالعمل على العثور على وظيفة، مما يؤثر سلبًا على المجتمع من خلال زيادة الفقر وتقليل الاستهلاك، وهي تنقسم إلى العديد من الأنواع، نذكر منها:
- البطالة الدورية: وهي التي تنتج عن تقلبات الدورة الاقتصادية.
- البطالة الهيكلية: تنجم عن حدوث تغييرات في هيكل الاقتصاد.
- البطالة الاحتكاكية: تتشكل نتيجة انتقال الأفراد بين الوظائف.
التضخم الاقتصادي
يعرف التضخم بأنه الزيادة المستمرة في مستوى الأسعار، وهو يمكن أن يحدث بسبب زيادة الطلب على منتج أو خدمة، أو حدوث زيادة في تكاليف الإنتاج، حيث يؤثر التضخم على القوة الشرائية للأفراد ويزيد من عدم اليقين الاقتصادي، ولكن بالطبع يوجد حل له، إذ يمكن التحكم فيه من خلال السياسات النقدية مثل رفع أسعار الفائدة.
السياسة النقدية ودورها في التحكم بالاقتصاد الكلي
تشير السياسة النقدية بشكل عام إلى الإجراءات والاستراتيجيات التي قد تتخذها البنوك المركزية من أجل التحكم في المعروض النقدي وأسعار الفائدة، كما أن السياسة النقدية تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو من خلال التأثير على الاستثمارات والاستهلاك بشكل مباشر.
دور البنوك المركزية في تنظيم الاقتصاد الكلي
تعمل البنوك المركزية على تنظيم الاقتصاد الكلي بشكل عام، وذلك من خلال تنفيذ السياسات النقدية الفعالة والإشراف على النظام المصرفي ككل، حيث تهدف هذه السياسات إلى تحقيق الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي الجيد.
الناتج المحلي الإجمالي
يعرف الناتج المحلي الإجمالي بأنه القيمة الإجمالية لجميع السلع والخدمات المنتجة داخل دولة معينة خلال فترة زمنية محددة، حيث ُقاس الناتج المحلي الإجمالي باستخدام ثلاثة طرق: الإنتاج، الإنفاق، والدخل، وهو من العوامل المهمة في عالم الاقتصاد بشكل عام كونه يعتبر مؤشراً رئيسياً على صحة الاقتصاد.
اقرأ أيضاً: المفهوم الشامل حول التسويق عبر الفيديو وأهم استراتيجياته
الدورة الاقتصادية
في الواقع تدل الدورة الاقتصادية على التقلبات في النشاط الاقتصادي الحاصل على مر الزمن، وهي تتكون من أربعة مراحل رئيسية تؤثر كل منها بطريقة معينة على الأسواق من خلال تغيير مستويات الطلب والعرض بأساليبها الخاصة، وقد جهزنا لكم هذه المراحل على الشكل التالي:
- الانتعاش: تعرف بأنها المرحلة التي يبدأ فيها النشاط الاقتصادي بالتحسن، حيث تتجلى فيها كل من عمليات زيادة الإنتاج، ارتفاع مستويات التوظيف، زيادة الإنفاق الاستهلاكي واستقرار الأسعار.
- الذروة: هي عبارة عن المرحلة التي يصل فيها النشاط الاقتصادي إلى أعلى مستوى له قبل أن يبدأ في التراجع، وهي تتضمن عدة خصائص على نمط أقصى مستوى للإنتاج، انخفاض البطالة، ارتفاع الأسعار، مع ظهور الضغوط التضخمية.
- الركود: فترة من التراجع في النشاط الاقتصادي، تُعرف عادة بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي (GDP) لمدة متتالية من ربعين، وهي تتجلى في كل من انخفاض الإنتاج، ارتفاع البطالة، انخفاض الإنفاق الاستهلاكي وتراجع الاستثمار.
- الانكماش: هي مرحلة أكثر حدة من الركود، حيث يستمر الانخفاض في النشاط الاقتصادي لفترة طويلة، وهي تتميز بمجموعة من الخصائص التي تشمل انخفاض حاد في الإنتاج، ارتفاع معدلات البطالة، انخفاض الأسعار وفقدان الثقة أيضا.
الاقتصاد الكلي والاستثمار: كيف تؤثر السياسات الاقتصادية على الاستثمارات؟
في الحقيقة تؤثر السياسات الاقتصادية على الاستثمارات بشكل كبير، وذلك من خلال تحديد المناخ الاستثماري وتوجيه الموارد نحو القطاعات الأكثر ربحية، حيث تعتبر السياسات المالية والنقدية من أهم العوامل الرئيسية في جذب الاستثمارات.
أسئلة شائعة حول الاقتصاد الكلي
ما الفرق بين السياسات النقدية والسياسات المالية؟
في الواقع تتعلق السياسات النقدية بإدارة العرض النقدي وأسعار الفائدة بواسطة البنك المركزي بهدف تحقيق استقرار الأسعار والنمو الاقتصادي، أما بالنسبة للسياسات المالية فهي تتعلق بالقرارات الحكومية بشأن الإنفاق والضرائب، وتُستخدم لتحفيز الاقتصاد أو تقليل العجز المالي.
ما هو العجز المالي؟
يحدث العجز المالي عندما تتجاوز النفقات الحكومية الإيرادات، مما يؤدي إلى حاجة الحكومة للاقتراض من أجل تغطية الفجوة، ويمكن أن يؤثر ذلك على الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
كملخص لما سبق، يمكن القول إن الاقتصاد الكلي يلعب دوراً هامًا في فهم كيفية عمل القطاعات الاقتصادية على كل من المستوى الوطني والعالمي، وذلك من خلال تحليل المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، حيث يمكن للسياسات الحكومية والبنوك المركزية اتخاذ قرارات مستنيرة من أجل تحقيق النمو والاستقرار الاقتصادي الفعال.
