فهم استراتيجيات الاستثمار في البورصة للمبتدئين هي من أهم خطوات تحقيق الاستقلالية المالية والنمو المالي، فأسواق الأسهم تتيح أمام المؤسسات والأفراد إمكانية زيادة أموالهم عن طريق بيع وشراء الأسهم في شركات متنوعة، بمعنى آخر هذا الاستثمار يمكن المستثمرين الاستفادة من الأرباح والعائدات المالية التي تحققها الشركات الناجحة.
تعد البورصة مقياساً رئيسياً يحدد صحة الاقتصاد ويحدد أسعار الأسهم وفقاً للعرض والطلب، كما تساهم في توجيه الأموال نحو مشاريع استثمارية مربحة، الأمر الذي يعزز من الابتكار والنمو الاقتصادي، علاوة على دورها في فتح المجال أمام المستثمرين المشاركة في ملكية الشركات الصغيرة والكبرى على حد سواء.
إذا كنت من المهتمين بمجال الاستثمار، تابع معنا هذا المقال من إيكونومتريك الذي سنتعرف فيه على أبرز استراتيجيات الاستثمار في البورصة والتي يمكن اتباعها، بالإضافة إلى أبرز أدوات التحليل الفنية والأساسية، والأخطاء التي يجب تجنبها عند الاستثمار في البورصة، ابقى معنا.
أبرز استراتيجيات الاستثمار في البورصة للمبتدئين
يعتمد تحقيق النجاح وتجنب المخاطر عند البدء في أي استثمار على تبني استراتيجيات منهجية، من شأنها أن تساعد في بناء محفظة استثمارية مستدامة وقوية، لذلك سنذكر لكم فيما يلي أبرز هذه الاستراتيجيات:
استراتيجية التنويع
تشير هذه الاستراتيجية إلى توزيع الاستثمار على عدة أسهم وقطاعات، بدلاً من التركيز في الاستثمار على قطاع واحد أو سهم واحد، وذلك بهدف تقليل المخاطر المتعلقة بتقلبات السوق، وتحقيق عوائد مالية مستقرة على المدى الطويل، فمثلاً، إذا ركزت في استثمارك على أسهم شركات تكنولوجية فقط سيكون اعتماد محفظتك في أدائها على هذا القطاع فقط، أما عندما تقوم بالاستثمار في عدة قطاعات من رعاية صحية وتكنولوجيا وطاقة، ستحد من التأثير السلبي لتراجع أي قطاع على أداء محفظتك.

الاستثمار طويل الأجل مقابل قصير الأجل
يعتمد الاستثمار طويل الأجل على استراتيجية شراء الأصول المالية والاحتفاظ بها لمدة زمنية طويلة تتراوح من عدة سنوات حتى عدة عقود، حيث يسعى المستثمرون في هذه الاستراتيجية إلى تحقيق نمو مستدام في قيمة أصولهم عن طريق الاستفادة من أداء الشركات، النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى زيادة قيمة الأصول مع مضي الوقت، أكثر ما تتطلبه هذه الاستراتيجية هو الصبر والانضباط لتجاوز التقلبات القصيرة الأجل مقابل التركيز على تحقيق عوائد طويلة الأمد.
في هذا الإطار لا بد من أن نشير إلى أن الاستثمار قصير الأجل يعتمد على شراء وبيع الأصول المالية خلال فترة زمنية قصيرة تتراوح من أيام حتى عدة أشهر، حيث يهدف المستثمرون في هذه الاستراتيجية الحصول على أرباح سريعة بالاعتماد على التقلبات السعرية السريعة التي تصيب الأسواق، هذه الاستراتيجية تتطلب تحليل السوق بشكل متواصل ومراقبة الأسعار باستمرار، إذاً هي تفرض على المستثمرين اتخاذ قرارات سريعة لتحقيق الأرباح المنشودة.
اختيار الأسهم ذات القيمة مقابل الأسهم عالية النمو
يعد اختيار الأسهم ذات القيمة مقابل الأسهم عالية النمو من أبرز استراتيجيات الاستثمار في البورصة للمبتدئين، فالأسهم ذات القيمة هي الأسهم التي عادةً ما يتم تداولها بأقل من قيمتها الحقيقية، حيث يعتمد المستثمرون فيها على شراء حصص يعتقدون بأنه تم تقييمها بأقل من قيمتها الحقيقية وذلك بالاعتماد على التحليل الفني والمالي، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسهم عادةً ما تكون في شركات تتميز بأدائها المالي الجيد إلا أنها قد تواجه ظروف آنية مؤقتة سببت في انخفاض سعرها، يمتاز هذا الاستثمار بالاستقرار النسبي وإمكانية تحقيق عوائد متوقعة على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً:دور التغير المناخي في تشكيل الأنشطة الاقتصادية الشتوية
أدوات التحليل الأساسية والفنية للمبتدئين
يعد استخدام أدوات التحليل الفنية والأساسية من أبرز الجوانب التي يجب الاطلاع عليها وفهمها من قبل المستثمرين المبتدئين، وفيما يلي سنلخص لكم أبرز هذه الأدوات:
أدوات التحليل الأساسية
يمكن تلخيص أدوات التحليل الأساسية في النقاط التالية:
-
- التحليل الأساسي الذي يعتمد على دراسة العوامل المالية والاقتصادية المؤثرة على قيمة الأسهم مثل: الإيرادات، الأرباح، والأحداث الاقتصادية الكبرى.
- التحليل الأدبي الذي يتضمن دراسة التقارير والأخبار المالية والاقتصادية ومعرفة تأثيرها على الأسواق المالية.
- التحليل الأدبي العميق الذي يقوم على البحث في الأدب الاقتصادي والمالي لفهم السوق بشكل أعمق.
أدوات التحليل الفني
توجد العديد من أدوات التحليل الفني الذي يجب أن يعتمد عليها المستثمرين المبتدئين، سنذكر أبرزها فيما يلي:
- الرسوم البيانية التي توضح حركة الأسعار مع مرور الوقت، الأمر الذي يساعدهم في تحليل الأنماط والاتجاهات.
- المؤشرات الفنية التي تضم مؤشر القوة النسبية، مؤشر المتوسط المتحرك، بالإضافة إلى مؤشر البولينجر لاند وغيرها العديد من المؤشرات.
- الأنماط السعرية التي تشمل الرأس والكتفين والقواعد الثلاثية والقمم المزدوجة.
- حجم التداول الذي يعكس العمليات البينية الخاصة بالتداول، الأمر الذي يساعد في تحديد ضعف أو قوة الاتجاهات.

اقرأ أيضاً:استراتيجيات التعامل مع التحديات الاقتصادية لارتفاع أسعار الطاقة
أخطاء يجب تجنبها عند الاستثمار في البورصة للمبتدئين
في إطار حديثنا عن استراتيجيات الاستثمار في البورصة للمبتدئين لا بد من أن نشير إلى الأخطاء التي يجب تجنبها، والتي سنلخص أهمها فيما يلي:
- عدم تنويع المحفظة الاستثمارية، فالاعتماد على قطاع واحد وسهم واحد قد يزيد من خسارة المستثمرين عند فشل أداء هذا القطاع وتراجع أسعار هذه الأسهم.
- الاستثمار العاطفي الذي قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة، لذلك يجب وضع خطة استثمارية والمضي بها بصرف النظر عن أي تقلبات سوقية قصيرة الأمد.
- عدم إجراء دراسة كافية قبل البدء بالاستثمار في أسهم معينة، لذلك يجب دراسة الشركات وفهم أدائها العام وأسسها المالية، حيث يمكنك الحصول على رؤية شاملة بالاستفادة من التحليل الفني والأساسي.
- اللجوء إلى شراء الأسهم عندما تكون قيمتها منخفضة من ثم بيعها عندما ترتفع، هذه الاستراتيجية تنطوي على الكثير من المخاطر، لذلك يُنصَح باتباع استراتيجيات مستمر كشراء الأسهم بشكل دوري بصرف النظر عن حركة السوق.
- عدم وضع خطة استثمارية واضحة، فهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة، حيث يجب تحديد الأهداف الاستثمارية والمدة الزمنية لتحقيقها، بالإضافة إلى تحديد مستوى الخطر الذي يمكن تحمله قبل البدء.
- تجاهل صيانة المحفظة بشكل دوري، الأمر الذي قد يؤدي إلى تراجع أدائها مع الوقت، لذلك يجب متابعتها باستمرار وإدخال التعديلات اللازمة عليها.
في ختام حديثنا عن استراتيجيات الاستثمار في البورصة للمبتدئين نجد أنه من المهم جداً الاعتماد على استراتيجية استثمارية متوازنة تضع في عين الاعتبار مختلف العوامل المؤثرة على الأسهم والأسواق، مع ضرورة الاعتماد على مبدأ تنويع المحفظة الاستثمارية للحد من المخاطر وتحقيق الأهداف المرجوة.